إضراب عمال صناعة النفط والبتروكيماويات الإيرانية يدخل يومه الرابع

دخل إضراب عمال صناعة النفط والبتروكيماويات يومه الرابع، اليوم الخميس، وذلك بالتزامن مع استمرار الانتفاضة الإيرانية ضد النظام الإيراني في مختلف المدن.

دخل إضراب عمال صناعة النفط والبتروكيماويات يومه الرابع، اليوم الخميس، وذلك بالتزامن مع استمرار الانتفاضة الإيرانية ضد النظام الإيراني في مختلف المدن.
وأفادت تقارير تلقتها "إيران إنترناشیونال" باستمرار إضراب عمال مصفاة عسلوية بمحافظة بوشهر وعبادان في محافظة خوزستان جنوبي إيران.
وهدد العمال بتوسيع الإضراب إذا لم يتم الإفراج عن المعتقلين.
في غضون ذلك، من أجل قمع العمال المضربين في عسلوية وعبادان، قطع النظام الإيراني الإنترنت حتى لا يتمكن العمال من خلال إرسال مقاطع الفيديو والصور، الإبلاغ عن إضراباتهم.
وفي يوم الأربعاء 12 أکتوبر، بحسب تقرير ناشطين عماليين، قام العمال بقطع الطريق السريع بين عسلوية - وكنكان لمنع تحرك قوات الأمن لقمع وكسر هذا الإضراب.
وأفادت قناة التلغرام التابعة للاتحاد الحر لعمال إيران أنه منذ صباح الأربعاء، انتشرت قوات الأمن في عسلوية لمنع احتجاجات وإضرابات العمال من خلال تشديد الأجواء الأمنية.
وبدأ إضراب عمال المراحل المختلفة في بتروكيماويات عسلوية وعبادان يوم الإثنين.
يأتي هذا بينما انضم الطلاب وباعة السوق في مدن مختلفة إلى الانتفاضة الشعبية العامة ضد النظام الإيراني.
وتُظهر مقاطع الفيديو المرسلة إلى "إيران إنترناشيونال" أن باعة السوق وأصحاب المتاجر في سنندج وبوكان أغلقوا متاجرهم وأضربوا تزامنا مع الدعوة إلى الاحتجاجات العامة يوم الأربعاء 12 أكتوبر.

استمرت الاحتجاجات في بعض مناطق إيران حتى صباح اليوم، بعد عدة دعوات للتجمع والاحتجاج في جميع المناطق، وفي الوقت نفسه، دعم العديد من وسائل الإعلام والسياسيين الأجانب انتفاضة الإيرانيين العامة.
وقد أفادت منظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان، صباح اليوم الخميس 13 أكتوبر بوقوع اشتباكات عنيفة في "دره دريج" في كرمانشاه وأضافت أن القوات الأمنية تحاول تطويق المنطقة وهناك احتمال لحدوث كارثة إنسانية في هذه المنطقة.
وبحسب المعلومات الواردة من مصادر مطلعة، كانت قوات الأمن، مساء الأربعاء، تقف أمام مستشفى تجريش بطهران وقاعة الطوارئ لكتابة إحصائيات الجرحى، حتى إن قوات الوحدة الخاصة دخلت القاعات.
في الوقت الذي أغلقت فيه الحكومة الإنترنت، قال الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، إن واشنطن ملتزمة بإتاحة أدوات الاتصال الحيوية للشعب الإيراني عند احتجاجه السلمي على العنف ضد المرأة و"إنكار حرياتها الأساسية".
وأشار السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز أيضًا إلى توفير الاتصال عبر الإنترنت للشعب الإيراني، وقال: يجب على أميركا معاقبة السلطات القمعية الإيرانية دعمًا للمحتجين، وتوفير قنوات الاتصال عبر الإنترنت للشعب الإيراني، ولعب دور قيادي في الساحة الدولية والأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات عملية ضد النظام.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، لسیمرا قرایی، مراسلة "إيران إنترناشيونال"، في مؤتمره الصحافي أمس الأربعاء: "منذ إصدار رخصة الإعفاء لتصدير معدات وخدمات الاتصالات إلى إيران، اتخذت الشركات قرارات للاستفادة من هذه الفرصة وتسهيل توفير البرمجيات والأجهزة للإيرانيين".
