على الرغم من قمع الأمن.. احتجاجات طلاب وأساتذة الجامعات الإيرانية مستمرة في عدة مدن

بالتزامن مع استمرار الانتفاضة الشعبية في إيران ضد نظام الجمهورية الإسلامية، يواصل الطلاب وأساتذة الجامعات اعتصاماتهم واحتجاجاتهم في العديد من جامعات البلاد.

بالتزامن مع استمرار الانتفاضة الشعبية في إيران ضد نظام الجمهورية الإسلامية، يواصل الطلاب وأساتذة الجامعات اعتصاماتهم واحتجاجاتهم في العديد من جامعات البلاد.
ويظهر الفيديو الذي تلقته "إيران إنترناشيونال" أن أساتذة جامعة "كردستان" تجمعوا أمام المقر المركزي للجامعة، يوم الأربعاء 23 نوفمبر (تشرين الثاني)، مع الموظفين والطلاب، وأعلنوا في بيان أنهم سيستمرون في اعتصامهم حتى إطلاق سراح الأساتذة والطلاب الموقوفين.
كما نشرت مجموعة من طلاب جامعة "تبريز للفنون" بيانًا كتبت فيه: "ندعو طلاب وأساتذة الجامعة لتحمل المسؤولية في هذا الوضع الحرج، وتحديد مواقفهم والانضمام إلى الإضرابات الوطنية، ومقاطعة الفصول الدراسية حتى تحقيق حقوق المواطنين والطلاب".
وفي بيان منفصل آخر، أعلنت مجموعة من طلاب كلية اللغة الفارسية وآدابها بجامعة طهران: "لن نشارك في الفصول الدراسية لمدة أسبوع واحد، تضامنًا مع الطلاب الذين تم اعتقالهم، وحرمانهم من حق دخول الجامعة، وتعرضهم للسب والضرب".
يذكر أن الاحتجاجات الطلابية في إيران لا زالت مستمرة على الرغم من القمع الذي تمارسه القوات الأمنية.
وفي هذا السياق، تم القبض على سهى مرتضائي، السكرتيرة السابقة للمجلس النقابي العام لجامعة طهران، بعد تعرضها للضرب والجرح، بالقرب من مكان عملها ونُقلت إلى سجن "إيفين" لقضاء عقوبة بالسجن لمدة ثلاث سنوات وثمانية أشهر.
وكانت مرتضائي قد اعتقلت في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن تعرضت لعنف شديد على أيدي رجال الأمن.

أعلنت "القناة 11" في التلفزيون الإسرائيلي أن الموساد أبلغ منظمة الأمن الداخلي البريطانية (MI5) في الأسابيع الأخيرة بتهديدات ضد مواطنين إيرانيين في بريطانيا، وخاصة الصحفيين العاملين في "إيران إنترناشيونال".
وفي حديث لـ"الشرق الأوسط" اعتبر وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، ردًا على سؤال حول زيادة الإجراءات الأمنية في مكتب "إيران إنترناشيونال" بعد تهديد الصحفيين في هذه القناة، أن التهديد الذي يتعرض له الصحفيون مرفوض، مضيفًا: "نحن نهتم كثيرًا بأمر الصحافة المستقلة والحرة وسلامة الناس في المملكة المتحدة".
وقال كليفرلي: "من المهم جدًا أن يشعر الناس أنه يمكنهم التحدث بصراحة وصدق حول ما يحدث في إيران".
لكن "القناة 11" في تلفزيون إسرائيل أعلنت أن المعلومات التي قدمها الموساد لأجهزة الأمن البريطانية حالت دون وقوع هجوم إرهابي من قبل النظام الإيراني على مواطنين إيرانيين في بريطانيا، ولا سيما التهديد المباشر ضد صحفيي "إيران إنترناشيونال".
وأعلن كين ماكالوم، رئيس "MI5"، الأسبوع الماضي أن النظام الإيراني حاول قتل أو اختطاف ما لا يقل عن 10 مواطنين إيرانيين على الأراضي البريطانية منذ يناير (كانون الثاني).
في 7 نوفمبر (تشرين الثاني)، أفادت "إيران إنترناشيونال" بتهديد فوري بالقتل ضد اثنين من صحفيها في بريطانيا من قبل الحرس الثوري الإيراني.
وأعلنت "إيران إنترناشيونال"، وهي قناة إخبارية مستقلة ناطقة بالفارسية ومقرها بريطانيا، في بيان، أن موظفيها أُبلغوا بالتهديدات الموجهة ضدهم من قبل شرطة العاصمة.
