وقد أفادت منظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان، صباح اليوم الخميس 13 أكتوبر بوقوع اشتباكات عنيفة في "دره دريج" في كرمانشاه وأضافت أن القوات الأمنية تحاول تطويق المنطقة وهناك احتمال لحدوث كارثة إنسانية في هذه المنطقة.
وبحسب المعلومات الواردة من مصادر مطلعة، كانت قوات الأمن، مساء الأربعاء، تقف أمام مستشفى تجريش بطهران وقاعة الطوارئ لكتابة إحصائيات الجرحى، حتى إن قوات الوحدة الخاصة دخلت القاعات.
في الوقت الذي أغلقت فيه الحكومة الإنترنت، قال الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، إن واشنطن ملتزمة بإتاحة أدوات الاتصال الحيوية للشعب الإيراني عند احتجاجه السلمي على العنف ضد المرأة و"إنكار حرياتها الأساسية".
وأشار السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز أيضًا إلى توفير الاتصال عبر الإنترنت للشعب الإيراني، وقال: يجب على أميركا معاقبة السلطات القمعية الإيرانية دعمًا للمحتجين، وتوفير قنوات الاتصال عبر الإنترنت للشعب الإيراني، ولعب دور قيادي في الساحة الدولية والأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات عملية ضد النظام.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، لسیمرا قرایی، مراسلة "إيران إنترناشيونال"، في مؤتمره الصحافي أمس الأربعاء: "منذ إصدار رخصة الإعفاء لتصدير معدات وخدمات الاتصالات إلى إيران، اتخذت الشركات قرارات للاستفادة من هذه الفرصة وتسهيل توفير البرمجيات والأجهزة للإيرانيين".
وأضاف: "النظام الإيراني استبدادي يسعى للسيطرة على تبادل المعلومات بين المواطنين الإيرانيين وبقية العالم، وإعفاء الحكومة الأميركية يمكن أن يوفر بعض الأدوات للشعب الإيراني للتواصل مع العالم الخارجي".
كما كتب ماكرون في تغريدة: "فرنسا تدين قمع النظام الإيراني من أجل النساء اللواتي خلعن الحجاب بشجاعة ووقفن أمام البندقية، ومن أجل الشباب والرجال الذين يناضلون من أجل حقوق المرأة والمطالب المشتركة لهذا النضال".
في الوقت نفسه، أشارت مجلة فوربس، التي نشرت مقالاً بعنوان "الثمن الذي تدفعه المرأة مقابل الحرية في إيران"، إلى العقوبات البريطانية الأخيرة ضد نظام طهران، وكتبت: يجب على الدول الأخرى استخدام هذا النهج لفرض عقوبات مستهدفة على من يتحملون أكبر قدر من المسؤولية في هذه الجرائم.
وبحسب هذه المجلة، "يجب على المجتمع الدولي اتخاذ جميع الإجراءات المتاحة لضمان العدالة والمحاسبة على العنف ضد النساء والفتيات في إيران والعنف المستخدم ضد المتظاهرين".
وقالت عضوة البرلمان الأوروبي، هانا نيومان: "هذه المرة يجب أن نبذل قصارى جهدنا لوقف الحلقة الوحشية للقتل، والعفو الجنائي، والصمت والتأكد من أن الناس داخل إيران لا يخاطرون بحياتهم من أجل لا شيء".
وبحسب سينا يوسفي، نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان بنقابة المحامين، فقد تم اعتقال "أكثر من 1700 شخص" في تبريز وحدها. وقال يوسفي إن لجنة حقوق الإنسان في نقابة المحامين الأذربيجانيين شكلت "لجنة دفاع" لتقديم الدعم القانوني لمعتقلي الاحتجاجات الأخيرة.
وتُظهر مقاطع الفيديو المرسلة إلى "إيران إنترناشيونال" أن متظاهري يوم الأربعاء 12 أكتوبر نظموا مسیرات احتجاجية في مدن مختلفة بما في ذلك طهران، وكرج، وشيراز، وسقز، وبوكان، وأراك، وشاهين شهر وساري وبوشهر ومشهد وأصفهان وقم وسوهانك وكرمان ورشت ولاهيجان ومهاباد.
وبقي المتظاهرون في مناطق بطهران، بما في ذلك نازي آباد، وشارع شريعتي، وصادقية، وحي إكباتان، وشارع قزوين، في الشوارع حتى وقت متأخر من الليل ورددوا الهتافات، مغلقين الشوارع بإشعال النيران، وكانت معظم شعاراتهم تستهدف علي خامنئي.