وأضاف: "النظام الإيراني استبدادي يسعى للسيطرة على تبادل المعلومات بين المواطنين الإيرانيين وبقية العالم، وإعفاء الحكومة الأميركية يمكن أن يوفر بعض الأدوات للشعب الإيراني للتواصل مع العالم الخارجي".
كما كتب ماكرون في تغريدة: "فرنسا تدين قمع النظام الإيراني من أجل النساء اللواتي خلعن الحجاب بشجاعة ووقفن أمام البندقية، ومن أجل الشباب والرجال الذين يناضلون من أجل حقوق المرأة والمطالب المشتركة لهذا النضال".
في الوقت نفسه، أشارت مجلة فوربس، التي نشرت مقالاً بعنوان "الثمن الذي تدفعه المرأة مقابل الحرية في إيران"، إلى العقوبات البريطانية الأخيرة ضد نظام طهران، وكتبت: يجب على الدول الأخرى استخدام هذا النهج لفرض عقوبات مستهدفة على من يتحملون أكبر قدر من المسؤولية في هذه الجرائم.
وبحسب هذه المجلة، "يجب على المجتمع الدولي اتخاذ جميع الإجراءات المتاحة لضمان العدالة والمحاسبة على العنف ضد النساء والفتيات في إيران والعنف المستخدم ضد المتظاهرين".
وقالت عضوة البرلمان الأوروبي، هانا نيومان: "هذه المرة يجب أن نبذل قصارى جهدنا لوقف الحلقة الوحشية للقتل، والعفو الجنائي، والصمت والتأكد من أن الناس داخل إيران لا يخاطرون بحياتهم من أجل لا شيء".
وبحسب سينا يوسفي، نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان بنقابة المحامين، فقد تم اعتقال "أكثر من 1700 شخص" في تبريز وحدها. وقال يوسفي إن لجنة حقوق الإنسان في نقابة المحامين الأذربيجانيين شكلت "لجنة دفاع" لتقديم الدعم القانوني لمعتقلي الاحتجاجات الأخيرة.
وتُظهر مقاطع الفيديو المرسلة إلى "إيران إنترناشيونال" أن متظاهري يوم الأربعاء 12 أكتوبر نظموا مسیرات احتجاجية في مدن مختلفة بما في ذلك طهران، وكرج، وشيراز، وسقز، وبوكان، وأراك، وشاهين شهر وساري وبوشهر ومشهد وأصفهان وقم وسوهانك وكرمان ورشت ولاهيجان ومهاباد.
وبقي المتظاهرون في مناطق بطهران، بما في ذلك نازي آباد، وشارع شريعتي، وصادقية، وحي إكباتان، وشارع قزوين، في الشوارع حتى وقت متأخر من الليل ورددوا الهتافات، مغلقين الشوارع بإشعال النيران، وكانت معظم شعاراتهم تستهدف علي خامنئي.
وبحسب أحد متابعي "إيران إنترناشيونال"، فإن الحشد الهائل من المتظاهرين في نازي آباد نجح في جعل قوات الأمن تهرب أثناء الاحتجاجات.
وفي سنندج، ورغم قمع الاحتجاجات في الأيام الماضية، ظل المتظاهرون موجودين في شوارع هذه المدينة حتى مساء الأربعاء. كما شهدت مدن أخرى في محافظة كردستان، بما في ذلك مريوان وسقز ومهاباد، حضورا كبيرا للمتظاهرين.
وبحسب مقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشیونال" من لاهيجان، نظم المتظاهرون مسيرات ليلية في هذه المدينة.
عقد التجمعات العامة في الصباح
وفي صباح الأربعاء، بطهران على الأقل، نزل المتظاهرون إلى لاله زار، وطهران بارس، ومنیریه، ومولوي، وصادقیه، وشارع فلسطین، ومترو ولیعصر، وشارع شریعتي، وکذلك شارع ولیعصر، وهتفوا "الموت للديكتاتور".
وتجمع محتجون أيضا أمام محطة مترو شريعتي في طهران ورددوا هتافات مناهضة للنظام. في غضون ذلك قامت قوات ترتدي الملابس المدنية في طهران باعتقال بعض المتظاهرين بعنف.