في الأيام الأخيرة، تحمي الشرطة المسلحة البريطانية المبنى المركزي لهذا التلفزيون في لندن.
من ناحية أخرى، قال رئيس مخابرات الجيش الإسرائيلي، الجنرال أهرون خاليوا، في كلمة ألقاها في مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في جامعة تل أبيب، دون الإشارة مباشرة إلى اسم "إيران إنترناشيونال"، إن بريطانيا مستعدة للتعامل مع الأعمال الإرهابية للنظام الإيراني هذه الأيام.
وقد أعلنت قناة "إيران إنترناشيونال" التلفزيونية عن تهديدات موثوقة تلقاها مراسلوها.
كما أدانت وزارة الخارجية الكندية، الاثنين، تهديدات النظام الإيراني ضد الصحفيين داخل وخارج البلاد، وأعلنت في بيان خاص بناء على طلب مراسل "إيران إنترناشيونال": "يجب على الصحفيين والإعلاميين القيام بعملهم بحرية وبدون التدخل السياسي أو الترهيب".
وقال البيان: "حرية التعبير، سواء على الإنترنت أو خارجها، هي حق أساسي من حقوق الإنسان يحميه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".
ووفقًا لشبكة "سي بي إس"، فإن وكالة الاستخبارات الأمنية الكندية تحقق في تهديدات للحياة من قبل إيران ضد أفراد في كندا بناءً على معلومات "موثوقة".
وقالت هذه المنظمة، في 18 نوفمبر، إن عملاء النظام الإيراني يراقبون المواطنين، ويريدون إسكات أولئك الذين يتحدثون ضد النظام من خلال الترهيب.

مع استمرار الانتفاضة الشعبية في إيران ضد نظام الجمهورية الإسلامية، يستمر إضراب موظفي وعمال بعض الشركات.
وبحسب التقارير والصور التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، أضرب موظفو شركة "بهمن ديزل" في قزوين، اليوم الأربعاء 23 نوفمبر (تشرين الثاني)، تحت شعار "الدعم.. الدعم".
ووفقًا لهذه التقارير، أضربت مجموعة من موظفي شركة ألمنيوم جنوب (سالكو) لامرد في محافظة فارس.
وفي وقت سابق، دعا مركز تعاون أحزاب كردستان إيران المنظمات السياسية والنشطاء المدنيين وكافة فئات الشعب في جميع أنحاء إيران إلى تنظيم إضراب عام، يوم الخميس 24 نوفمبر، من أجل تعزيز الوحدة والتعاطف ودعم الشعب الكردي المناضل.
وكانت الإضرابات النقابية للموظفين والعمال موجودة دائمًا في السنوات الأخيرة، لكن هذه الإضرابات اشتدت منذ بداية الانتفاضة الشعبية ضد نظام الجمهورية الإسلامية.
وأفادت تقارير إعلامية إيرانية أن عمال البتروكيماويات في مسجد سليمان، جنوب غربي إيران، دخلوا إضرابًا يوم الثلاثاء احتجاجًا على عدم تصنيف وظائفهم ومشاكلهم المعيشية.
بالإضافة إلى ذلك، تم نشر مقاطع فيديو عن استمرار إضراب أصحاب المتاجر في المدن الكردية مثل سقز وجوانرود ومريوان.

حولت المناورات العسكرية للنظام الإيراني، منذ بداية الأسبوع الجاري، المدن الكردية إلى بؤرة للقمع. وعلى الرغم من هذا، استمرت الانتفاضة الشعبية في مدن جوانرود، وبيرانشهر، ومهاباد، وسنندج، وغيرها، وقد منعت الحكومة إيصال الدم إلى مستشفيات تلك المدن.
وتظهر التقارير ومقاطع الفيديو المنشورة من جوانرود في محافظة كرمانشاه، غربي إيران، استمرار إطلاق النار المتقطع والمداهمات من منزل إلى منزل لاعتقال المتظاهرين في هذه المدينة، وكذلك في بيرانشهر ومناطق كردية أخرى، أمس الثلاثاء22نوفمبر.
كما حالت الأجواء الأمنية عند مداخل هذه المدن دون إيصال المساعدات للجرحى.
