والدة إحدى ضحايا الاحتجاجات: ابنتي قتلت في التظاهر .. والتلفزيون الإيراني كاذب

رفضت والدة نيكا شاكرمي، إحدى ضحايا الاحتجاجات مرة أخرى الروايات التي قدمتها الحكومة الإيرانية عن مقتل ابنتها. وقالت إن هذه المتظاهرة البالغة من العمر 16 عامًا "قُتلت في مسيرات احتجاجية مؤخرًا".
وأضافت أن الفيديو الذي نشره التلفزيون الإيراني حول ذلك لا علاقة له بابنتها.
وقالت والدة شاكرمي لـ"اعتماد اون لاين"، اليوم الاثنين 10 أكتوبر (تشرين الأول): "بحسب رأيي، هناك أدلة في هذا الصدد. أريد أن يتم التحقيق في غموض قضية قتل ابنتي وأن يتحمل المسؤولون عن هذا الحادث المأساوي مسؤوليتهم. أريد أن يتم التحقيق في غموض قضية ابنتي دون ضغوط وبشفافية".
وبخصوص أدلتها على وجود ابنتها في الاحتجاجات، أضافت: "اتصلت بابنتي عدة مرات والوثائق موجودة. أخبرتني أنها كانت حاضرة في التجمعات في المنطقة الفلانية. كما أشارت الضوضاء المحيطة بالمكالمة إلى وجودها في التجمعات. هذه الضوضاء كانت تظهر أن قوات الأمن قد تأتي باتجاه المتظاهرين وأنهم يهربون".
وقالت والدة نيكا شاكرمي عن مكان ابنتها وقت هجوم قوات الأمن: "في المكالمات التي أجرتها ابنتي معي، قالت إنها غالبًا ما تكون حاضرة في التجمعات بالقرب من ساحة انقلاب، وشارع كشاورز، وشارع ولي عصر".
كما أكدت والدة شاكرمي مرة أخرى على عمل النظام في دفن جثة ابنتها دون إذن من عائلتها، وقالت: "دون إذن من عائلتنا، سواء من عائلتي أو من عائلة والدها، قاموا بدفن جثتها في قرية نائية في لرستان. هذه القرية بعيدة جدًا ومن الصعب جدًا أن أذهب إلى هذه المنطقة النائية لزيارة قبر ابنتي. بينما من حقي أن أختار مكان دفن ابنتي وأبكي بجانبها وأتحدث معها".
وبشأن سبب دفن جثة الفتاة في قرية نائية، قالت والدة نيكا أيضًا إن النظام قلق من أن "دفن الجثة في خرم آباد سيحدث ضجة كبيرة، واعتبروا ذلك أمرًا خطيرًا".
كما قالت عن الفيديو المنسوب إلى نيكا، والذي عرضه التلفزيون الرسمي: "لا أحد يستطيع إثبات أن هذه الصورة كانت لنيكا. هناك ظل في الفيديو المسجل. الفتاة على وجهها قناع و لا توجد شفافية في التصاوير. أعتقد أن هذه الصور لا علاقة لها بنيكا".
من ناحية أخرى، قالت إن الفتاة المراهقة التي تظهر في مقاطع الفيديو الملتقطة من الاحتجاجات والمنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي هي نيكا.
وفي وقت سابق، أدى بث الاعترافات القسرية لخالة وخال نيكا شاكرمي على شكل تقرير، مساء الاثنين، من قسم الأخبار في القناة الإيرانية الرسمية الثانية، إلى العديد من ردود الفعل على شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي إشارة إلى تقارير السلطات الإيرانية بشأن طريقة مقتل المراهقة نيكا شاكرمي، أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، في بيان لها، أن "تقارير السلطات عن وفاة نيكا مليئة بالتناقضات وغير مقبولة".
وفي التقرير الذي بُثّ في هذا القسم الإخباري، تم الادعاء مرة أخرى بأن وفاة نيكا شاكرمي كانت بسبب سقوطها من مكان مرتفع.
وفي هذا التقرير، بُثّ أيضًا مقطع فيديو تم تسجيله من خلال كاميرا مراقبة ونشرته في وقت سابق وكالات أنباء قريبة من الحرس الثوري الإيراني.
وتدعي السلطات الإيرانية أن نيكا شاكرمي دخلت "مبنى نصف مكتمل"، بينما حسب الصور المنشورة، دخلت هذه الشابة المقتولة زقاقًا حيث المباني ليست نصف مكتملة بل سكنية.
وقالت والدة نيكا أيضًا عن الإجراءات القانونية المتعلقة بوفاة ابنتها: "أنا وأفراد الأسرة الآخرون ليس لدينا أمل في تحقيق مطالبنا بهذه الطريقة".
كما رفضت والدة نيكا ادعاء وكالة أنباء الحرس الثوري الإيراني بأن الفتاة كانت مكتئبة، وقالت: "نيكا لم تكن مكتئبة فحسب، بل كانت تشجع من حولها أيضًا. كانت نيكا فتاة شجاعة وجريئة، وأعتقد أن شجاعتها أدت في النهاية إلى مقتلها".
وفي وقت سابق، وبعد بث الاعترافات القسرية لخالة نيكا شاكرمي المعتقلة وخالها، أعلنت نسرين شاكرمي والدة نيكا، في رسالة بالفيديو، أن شقيقها وشقيقتها أُجبرا على الإدلاء باعترافات كاذبة. وأن ابنتها نيكا، قتلت في نفس المظاهرات يوم 20 سبتمبر (أيلول) بطهران على أيدي قوات الأمن.
وقالت في هذه الرسالة بالفيديو عن التهديدات والضغوط الأمنية، أنها تتعرض لضغوط من أجل تكرار رواية النظام والسيناريو الذي تبثه بشأن وفاة ابنتها.
وبحسب إعلان منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، فقد قتل النظام الإيراني حتى الآن نحو عشرين متظاهراً دون سن الثامنة عشرة خلال قمع الانتفاضة العامة الحالية.
وأعلنت خالة نيكا شاكرمي، أمس الأحد، إطلاق سراحها في منشور على "إنستغرام" وشكرت الناس، قائلة: "مستمرون في الحفاظ على الحقيقة والجمال".