وبحسب مقطع فيديو، هتف الطلاب في حي "قنات كوثر" بطهران "المرأة، الحياة، الحرية"، وتعرضوا لهجوم من قبل قوات الأمن؛ وفي شرق طهران عقب مظاهرة تعرض المحتجون لهجوم قوات الأمن وأجبروا على الفرار.
كما تجمع الطلاب في جامعة تربية المعلمين المعروفة باسم "شهيد رجائي" في طهران، وجامعة الزهراء وجامعة سوهانك الحرة وطالبوا بالإفراج عن الطلاب المسجونين.
في غضون ذلك احتج طلاب جامعة "تربية مدرّس" بطهران على اعتقال الطلاب المتظاهرين وقمع انتفاضة الشعب في جميع أنحاء البلاد، تاركين آثار أيدي ملطخة بالدماء على أبواب بعض صفوف الجامعة.
ويظهر الفيديو الذي تلقته "إيران إنترناشیونال" أن المتظاهرين في كرج أغلقوا أحد الشوارع بإشعال النار.
كما أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع داخل مجمع كاشاني التجاري في طهران.
ونزل أهالي شاهين شهر إلى الشوارع مرددين شعار "لن نُهزم بالمدفع والدبابة والصاروخ، يجب أن يرحل الملالي".
وتجمع المتظاهرون في بهارستان وأصفهان وقاوموا قوات الأمن.
في الوقت نفسه، بمحافظة فارس، هاجم الباسيج وقوات النظام الناس في شيراز ورشوا رذاذ الفلفل على الركاب داخل الحافلات.
كما نزل المتظاهرون في "مشهد" إلى الشارع ورددوا هتافات مثل "المرأة، الحياة، الحرية".
وعُقدت تجمعات، الأربعاء، في إيران بينما زاد النظام من قيود الوصول إلى الإنترنت إلى أعلى مستوى، وواجه الناس مشاكل جدية في إرسال مقاطع الفيديو الخاصة بالاحتجاجات.
التجمعات في الخارج
استمرت التجمعات الشعبية في الخارج دعمًا للانتفاضة الشعبية التي اندلعت في إيران بعد مقتل مهسا أميني.
ونظمت مظاهرتان لدعم الانتفاضة الشعبية بإيران في ستوكهولم، عاصمة السويد.
وفي برلين، نظم الإيرانيون الذين يعيشون في هذه المدينة تجمعا احتجاجيا ضد نظام طهران.
كما انعقد يوم الأربعاء، التجمع الاحتجاجي للإيرانيين في لندن بالتزامن مع انتفاضة الشعب ضد النظام الإيراني في مدن مختلفة من إيران.
ونظم عدد من الإيرانيين المقيمين في أستراليا مسيرة احتجاجية أمام البرلمان الأسترالي في كانبيرا يوم الأربعاء ، 12 أكتوبر ، تضامنا مع الاحتجاجات العامة المناهضة للنظام الإيراني.
ويظهر مقطع فيديو وصل إلى "إيران إنترناشيونال" أن معارضي النظام الإيراني قاموا برش طلاء أحمر على جدار السفارة الإيرانية في دبلن بأيرلندا كعلامة على الاحتجاج.

في ثاني خروج له منذ اندلاع الاحتجاجات في إيران قبل أربعة أسابيع وصف المرشد الإيراني، علي خامنئي، الانتفاضة العارمة ضد النظام الإيراني بـ"أعمال شغب يحرض عليها العدو".
وقال في لقاء مع أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام إن هذه الاحتجاجات ليست "عفوية وداخلية".
وغطت معظم الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 13 أكتوبر (تشرين الأول)، تصريحات المرشد حيث أبرزتها "كيهان" و"وطن امروز" وغيرهما، وعنونت هذه الأخيرة وقالت نقلا عن خامنئي: "العدو منفعل"، واصفا الاحتجاجات بأنها من عمل "الأعداء المنفعلين" لوقف تقدم إيران وتطورها.
وليس معلوما بالتحديد ما هو هذا التقدم الذي يتحدث عنه قادة النظام الإيراني، ويدّعون أن الاحتجاجات والمظاهرات الواسعة اندلعت لوقفه، وأنها من عمل الأعداء الذين باتوا يحسدون إيران على تقدمها، وطريق الازدهار والتطور الذي باتت تسلكه.
