"تراجع" في المفاوضات النووية.. وصحيفة "بوليتيكو": رد إيران يعرض إحياء الاتفاق للخطر

أفادت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، أنه عقب رد إيران الأخير على ردود الولايات المتحدة حول نص إحياء الاتفاق النووي، فإن المفاوضات النووية بين "طهران" والقوى العالمية تعرضت للخطر.

ونقلت صحيفة "بوليتيكو" عن مسؤول أميركي قوله: إننا ندرس رد إيران بشأن الاتفاق النووي، لكنه ليس مشجعًا على الإطلاق، ويبدو أننا نتراجع إلى الوراء.

وكتبت الصحيفة أنه لا يزال من غير الواضح إلى متى تريد إيران وأميركا أن تستمرا في المفاوضات والجهود لإحياء الاتفاق النووي.

ورفض مسؤول رفيع في الحكومة الأميركية -لم يرغب في الكشف عن اسمه- في مقابلة مع الصحيفة، الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول اقتراحات إيران، ولكنه قال: بحسب هذه الإجابات، يبدوا أننا نرجع إلى الوراء.

كما نقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي قوله: إن الرد الإيراني بشأن الاتفاق النووي بدا سلبيا وغير معقول.

وكتبت "بوليتيكو" نقلًا عن مصدر مطلع آخر، أن رد إيران "لا يبدو جيدًا على الإطلاق".

يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في اتصال هاتفي بنظيره العماني: إنه في أثناء إعدادنا للرد على "واشنطن"؛ أخذنا بعين الاعتبار تسريع المفاوضات وتسهيلها للتوصل إلى اتفاق.

ووصف مستشار فريق التفاوض النووي والبرلمانيين الإيرانيين، رد إيران على آراء أميركا حول إحياء الاتفاق النووي، بأنه رد "معقول".

وفي سياق متصل، قال دبلوماسي غربي لـ"إيران إنترناشيونال" حول تقييم الدول الأوروبية لرد إيران على المقترح الأوروبي وملاحظات واشنطن: إننا "لا نريد الآن أن نضيف شيئًا على ما صرح به مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي".

وكان جوزيف بوريل قد أعرب عن أمله في أن يتم التوصل إلى اتفاق في القريب العاجل.

ولا يزال المسؤولون في السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي لم يعلقوا على رد إيران، ولكن دبلوماسيا أوروبيا قال للصحافية ستيفاني ليشتنشتاين: إن رد إيران بشأن إحياء الاتفاق النووي يبدو "سلبيا وغير منطقي". وقال مصدر مطلع آخر للصحافية: إن رد إيران "لا يبدو جيدًا على الإطلاق".

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، قد أعلن، صباح اليوم الجمعة، أن رد بلاده على المقترحات الأميركية بشأن مسودة نص الاتفاقية المحتملة لإحياء الاتفاق النووي قد تم إرسالها إلى مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.

كما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية تلقي هذا الرد من الاتحاد الأوروبي، وقال: "للأسف، رد إيران على آراء أميركا حول نص إحياء الاتفاق ليس بنّاءً".

وعلى الرغم من هذا، فقد علّق مستشار الفريق المفاوض الإيراني محمد مرندي، في تغريدة باللغة الإنجليزية على التصريحات الغربية حول رد إيران على المقترح الأوروبي والملاحظات الأميركية، بأن الولايات المتحدة ودول أوروبا يعرفون أن رد إيران على النص المقترح لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة "معقول للغاية".

وفي إشارة إلى تصريحات المفاوضين الغربيين بأن "الكلمات مهمة"، أضاف "مرندي" أنه لهذا السبب لا ينبغي أن يكون هناك أي غموض يمكن استخدامه لاحقًا للإضرار بالاتفاقية.

وأكد مرندي أن "إيران استجابت كما وعدت، وحان الوقت لكي يتخذ فريق بايدن قرارًا جادا"، مشيرًا إلى أنه "عادة ما تعني كلمة "بنّاءة" قبول الشروط الأميركية"، وإذا اتخذت الولايات المتحدة القرار الصحيح، فيمكن إبرام الاتفاقية بشكل سريع".

وبهذا الخصوص، كتبت وكالة أنباء "إرنا" الرسمية أن منطق إيران واحد ولم يتغير فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق نهائي مع الولايات المتحدة؛ باعتبارها المتسبب في الوضع الحالي ومع الأطراف الأوروبية، وأن الكرة الآن في ملعب الطرف الآخر.

إلى ذلك، أعرب 50 عضوًا ديمقراطيا وجمهوريا بمجلس النواب الأميركي، في رسالة إلى جو بايدن، عن قلقهم بشأن نص الاتفاق النووي المحتمل مع إيران، مطالبين بتقديم النص الكامل لأي اتفاق مع "طهران" إلى أعضاء الكونغرس قبل الموافقة على إحياء الاتفاق النووي.

وحذّر الأعضاء في مجلس النواب الأميركي، الذين یتألفون من 34 ديمقراطيا و16 جمهوريا، في رسالتهم، من أن إمكانية إعفاء غير الأميركيين من العقوبات للتجارة مع أفراد وشركات إيرانية غير خاضعة للعقوبات، من الممكن أن تساعد الحرس الثوري الإيراني في الالتفاف على العقوبات.