وفي مقابلة مع شبكة “إن بي سي” يوم الأحد 4 مايو، قال ترامب ردًا على سؤال حول ما إذا كان يسعى إلى تقييد البرنامج النووي الإيراني أو تفكيكه بالكامل: «الشيء الوحيد الذي أقبله هو تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني. ظهرت مؤخرًا نظرية تقول إن إيران قد تحتاج إلى برنامج نووي مدني لإنتاج الكهرباء، لكن لماذا تحتاج إلى الطاقة النووية ولديها كل هذا النفط؟».
وكان ستيف ويتكاف، المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الشرق الأوسط، قد نقل في وقت سابق عن ترامب أن الاتفاق المطلوب يجب أن يُرغم الجمهورية الإسلامية على وقف وتفكيك كل أنشطة تخصيب اليورانيوم.
تضارب في مواقف الإدارة الأميركية؟
التصريحات الأخيرة لترامب أثارت تساؤلات حول وجود خلاف داخل الإدارة الأميركية بشأن البرنامج النووي الإيراني، خصوصًا بعدما صرّح وزير الخارجية ماركو روبيو في 2 أرديبهشت بأن إيران يمكن أن تمتلك برنامجًا نوويًا سلميًا إذا أرادت، لكنه عاد وأوضح في اليوم التالي أن أي اتفاق مع طهران يجب أن يتضمن وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل.
روبيو أكد لاحقًا أن «بناء مفاعلات نووية واستيراد الوقود المخصب هو الطريق الوحيد لأي برنامج نووي مدني»، مضيفًا أن إيران إن أصرت على التخصيب، فستكون الدولة الوحيدة في العالم التي تخصب دون أن تمتلك برنامجًا عسكريًا.
وأضاف لاحقًا في تصريحات منفصلة أن «دعم الإرهاب وتطوير الصواريخ بعيدة المدى» يجب أن يكونا أيضًا ضمن قائمة المحظورات المفروضة على إيران.
ورداً على سؤال بشأن هذا التباين الظاهري، قال ترامب: «لم أتناقض في كلامي. قلت إن البعض يناقشون هذه الفكرة، ولا بأس في الاستماع، لكننا نعلم أن البرامج النووية السلمية كثيرًا ما تتحول إلى صراعات، وإذا حصلت إيران على سلاح نووي، سينتهي العالم».
غموض في مصير الجولة الرابعة من المفاوضات
وبينما تتباين التصريحات الأميركية، تتواصل حالة الغموض بشأن مصير المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن. فالجولة الرابعة التي كانت مقررة يوم السبت الثالث من مايو في روما، أُجلت في ظل تصريحات متضاربة.
عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، أعلن في وقت سابق عن لقاء مرتقب مع وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث يوم الجمعة الثاني من مايو، لكن وزير الخارجية الفرنسي نفى ذلك، مؤكدًا أن اللقاء الفني المقرر أُلغي بسبب تعثر المفاوضات بين طهران وواشنطن.
وفي اليوم نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية رسميًا إرجاء اللقاء مع ممثلي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى موعد لاحق، بينما قالت الخارجية الأميركية إنها لم تؤكد في أي وقت مشاركتها في الجولة الرابعة.
أما سلطنة عمان، التي تلعب دور الوسيط، فأعلنت أن تأجيل الجولة جاء لأسباب لوجستية، دون تحديد موعد جديد. ولم يُعرف بعد ما إذا كانت هذه الجولة ستُعقد في المستقبل القريب، وإن كانت بعض التكهنات تشير إلى احتمال انعقادها الأسبوع المقبل.