وحتى الأمس القريب وقبل اندلاع هذه الاحتجاجات كانت هذه الصحف جميعها تقر بوجود مشاكل اقتصادية في البلاد، لكن تأبى في تحمل مسؤولية هذا الواقع المتردي اقتصاديا، وتحمل تارة مسؤولية ذلك على الحكومة السابقة، وتارة أخرى تلقي باللوم على "أعداء إيران" في الخارج.
وربما لا توجد مشكلة في إيران كبيرة كانت أو صغيرة إلا ونسبها النظام إلى "الأعداء"، متجاهلا بأن هذا التبرير المكرر أصبح غير مقنع للإيرانيين الذين ما ينفكون في تريد هتاف: "يكذبون بالقول إن أميركا عدوة لنا.. عدونا في الداخل"، في إشارة إلى المسؤولين والحكام الحاليين لإيران.
وجسدت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، هذا التوجه داخل منظومة الحكم في إيران، إذ صدّرت مقالها الرئيسي اليوم بعنوان: "خطأ آخر في حسابات الغرب تجاه إيران القوية"، مدعية أن هذه الاحتجاجات هي نتيجة لتخطيط العدو لكنه وقع في خطأ، إذ إن "الشعب" الإيراني أفشل مخططاتهم، وكأن جموع المتظاهرين والمحتجين منذ أسابيع ليسوا من الشعب، وقد جاؤوا إلى إيران من كواكب أخرى.
من الموضوعات الأخرى التي اهتمت بها بعض صحف اليوم هي الأزمة "المنسية" للاتفاق النووي، والتي تشكل خلفية رئيسية لما تشهد إيران من أزمة حاليا، بعد أن تحول اقتصاد البلاد إلى مصدر استياء شعبي لكثير من الإيرانيين.
وأجرت بعض الصحف مقابلات مع محللين وخبراء في الموضوع، أكد بعضهم أن المفاوضات النووية مجمدة بسبب ما تمر به إيران من أزمة سياسية واحتجاجات شعبية، فيما رأى الخبير السياسي، حسن بهشتي بور، في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" أن السبب هو الداخل الأميركي الذي يترقب إجراء انتخابات تشريعية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وبعد الانتخابات سيتحدد ما إذا كانت المفاوضات ستستأنف أم لا.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آسيا": مصائب قطع الإنترنت على الاقتصاد الإيراني
تحدثت صحيفة "آسيا" الاقتصادية عن "مصائب قطع الإنترنت على الاقتصاد" الإيراني، وذكرت مجموعة من الإحصاءات والأرقام التي تؤكد أن استمرار السلطات بقطع الإنترنت يحمل البلاد خسائر فادحة، مشيرة إلى تصريحات رئيس الغرفة التجارية الإيرانية التي قال فيها إن خسائر كل ساعة من قطع الإنترنت في البلاد تعادل مليون ونصف مليون دولار.
ونقلت الصحيفة عن نقابة الأعمال والمشاغل الافتراضية قولها إن قطع الإنترنت في إيران أوقف عمل 300 متجر افتراضي في البلاد، وجعلها تمر بحالة من الكساد الاقتصادي الرهيب.
كما توقف عمل أسواق العملات الرقمية في البلاد على خلفية قطع الإنترنت، حيث كان يتواجد 12 مليون ناشط في هذا المجال الهام من الناحية الاقتصادية.
ونوهت الصحيفة إلى أن قطع الإنترنت انعكس سلبيا كذلك على عمل الأطباء إذ أصبحوا غير قادرين على كتابة الوصفات الطبية الإلكترونية، مما يجبر المرضى والمراجعين على البحث عن أدويتهم في السوق السوداء.
"اعتماد": إشكاليات دعوة السلطة إلى الحوار دون توفير المقدمات اللازمة
في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإصلاحية انتقد عدد من الخبراء دعوة رئيس القضاء الإيراني المتظاهرين إلى "الحوار" دون العمل على توفير المقدمات والتمهيدات اللازمة في هذا السياق، وأكد هؤلاء الخبراء على أن شرط نجاح أي حوار هو الاعتراف بحق الشعب في التظاهر والاحتجاج، لكن النظام وعبر دعوته إلى الحوار يريد إنهاء الاحتجاجات ومظاهرها.
