وجاء في افتتاحية الصحيفة، يوم الاثنين 5 مايو (أيار)، بالإشارة إلى مقابلة ترامب التي بُثت يوم الأحد 4 مايو على شبكة "NBC"، أن الرئيس الأميركي، في رده على سؤال حول هدف المفاوضات، وهل هو "الحد من البرنامج النووي الإيراني أم تفكيكه بالكامل؟"، أجاب: "تفكيكه بالكامل". وعندما أعاد الصحفي سؤاله: "هل هذا هو الخيار الوحيد الذي تقبله؟"، شدد ترامب: "نعم، فقط هذا".
وأكدت الافتتاحية أن هذا التصريح الصريح يظهر معارضة ترامب لبعض المواقف الأكثر ليونة داخل إدارته، حيث يرى بعض مستشاريه أن السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي قد يكون أقل سوءًا من تنفيذ عمل عسكري أو دعم هجوم محتمل من إسرائيل.
وأضافت: "لكن ترامب لا يقبل بهذا النهج. لقد قال: (الشيء الوحيد الذي لا يمكنهم امتلاكه هو السلاح النووي، لأنه إذا امتلكوه، فسوف يُدمّر العالم)".
وأشار ترامب إلى أن قادة النظام الإيراني يرددون شعار "الموت لأميركا" بجدية، وأنهم يمتلكون بالفعل أسلحة تهدد إسرائيل وأوروبا، ويعملون على صواريخ عابرة للقارات تضع أميركا أيضًا ضمن أهدافهم.
وأضافت هيئة تحرير الصحيفة: "من جهة أخرى، فإن بعض المستشارين الذين لا يستبعدون الخيار العسكري، يقبلون باتفاق شبيه باتفاق إدارة أوباما، وهو اتفاق لا يؤدي إلى تفكيك البرنامج النووي بشكل كامل. وأحد الأسئلة الأساسية هو ما إذا كان يجب السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى يمكن استخدامه في تصنيع الأسلحة".
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى تصريحات ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب لشؤون الشرق الأوسط، الذي قال في أبريل (نيسان) إن إيران لا تحتاج لتخصيب اليورانيوم بنسبة تتجاوز 3.67 في المائة.
واعتُبر هذا التصريح حينها إشارة إلى قبول محدود بالتخصيب، وهي نفس النسبة التي نص عليها اتفاق 2015 والتي تمثل ثلثي الطريق نحو تخصيب بمستوى عسكري.
وتابعت الصحيفة: "رغم تراجع ويتكوف لاحقًا عن هذا الموقف، إلا أن تقرير وكالة "رويترز" أشار إلى أن الإطار الأساسي للمفاوضات لا يزال يستند إلى الحفاظ على أجزاء من اتفاق 2015؛ الاتفاق الذي وصفه ترامب بأنه (أسوأ اتفاق في التاريخ).
هذا الإطار يسمح لطهران بمواصلة التخصيب، وإن كان بشكل محدود وتحت رقابة، لكنه يُبقي إيران في وضع يمكنها فيه الوصول بسرعة إلى عتبة تصنيع القنبلة".
وبالاستناد إلى تصريحات الرئيس الأميركي يوم الأحد، شددت الصحيفة على أن ترامب يرفض هذا النهج لأسباب واضحة، إلا أنه لم يرفض اقتراح ماركو روبيو، وزير الخارجية ومستشاره للأمن القومي، الذي يقضي بأن تستورد إيران اليورانيوم منخفض التخصيب بدلًا من تخصيبه محليًا؛ وهو النموذج الذي تتبعه 23 دولة أخرى، منها كندا والإمارات وكوريا الجنوبية، للحصول على الطاقة النووية لأغراض سلمية.
ووفقًا لما كتبته الصحيفة، فقد عبّر ترامب حتى عن شكه في هذه الفكرة، ووصفها بأنها "نظرية جديدة" بالنسبة لإيران، وأضاف: "لكنني أقول: لديهم كل هذا النفط، لماذا يحتاجون إلى الطاقة النووية؟". كما حذر قائلًا: "غالبًا ما تؤدي الطاقة السلمية إلى حروب عسكرية".
وأوضحت الافتتاحية أن ترامب يعتقد أن إيران، إذا أرادت الحفاظ على منشآتها النووية، فإن غايتها الوحيدة هي الإبقاء على خيار تصنيع سلاح نووي.
وأشارت الصحيفة إلى قول ترامب إن البرنامج النووي الإيراني قد كُشف الآن أكثر من أي وقت مضى، بفضل جهود إسرائيل، لكن مسار المفاوضات منح إيران فرصة.
فمنذ بدء المفاوضات، ارتفعت قيمة الريال الإيراني بنسبة 20%، ووفقًا لمعلومات حصلت عليها "نيويورك تايمز"، فقد قلّصت التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم خلال المحادثات. ويعتقد ترامب أن اتخاذ موقف أميركي حازم يمكن أن يعكس هذا المسار.
واختتمت هيئة تحرير "وول ستريت جورنال" افتتاحيتها بالقول: "إلى جانب تهديد ترامب الأسبوع الماضي للصين بشأن شراء النفط الإيراني، وتحذير بيت هاغست، وزير الدفاع، للنظام الإيراني بشأن هجمات الحوثيين، فإن تبني موقف صارم في المفاوضات النووية قد يمنع المزيد من تدهور السياسة الأميركية تجاه طهران".
وفي نهاية الافتتاحية، ورد أن "تأجيل المفاوضات النووية الأميركية في عطلة نهاية الأسبوع الماضية لا يثير قلقًا كبيرًا لدى ترامب، إذ يرى أن الولايات المتحدة ليست في موقف يتطلب إبرام اتفاق فوري، وأن العقوبات تحتاج إلى وقت كافٍ لتؤتي ثمارها وتوقف صادرات النفط الإيراني. ويعتقد ترامب أن هذا المسار هو الطريق الأفضل للتوصل إلى اتفاق يُنهي التهديد النووي الإيراني دون الحاجة إلى شنّ هجوم عسكري".