وذكرت الصحيفة في تقريرها الصادر يوم الاثنين 5 مايو (أيار)، أن هذا الشخص المعتقل بتهمة التخطيط لهجوم إرهابي كبير في بريطانيا، على صلة قوية بنظام طهران، وأن أفرادًا من عائلته يمتلكون "أعمالًا تجارية مهمة" في إيران.
وكانت شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا قد اعتقلت، يوم السبت 3 مايو (أيار)، 8 أشخاص من بينهم 7 مواطنين إيرانيين، في عمليتين منفصلتين بمناطق مختلفة من البلاد.
ولم تفصح الشرطة البريطانية ولا وسائل الإعلام حتى الآن عن أسماء المعتقلين، واكتفوا بذكر أعمارهم ومواقع اعتقالهم.
ووفقًا لمصادر أمنية بريطانية، فإن المؤامرتين الإرهابيتين اللتين أُحبطتا في الأراضي البريطانية عبر اعتقال المواطنين الإيرانيين السبع، يبدو أنهما كانتا مخططتين بدعم من نظام إيران.
وأضافت هذه المصادر أن "بصمات النظام الإيراني واضحة" في تلك المؤامرات.
وفي رد فعلها على الأمر، قالت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر: "نواجه واحدة من أكبر العمليات لمكافحة التهديدات الإرهابية والدولية في السنوات الأخيرة، والتحقيقات في هذا الشأن شديدة الأهمية".
وفي بداية القضية، أُعلن أن عمليتين منفصلتين قد نُفذتا للقبض على 5 أشخاص، 4 منهم إيرانيون في مدن سويندون، ومانشستر، وستوكبورت، وروتشديل وغرب لندن، و3 آخرون من أصل إيراني في لندن.
كانت كل مجموعة منهم تستهدف موقعًا مختلفًا، إلا أن تحقيقات لاحقة أشارت إلى احتمال أن تكون المؤامرتان جزءًا من مخطط مشترك تديره جهة واحدة.
وفي تقرير سابق لها يوم الأحد، أعربت صحيفة "تلغراف" عن قلق الأجهزة الأمنية البريطانية من احتمال أن يكون الهجوم الإرهابي قد استهدف "موقعًا معينًا"، مشيرة إلى تزايد التكهنات بأن الهجوم كان يستهدف كنيسًا يهوديًا أو مكانًا آخر له صلة بالمجتمع اليهودي.
وفي عددها الصادر يوم الاثنين 5 مايو (أيار)، كتبت الصحيفة: "يُعتقد أن الخلية الإرهابية المشتبه بها كانت على بُعد ساعات فقط من تنفيذ الهجوم على "موقع محدد"، والذي تمكنت الشرطة في النهاية من إحباطه. وقد اعتُقل المشتبه بهم في أماكن وعناوين مختلفة بأنحاء البلاد".
وبحسب الصحيفة، فإن "استخدام مواطنين إيرانيين في تنفيذ عملية إرهابية خارج البلاد قد يدل على تغيير في نهج طهران، إذ إن إيران عادة ما تفضل استخدام وكلاء محليين أو مجرمين مأجورين لتنفيذ مهماتها".
وأشارت الصحيفة أيضًا إلى أن محققي مكافحة الإرهاب أمضوا عطلة نهاية الأسبوع في استجواب 5 من المشتبه بهم وفحص أجهزة الكمبيوتر والمعدات الإلكترونية التي صودرت أثناء المداهمات.
وأعلنت شرطة العاصمة البريطانية "سكوتلاند يارد"، يوم الاثنين، أن المحققين حصلوا على إذن بتمديد فترة احتجاز أربعة من المشتبه بهم.
فيما أُطلق سراح رجل يبلغ من العمر 24 عامًا، كان قد اعتُقل في مانشستر، بكفالة مشروطة، وتم تحديد موعد لاحق لاستدعائه.
أما الثلاثة الآخرون من الإيرانيين الذين اعتقلوا في لندن ضمن عملية منفصلة يوم السبت، فلا يزالون قيد الاحتجاز.
ولا تزال تفاصيل "الهدف المحتمل" للعملية الإرهابية سرية حتى الآن، لكن مصادر مطلعة أخبرت صحيفة "تلغراف" أن الهدف كان موقعًا تابعًا لمنظمة معارضة للنظام الإيراني.
وفي تحديث جديد للتحقيقات، صرح دومينيك مورفي، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة، قائلًا: "يواصل ضباطنا وموظفونا تحقيقًا بالغ الأهمية والتعقيد، ولا نزال نقوم بعمليات تفتيش في عدة عناوين بأنحاء البلاد. سلامة الجميع على رأس أولوياتنا".
وأضاف: "نعتقد أن هناك موقعًا معينًا كان الهدف المشتبه به في هذه المؤامرة، ولا تزال قوات مكافحة الإرهاب على تواصل مستمر مع المسؤولين عن هذا الموقع. ولن نُفصح عن مزيد من التفاصيل في الوقت الراهن لأسباب أمنية وحرصًا على السلامة العامة".
ودعا مورفي المواطنين إلى دعم رجال الشرطة وتجنب نشر الشائعات أو المعلومات غير المؤكدة من جانب شرطة مكافحة الإرهاب.
وقال: "هناك أسباب واضحة ومهمة تمنعنا في هذه المرحلة من تقديم معلومات إضافية".
وأضاف: "التحقيق لا يزال في مراحله الأولى، ونعمل على عدة خطوط لتحقيقاتنا بغية الكشف عن الدوافع المحتملة، وتحديد أي تهديدات إضافية محتملة للناس مرتبطة بهذه القضية".
كما شدد مورفي: "أحث الناس دائمًا على البقاء في حالة تأهب، وإذا رأوا أو سمعوا شيئًا مريبًا، فليتواصلوا معنا. نحن نعمل بشكل وثيق مع الضباط المحليين في المناطق التي جرت فيها الاعتقالات يوم السبت، وأشكر زملائي في الشرطة في أنحاء البلاد على دعمهم المستمر".
وأفادت صحيفة "تلغراف" كذلك بأن وحدات من القوات الخاصة البريطانية شاركت في العملية الأمنية يوم السبت إلى جانب شرطة مكافحة الإرهاب. ونقلًا عن مصدر في وزارة الدفاع البريطانية، وصفت العملية بأنها "جهد مشترك بين الأجهزة، وقد دعمه الجيش أيضًا".
وأضافت الصحيفة في تقريرها أن ضباط مكافحة الإرهاب المتخصصين في شرطة سكوتلاند يارد وجهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني "MI5" نجحوا منذ يناير (كانون الثاني) 2022 وحتى الآن في إحباط أكثر من 20 مخططًا إرهابيًا منسوبًا إلى النظام الإيراني داخل بريطانيا.