وقال الخبير الاجتماعي، غلام رضا ظريفيان، للصحيفة إن المسؤولين الإيرانيين يعنون بالحوار ليس معناه الحقيقي المعروف، وإنما يقصدون به نوعا من التواصل الذي يعتمد على طرف يقول (النظام) وطرف يسمع ويطيع (الشعب)، مؤكدا أن الحوار الحقيقي هو الذي يعتمد على حرية الرأي وحرية ما بعد الرأي، إذ لابد من عدم مضايقة الناس بعد أن يعبروا عن آرائهم عبر الاحتجاج أو أي شكل من الأشكال المتاحة.
واللافت للنظر أن رئيس القضاء الإيراني، غلام حسين محسن ايجه إي، دعا إلى الحوار مع المحتجين والمتظاهرين، لكن هذا القضاء نفسه لم يتحمل إجراء صحيفة "اعتماد" مقابلة مع والدة إحدى ضحايا الاحتجاجات، حيث تم إجبار الصحيفة على حذف محتوى المقابلة بعد أن نوهت والدة الضحية إلى رفضها رواية النظام حول طريقة وفاة ابنتها، وأكدت أنها قُتلت أثناء المظاهرات، وليس كما يقول النظام ويدعي بأنها سقطت من مكان مرتفع ليوهم بأنها انتحرت.
"مردم سالاري": مأزق تنظيم الاحتجاجات بشكل قانوني في إيران
تناولت صحيفة "مردم سالاري" في تقرير لها أزمة السلطات في توفير قانون عملي للسماح للمواطنين الإيرانيين بالتظاهر والاحتجاج في المواقع والأماكن المحددة، وقالت إنه ومنذ اندلاع أول احتجاجات كبيرة في البلاد قبل خمس سنوات (2017) طرحت هذه القضية، وحاولت أكثر من جهة إنجاح هذه المساعي، لكنه حتى الآن لم تفعل ولم يسمح النظام بإجراء احتجاجات تنتقد الأوضاع في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن النظام لا يطلب الحصول على الرخصة القانونية للسماح بالاحتجاجات من قبل الأطراف والتيارات الأصولية في البلاد، إذ إنه بإمكانها تشكيل مظاهرات وتجمعات دينية (داعمة للنظام) في أي وقت شاءت، وفي أي مكان أرادت، دون أن تحتاج إلى رخصة قانونية كما هو الحال بالنسبة للمظاهرات المنتقدة.
وانتقدت الصحيفة استمرار هذا النهج دون البحث عن طرق عملية لإيجاد سبل قانونية تعطي حق التظاهر للجميع دون تمييز بين المواطنين، مؤكدة أن استمرار هذه الازدواجية سيكلف البلاد الكثير من الخسائر، وهو أحد الأسباب الرئيسية في انجرار معظم الاحتجاجات إلى أعمال عنف يسقط فيها الضحايا من كلا الطرفين.

أفادت وكالة "فرانس برس" نقلاً عن عدة دبلوماسيين أوروبيين، أن دول الاتحاد الأوروبي توصلت إلى اتفاق لمعاقبة النظام الإيراني بسبب قمع الاحتجاجات، وستعمل على فرض هذه العقوبات بداية من يوم الإثنين المقبل.
من جهة أخرى، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فان دير لاين، على وجوب وقف العنف ضد المتظاهرين في إيران وقالت: "حان الوقت لمعاقبة المسؤولين عن قمع هذه الاحتجاجات. إن العنف المروع الذي يتعرض له الشعب الإيراني يجب ألا يمر دون رد".
وقالت عضوة البرلمان الأوروبي، هانا نيومان :"هذه المرة يجب أن نبذل قصارى جهدنا لوقف الحلقة الوحشية للقتل، والعفو الجنائي، والصمت والتأكد من أن الناس داخل إيران لا يخاطرون بحياتهم من أجل لا شيء".
من ناحية أخرى، استنكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في برنامج تلفزيوني، قمع النظام الإيراني للاحتجاجات الشعبية، وقال إن فرنسا تقف إلى جانب المرأة الإيرانية. كما دافع في هذا البرنامج عن لقائه مع إبراهيم رئيسي في نيويورك.