وفي أعقاب هجوم القوات الأمنية على أهالي جوانرود وبيرانشهر، توجهت مجموعة كبيرة من المواطنين في كرمانشاه إلى المراكز الطبية للتبرع بالدم، لكن التقارير تشير إلى أن قوات الأمن منعت وصول الدم إلى المستشفيات في المدينتين وإنقاذ أرواح المواطنين المصابين.
ومع استمرار تكثيف الإجراءات القمعية من قبل قوات الأمن التابعة للنظام، صدرت نداءات مختلفة لدعم سكان المدن الكردية.
ودعا "مركز تعاون الأحزاب الكردية في إيران" المنظمات السياسية والنشطاء المدنيين وكافة فئات الشعب الإيراني لتنظيم إضراب عام يوم الخميس 24 نوفمبر من أجل تعزيز الوحدة والتضامن ودعم الشعب الكردستاني المناضل".
كما دعت مجموعة "الشباب الثوار في إيران" إلى إغلاق المحلات والأعمال التجارية يوم الخميس المقبل في عموم إيران، تضامنا مع المدن الكردية غربي البلاد التي تتعرض للقمع الشديد هذه الأيام".
ونشرت مجموعة "شباب أحياء طهران" في تغريدة قائمة تضم أسماء 41 مواطنًا قتلوا في كردستان خلال خمسة أيام، وكتبت: "رأس الأفعى في طهران وسندمرها".
وأضافت هذه المجموعة، في رأينا، أن "الحرس الثوري، والباسيج تنظيمان إرهابيان هاجما بلادنا إيران واحتلاها".
من ناحية أخرى، كتب ولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، على "تويتر" تعليقا على قمع المواطنين في المناطق الكردية بإيران: "اجتياح محافظات كردستان وكرمانشاه وأذربيجان الغربية وقتل ناس عزل دليل على عجز النظام في مواجهة الثورة الوطنية".
وأضاف: سنطيح بهذا النظام ونبني إيران من جديد".
وكتب بهلوي عن دعم أهالي مدن مهاباد وبيرانشهر وبوكان مريوان وجوانرود التي تتعرض للقمع: "إن طريقة دعمهم هي الاحتجاج والإضراب في كل البلاد لإجبار جهاز القمع على تقسيم قواته".
كما طالب بـ "مضاعفة الجهود في الخارج للضغط على النظام من جهة ودعم الشعب من جهة أخرى".
وقد بدأت الاشتباكات الدامية في جوانرود بمحافظة كرمانشاه وبيرانشهر بمحافظة أذربيجان الغربية، يوم الإثنين، بهجوم القوات القمعية على المواطنين المشاركين في مراسم تشييع الضحايا الذين قتلوا في انتفاضة الشعب.
وقد أسفرت الهجمات حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن شخصين وإصابة أكثر من 10.
وأكدت وكالات الأنباء الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك "وكالة فارس"، إطلاق الذخيرة الحية من قبل القوات العسكرية على المتظاهرين في جوانرود.
يأتي خبر وكالة "تسنيم" للأنباء عن "عملية تطهير في مهاباد" و اعتقال جماعي لما سمتهم "مثيري الشغب" في هذه المدينة، بینما كان الحرس الثوري قد أعلن في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) عن تعزيز القوات في شمال غرب البلاد.
ومنذ أمس، نشرت عدة تقارير تظهر أن مروحيات عسكرية تحلق فوق جوانرود في كرمانشاه ومدينة سقز في محافظة كردستان.
وقُتل بهاء الدين ويسي، الشاب البالغ من العمر 16 عامًا، وعرفان كاكائي، السكرتير الرياضي البالغ من العمر 50 عامًا، بنيران مباشرة من قبل قوات الأمن الإيرانية في جوانرود مساء الأحد، وتم تشييع جنازتهما يوم الإثنين.
وبعد هذا التجمع، أطلقت القوات الأمنية النار على الناس في هذه المدينة.
كما أطلقت القوات القمعية النار، يوم الإثنين، على أهالي بيرانشهر الذين شاركوا في مراسم تشييع كاروان قادري، المراهق البالغ من العمر 16 عامًا.
وأفادت منظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان ليلة الإثنين بهجوم عناصر من الحرس الثوري الإيراني على منازل سكنية في بوكان وإطلاق النار على المواطنين.
وبحسب تصريحات المواطنين، في بيرانشهر، تطلق القوات القمعية النار أيضًا على منازلهم.
وفي مساء يوم 19نوفمبر، استقبلت "إيران إنترناشيونال" مقاطع فيديو تظهر أن القوات القمعية دخلت ويلاشهر سنندج بسياراتهم الخاصة وأطلقت النار على المنازل.