وبحسب أحد متابعي "إيران إنترناشيونال"، فإن الحشد الهائل من المتظاهرين في نازي آباد نجح في جعل قوات الأمن تهرب أثناء الاحتجاجات.
وفي سنندج، ورغم قمع الاحتجاجات في الأيام الماضية، ظل المتظاهرون موجودين في شوارع هذه المدينة حتى مساء الأربعاء. كما شهدت مدن أخرى في محافظة كردستان، بما في ذلك مريوان وسقز ومهاباد، حضورا كبيرا للمتظاهرين.
وبحسب مقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشیونال" من لاهيجان، نظم المتظاهرون مسيرات ليلية في هذه المدينة.
عقد التجمعات العامة في الصباح
وفي صباح الأربعاء، بطهران على الأقل، نزل المتظاهرون إلى لاله زار، وطهران بارس، ومنیریه، ومولوي، وصادقیه، وشارع فلسطین، ومترو ولیعصر، وشارع شریعتي، وکذلك شارع ولیعصر، وهتفوا "الموت للديكتاتور".
وتجمع محتجون أيضا أمام محطة مترو شريعتي في طهران ورددوا هتافات مناهضة للنظام. في غضون ذلك قامت قوات ترتدي الملابس المدنية في طهران باعتقال بعض المتظاهرين بعنف.
وبحسب مقطع فيديو، هتف الطلاب في حي "قنات كوثر" بطهران "المرأة، الحياة، الحرية"، وتعرضوا لهجوم من قبل قوات الأمن؛ وفي شرق طهران عقب مظاهرة تعرض المحتجون لهجوم قوات الأمن وأجبروا على الفرار.
كما تجمع الطلاب في جامعة تربية المعلمين المعروفة باسم "شهيد رجائي" في طهران، وجامعة الزهراء وجامعة سوهانك الحرة وطالبوا بالإفراج عن الطلاب المسجونين.
في غضون ذلك احتج طلاب جامعة "تربية مدرّس" بطهران على اعتقال الطلاب المتظاهرين وقمع انتفاضة الشعب في جميع أنحاء البلاد، تاركين آثار أيدي ملطخة بالدماء على أبواب بعض صفوف الجامعة.
ويظهر الفيديو الذي تلقته "إيران إنترناشیونال" أن المتظاهرين في كرج أغلقوا أحد الشوارع بإشعال النار.
كما أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع داخل مجمع كاشاني التجاري في طهران.
ونزل أهالي شاهين شهر إلى الشوارع مرددين شعار "لن نُهزم بالمدفع والدبابة والصاروخ، يجب أن يرحل الملالي".
وتجمع المتظاهرون في بهارستان وأصفهان وقاوموا قوات الأمن.
في الوقت نفسه، بمحافظة فارس، هاجم الباسيج وقوات النظام الناس في شيراز ورشوا رذاذ الفلفل على الركاب داخل الحافلات.
كما نزل المتظاهرون في "مشهد" إلى الشارع ورددوا هتافات مثل "المرأة، الحياة، الحرية".
وعُقدت تجمعات، الأربعاء، في إيران بينما زاد النظام من قيود الوصول إلى الإنترنت إلى أعلى مستوى، وواجه الناس مشاكل جدية في إرسال مقاطع الفيديو الخاصة بالاحتجاجات.
التجمعات في الخارج
استمرت التجمعات الشعبية في الخارج دعمًا للانتفاضة الشعبية التي اندلعت في إيران بعد مقتل مهسا أميني.
ونظمت مظاهرتان لدعم الانتفاضة الشعبية بإيران في ستوكهولم، عاصمة السويد.
وفي برلين، نظم الإيرانيون الذين يعيشون في هذه المدينة تجمعا احتجاجيا ضد نظام طهران.
كما انعقد يوم الأربعاء، التجمع الاحتجاجي للإيرانيين في لندن بالتزامن مع انتفاضة الشعب ضد النظام الإيراني في مدن مختلفة من إيران.
ونظم عدد من الإيرانيين المقيمين في أستراليا مسيرة احتجاجية أمام البرلمان الأسترالي في كانبيرا يوم الأربعاء ، 12 أكتوبر ، تضامنا مع الاحتجاجات العامة المناهضة للنظام الإيراني.
ويظهر مقطع فيديو وصل إلى "إيران إنترناشيونال" أن معارضي النظام الإيراني قاموا برش طلاء أحمر على جدار السفارة الإيرانية في دبلن بأيرلندا كعلامة على الاحتجاج.