كما كتب ماكرون في تغريدة: "فرنسا تدين قمع النظام الإيراني من أجل النساء اللواتي خلعن الحجاب بشجاعة ووقفن أمام البندقية، ومن أجل الشباب والرجال الذين يناضلون من أجل حقوق المرأة والمطالب المشتركة. مطالب هذا النضال".
من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك لـ
"إيران إنترناشيونال" إن المنظمة قلقة من مقتل العشرات من النساء والأطفال المتظاهرين في إيران، ودعا طهران إلى إنهاء الاستخدام المفرط للقوة ضد الناس.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، لـ
"إيران إنترناشيونال" إن الولايات المتحدة تركز حاليًا على دعم المحتجين الإيرانيين بدلاً من التركيز على مفاوضات إحياء الاتفاق النووي.
ويستمر الدعم العالمي للاحتجاجات الإيرانية، بينما خرج المحتجون إلى الشوارع في المزيد من المدن أمس الأربعاء، واستمرت هذه التجمعات المناهضة للنظام في المساء.
وأعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، الأربعاء، أن عدد القتلى في الانتفاضة العامة قد ارتفع إلى ما لا يقل عن 201 شخص، من بينهم ربما 23 طفلاً. ولا تشمل هذه الإحصائية من قتلوا في الأيام الثلاثة الماضية بمدينة سنندج.

أکد مسؤولو الحكومة الأميركية على نیة الولایات المتحدة استمرار تقديم المساعدة لتيسير تواصل المحتجين في إيران، وأعلنوا عن التعامل مع شركات التكنولوجيا لتوفير ذلك للشعب الإيراني.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، لسیمرا قرایی، مراسلة "إيران إنترناشيونال"، في مؤتمره الصحافي أمس الأربعاء: "منذ إصدار رخصة الإعفاء لتصدير معدات وخدمات الاتصالات إلى إيران، اتخذت الشركات قرارات للاستفادة من هذه الفرصة وتسهيل توفير البرمجيات والأجهزة للإيرانيين.
وأضاف: "النظام الإيراني نظام استبدادي يسعى للسيطرة على تبادل المعلومات بين المواطنين الإيرانيين وبقية العالم، وإعفاء الحكومة الأميركية يمكن أن يوفر بعض الأدوات للشعب الإيراني للتواصل مع العالم الخارجي".
وأكد برايس: "سنفعل كل ما في وسعنا لمساعدة الشعب الإيراني من أجل إیصال صوته في الداخل والخارج، وفي الوقت نفسه سنستمر في فرض العقوبات على المسؤولين بسبب هذا القمع".
كما وصفت نائبة وزير الخارجية الأميركية، ويندي شيرمان، الحملة الإيرانية العنيفة على المتظاهرين بأنها إهانة لحقوق الإنسان وقالت: "لقد تحدثت إلى شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى وطلبت منهم استخدام رخصة التكنولوجيا الحكومية الأميركية، والمعروفة باسم D-2، والأدوات وتقديم المزيد من خدمات الاتصال لشعب إيران".
وتزامنًا مع الانتفاضة العالمية ضد النظام وجولة أخرى من المسيرات والاحتجاجات في جميع أنحاء إيران يوم الأربعاء 12 أكتوبر، تشير التقارير إلى قطع الإنترنت العالمية عن الهواتف المحمولة.
وقد أعلنت "نت بلوكس"، وهي هيئة مراقبة حرية الإنترنت العالمية، عن اضطراب واسع النطاق في الوصول إلى الإنترنت في إيران منذ صباح أمس الأربعاء، تزامنا مع دعوة تنظيم احتجاجات على مستوى البلاد.
ووفقًا لهذا التقرير، يتم حاليًا تنشيط "الإنترنت الوطنية" في جميع شبكات الهاتف المحمول، كما أن الوصول إلى الإنترنت العالمية مقطوع.
في الوقت نفسه الذي تم فيه قطع الإنترنت على نطاق واسع في إيران، أعلنت بعض وسائل الإعلام المحلية عن تنفيذ خطة "الإنترنت الوطنية" في جميع الشبكات.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية مؤخرًا أنها وافقت على تفويض عام لتخفيف العقوبات في مجال تطوير خدمة الإنترنت الإيرانية.
جاء هذا الإجراء بعد أن قال إيلون ماسك، مؤسس شركة "تسلا"، إنه تقدم بطلب للحصول على إعفاء من العقوبات لأجل تنشيط خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية لإيران.