وانتشرت الاحتجاجات الشعبية في مدن ثلاث محافظات هي غرب أذربيجان وكردستان وكرمنشاه بعد أن هاجمت قوات الأمن المواطنين في مهاباد يوم السبت.
وبالتزامن مع الهجمات الدموية للحرس الثوري الإيراني والقوات القمعية على المدن الكردية الإيرانية ومقاومة الشعب والمعلمين وأئمة الجمعة من سنندج ودهغلان السنية وقرى هذه المدن، صدر بيان دعا إلى إجراء استفتاء بحضور أمناء وقادة دينيين ووطنيين ومراقبته من قبل مؤسسات دولية.
كما طالب رجال الدين السنة بمحاكمة الحكام والظالمين في المحاكم الشعبية وبحكم قضاة منتخبين من قبل الشعب.
وفي يوم الجمعة، 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، دعم أساتذة مدينة سقز الاحتجاجات العامة من خلال قراءة بيان.

وصفت السلطات الأميركية والأوروبية، ردا على تقارير عن اغتصاب المتظاهرين في السجون الإيرانية، نهج النظام الإيراني بأنه مؤشر على شدة القمع، وأكدت على محاسبة مرتكبي أعمال العنف الوحشية في قمع المتظاهرين الإيرانيين.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، أمس الثلاثاء، ردا على تقارير عن اعتداءات جنسية على متظاهرين إيرانيين، عن اشمئزازه من هذا التصرف الذي قام به القامعون، وقال: "تواصل الولايات المتحدة مقاضاة المسؤولين عن القمع الوحشي والعنيف للشعب الإيراني من خلال إجراءات أحادية ومتعددة الأطراف، وكذلك في الأمم المتحدة".
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية: "يبدو أن المرشد الإيراني لا يتردد في فعل أي شيء لإسكات المعارضين".
كما علق الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، على تقارير الاعتداءات الجنسية على المتظاهرين في السجون الإيرانية، وقال: "هذا التقرير يدل على مدى الخطر بالنسبة للشعب الإيراني، ويظهر إلى أي مدى سيذهب النظام في محاولته غير المجدية لإسكات الاحتجاجات".
]وقد دعت ممثلة حزب الخضر الألماني في البرلمان الأوروبي، حنا نيومان، إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني بقائمة الجماعات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي.
]وانتقدت سياسات الاتحاد الأوروبي وجوزيب بوريل فيما يتعلق بإيران، وقالت: "فيلق القدس يختار أجمل المتظاهرين ويغتصبهم حتى لا يتجرأ الآخرون على الاحتجاج. ما الذي يجب عليهم فعله لندرج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية؟".
]وكتبت شبكة "سي إن إن" في تقرير يوم الإثنين أنه بعد شهرين من التحقيق، علمت بحوالي 11 حالة عنف جنسي ضد متظاهرين ومتظاهرات في مراكز الاحتجاز الإيرانية، وجميعها تقريبا حدثت في المناطق الكردية بإيران.
]كما أفادت هذه الشبكة بأن المعتدين قاموا بتصوير اعتداءات جنسية بهدف ابتزاز الأموال.
]وأكدت "سي إن إن" في تحقيقها اغتصاب أرميتا عباسي، المتظاهرة الشابة المسجونة في كرج.
]في الوقت نفسه، أعربت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير عن قلقها العميق من شدة قمع المتظاهرين السلميين في إيران، وأدانت تصرفات النظام الإيراني لقتله مئات الأشخاص وقمع وسجن النشطاء. وأكدت أن أميركا ستستخدم كل الوسائل لمحاسبة النظام الإيراني.
]من ناحية أخرى، أعربت ممثلة الولايات المتحدة الدائمة في مجلس حقوق الإنسان، ميشيل تيلور، في إشارة إلى اجتماعها مع الناشطين الإيرانيين: "ليس هناك وقت أفضل من الآن لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للرد على قمع نظام طهران. للشعب الإيراني الحق في المطالبة بمحاسبة نظامه".
]وسيعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، اجتماعا خاصا للتعامل مع مقتل المتظاهرين في إيران والبت في إنشاء آلية دولية في هذا الصدد.