في غضون ذلك، تدرس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ مشروع قانون يهدف إلى حماية حرية الإنترنت العالمية. ومسودة هذه الخطة التي وصلت نسخة منها إلى "إيران إنترناشیونال"، تلزم وزير الخارجية بإعداد خطة شاملة لتوسيع الإنترنت المجانية في العالم.

بعد العديد من الدعوات للتجمعات في جميع أنحاء إيران وكذلك في عدد من البلدان حول العالم، تشير التقارير على الشبكات الاجتماعية ومقاطع الفيديو المنشورة إلى أنه على الرغم من القمع الذي تمارسه قوات الأمن، استمر المواطنون في انتفاضتهم ضد النظام الإيراني في مختلف المدن.
وتزامنا مع دعوات الاحتجاج قامت السلطات الإيرانية بقطع الإنترنت عن الهواتف المحمولة.
وأعلنت "نت بلوكس"، وهي هيئة مراقبة حرية الإنترنت العالمية، عن اضطراب واسع النطاق في الوصول إلى الإنترنت في إيران منذ صباح اليوم، الأربعاء 12 أكتوبر (تشرين الأول)، تزامنا مع دعوة تنظيم احتجاجات على مستوى البلاد.
فيما شهدت المحافظات الكردية استجابة واسعة لدعاوى الإضراب، حيث أضرب التجار والباعة في بعض مدن محافظة كردستان، فيما أغلقت المحلات التجارية أبوابها في عدد من مدن محافظتي أذربيجان الغربية وكرمانشاه.
وعلى الرغم من تهديد غرفة النقابات والمؤسسات الأمنية، أغلق أصحاب المحلات في سنندج ومهاباد وبوكان وسقز وبانه متاجرهم، اليوم الأربعاء.
وأيضا اليوم، ولأول مرة، انضم التجار في مدينة سربول ذهاب في محافظة كرمانشاه إلى الإضراب العام.
مظاهرات واسعة بالعاصمة
وفي العاصمة طهران تظهر مقاطع الفيديو التي تم إرسالها إلى "إيران إنترناشيونال" أن المتظاهرين تجمعوا في شارع شريعتي وشارع وليعصر، اليوم الأربعاء، ورددوا شعار "الموت للديكتاتور".
وفي أحد هذه المقاطع، تجمع المتظاهرون أمام محطة مترو شريعتي في طهران وهم يرددون هتافات مناهضة للنظام.
وأفاد شاهد عيان بأن المحتجين في شارعي "فلسطين" و"لاله زار" بطهران يهتفون: "على الملالي أن يرحلوا من إيران".
كما أفاد شاهد عيان بأن المحتجين في شارع "قزوين" بطهران قاموا بإغلاق الطريق عبر إشعال النار.
وقامت القوات المتخفية بالزي المدني في طهران باعتقال المتظاهرين بعنف، فيما أظهرت الفيديوهات عناصر الأمن الإيراني وهي تستخدم الغاز المسيل للدموع، لتفريق المتظاهرين في حي "أرجنتين" بالعاصمة الإيرانية.
كما أطلق رجال الأمن الغاز المسيل للدموع على تجمع للمحامين أمام مبنى نقابة المحامين في العاصمة الإيرانية طهران.
ونظمت مجموعة من المحامين، ظهر الأربعاء، تجمعًا احتجاجيًا أمام مبنى نقابة المحامين ورددوا شعار: "المرأة.. الحياة.. الحرية".
وبعد دقائق من هذا التجمع، أطلق رجال الأمن الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين أمام نقابة المحامين.
امتداد المظاهرات إلى مختلف المحافظات
كما أظهرت مقاطع فيديو حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" انطلاق الاحتجاجات في حي بهارستان بأصفهان، وسط إيران، اليوم الأربعاء، واستخدمت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
وأظهرت مقاطع فيديو من مدينة "شاهين شهر"، بمحافظة أصفهان، المحتجين وهم يهتفون: "على الملالي أن يرحلوا من إيران".
كما قال شاهد عيان في مدينة شاهينشهر بأصفهان، أن المدينة تشهد العديد من التجمعات الاحتجاجية التي واجهتها قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وفي كرمان أضرم عدد من المحتجين والمحتجات النار في لافتات وضعتها القوات الأمنية الإيرانية تسوق للنظام وتحذر من المشاركة في الاحتجاجات الجارية في البلاد.
ووفقا لتقارير قام المحتجون بقطع الطرق السريعة في "عسلوية" بمحافظة بوشهر لوقف تقدم قوات الأمن الإيرانية لقمع وإنهاء الإضراب.
وفي شيراز بمحافظة فارس قامت عناصر الأمن بمطاردة المحتجين واعتقلتهم بوحشية.
وتظهر مقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" أنه على الرغم من قمع الاحتجاجات في سنندج خلال الأيام الماضية واستخدام الرصاص الحي، عاد المتظاهرون إلى الشوارع مرة أخرى، مساء الأربعاء.
فيما أفاد المجلس التنسيقي للمعلمين في إيران باعتقال مديرة مدرسة بمدينة "كرج" لرفضها تسليم صور كاميرات المدرسة لضباط الأمن، وحذف محتوياتها قبل وصول عناصر المخابرات. وقال المجلس إن القوات الأمنية اعتقلت السيدة "عقاب نشين" أمام التلميذات.
وتظهر مقاطع فيديو حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" أن محتجين قلبوا سيارة للشرطة في كرج أثناء احتجاجات يوم الأربعاء 12 أكتوبر.
وأظهر العديد من الفيديوهات قيام المحتجين بكتابة الشعارات المناهضة للنظام على الجدران دون خوف.
فيما قال أحد متابعي "إيران إنترناشيونال"، في مقطع فيديو، إنه كان يطلق بوق سيارته في مظاهرة في مشهد، فقام أحد أفراد الباسيج بتصوير سيارته، وعندما حاول القيام بعمل مماثل وتصوير دراجة عنصر الأمن، غطى الباسيجي لوحة ترخيص دراجته النارية بدافع الخوف من متابعته والتعرف عليه.
مزاعم النظام مستمرة
واستمر النظام في مهاجمة الاحتجاجات واعتبرها تحدث نتيجة "مؤامرة خارجية"، حيث وصف المرشد الإيراني، علي خامنئي، الانتفاضة العارمة ضد نظام الجمهورية الإسلامية بـ"أعمال شغب شوارع، يحرض عليها العدو".
وقال في لقاء مع أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام إن هذه الاحتجاجات ليست "عفوية وداخلية".
فيما دافع ممثل دشتي وتنكستان في البرلمان الإيراني، غلام حسين كرمي، عن حجب الشبكات الاجتماعية، وقال: "أعتقد أنه تم إنجاز عمل جيد وكان يجب السيطرة علي هذه الشبكات، هذه الأحداث والشغب والفتنة التي تشكلت جعلت عملية الحجب تتم بشكل أسرع".
كما دافع عضو آخر في البرلمان الإيراني، محمد حسن أصفري، عن قطع الإنترنت في إيران، وقال: "كما سمعت، فإن أعمال الشغب يوم السبت 8 أكتوبر، نجمت عن خمسة ملايين رسالة نصية تم إرسالها إلى بعض الناس".
وأضاف: "يجب توفير البنية التحتية لهذه القضية في الدولة حتى لا نرى إساءة استخدام الفضاء السيبراني لصالح حركات تخريبية".
مطالب بوقف اعتقال التلاميذ
في غضون ذلك وبعد تصريحات وزير التربية والتعليم حول انتفاضة الطلاب ضد النظام الإيراني؛ أعرب المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين عن قلقه إزاء أوضاع التلاميذ "الموقوفين" في البلاد، مطالبا النظام بإنهاء ظاهرة "عسكرة" المدن وسياسة ترهيب واحتجاز الطلاب الصغار.
وقال المجلس في بيان له، اليوم الأربعاء: "في الأيام الأخيرة، بعد مقتل مهسا أميني على يد عناصر دورية الإرشاد، شهدنا انتشارًا متزايدًا لاحتجاجات المواطنين في جميع أنحاء البلاد، ولسوء الحظ، بدلًا من الاستماع إلى أصوات الأشخاص الذين طالبوا بحقوقهم الأساسية والتوضيح بشأن مقتل مهسا، يرد النظام على المواطنين بالرصاص والغاز المسيل للدموع والهراوات وبث الرعب".