]في غضون ذلك، أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، السبت، 19 نوفمبر / تشرين الثاني، في تقريرها الإحصائي الجديد، أن عدد الإيرانيين الذين قتلوا في الانتفاضة الثورية بلغ 378 شخصًا على الأقل، بينهم 47 طفلاً و 27 امرأة، وكتبت أن عدد القتلى يتزايد بسرعة في حين أن السلطات الإيرانية ترفض تحمل المسؤولية عن قتل المواطنين.
]وشددت هذه المنظمة في تقريرها الأخير على أن السلطات الإيرانية تتهرب من مسؤوليتها عن قتل المواطنين، وتنسبها إلى "جماعات إرهابية وخارجية".

أكدت نتائج بحث أجراه معهد "توني بلير للتغيير العالمي"، ومقره لندن، أن غالبية المجتمع الإيراني، رجالًا ونساءً، يعارضون الحجاب الإلزامي، كما تؤكد أيضًا أن الاحتجاجات ضد الحجاب الإلزامي في إيران هي من أجل تغيير النظام.
ونشر معهد "توني بلير للتغيير العالمي"، بالتعاون مع معهد "كمان" لاستطلاعات الرأي، نتائج أبحاثه المتعلقة بالعامين ما قبل الانتفاضة الشعبية الحالية ضد النظام الإيراني، وتظهر النتائج أن الشباب ليسوا المجموعة الوحيدة ضد الحجاب الإلزامي، بل إن 74% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا يعارضون الحجاب الإلزامي أيضا.
وبحسب التقرير، فإن معظم الرجال الإيرانيين يدعمون المرأة الإيرانية ويعارضون الحجاب الإلزامي. وعلى هذا الأساس، فإن 70% من الرجال الإيرانيين و74% من النساء الإيرانيات يعارضون الحجاب الإلزامي.
كما أظهرت نتائج الدراسة أن هناك مطالب قوية ومستمرة لتغيير النظام في إيران، وأن الاحتجاجات ضد الحجاب إلزامي هي من أجل تغيير النظام. وتظهر الاستطلاعات أن 84% من الإيرانيين المعارضين للحجاب الإلزامي ويريدون تغيير النظام.
وأكد "معهد توني بلير للتغيير العالمي" أن الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام في إيران علمانية أساسا، وأن 76% من الإيرانيين الذين يريدون تغيير النظام يعتبرون الدين غير مهم في حياتهم.
وجاء في نتائج البحث أن "المجتمع الإيراني لم يعد مجتمعا دينيا، وهناك علمانية غير مسبوقة حدثت في شوارع إيران مما يؤدي إلى تقليص الفجوة بين الريف والمدن".
وأظهرت النتائج أن 26% فقط من سكان المدن يؤدون الصلاة اليومية، وهذه النسبة تصل إلى 33% بين سكان الريف في إيران.
وأعلن المعهد أنه من خلال تقديم نتائج استطلاعات الرأي، يمكن لصانعي القرار الغربيين أن يدركوا أن الأحداث في إيران اليوم هي أكبر من مجرد حدث عابر، بل هي استمرار لعملية مناهضة للنظام تشمل جميع أقسام المجتمع.
وقال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير وهو المؤسس للمعهد: "لقد أظهر الشعب الإيراني شجاعة لا تصدق في مواجهة قمع النظام القاسي. يجب أن يعلموا أنهم يحظون بدعم ملايين الأشخاص حول العالم الذين يشيدون بكفاحهم من أجل الحرية".
وأضاف: "الاحتجاجات التي بدأت منذ أكثر من شهرين في إيران غير مسبوقة، لكنها أيضًا استمرارا لاتجاه الوتيرة المناهضة للنظام التي بدأت في عام 2017، واليوم وحدت جميع شرائح المجتمع في البلاد".
وأكد: "منظمتي ملتزمة بنشر الوعي حول هذه الفجوة المتزايدة بين الشعب الإيراني والنظام الإسلامي المتطرف الذي يحكمهم منذ 43 عامًا".
وقبل عامين، أظهرت نتائج استطلاع رأي أجراه مركز "كمان" لاستطلاعات الرأي في إيران أن نحو نصف المواطنين الإيرانيين تحولوا من التدين إلى الإلحاد، وأن 32% فقط من الإيرانيين يعتبرون أنفسهم "مسلمين شيعة".
وتظهر نتائج استطلاعات الرأي أن 78% من الإيرانيين يؤمنون بالله، ولكن 26% فقط يعتقدون بظهور "المهدي المنتظر"، وهو أحد المعتقدات الرئيسية لدى الشيعة الاثنا عشرية.
