وأشار هؤلاء الأعضاء في مجلس النواب الأميركي، الذين یتألفون من 34 ديمقراطيًا و 16 جمهوريًا، في رسالتهم إلى أن إمكانية إعفاء غير الأميركيين من العقوبات للتجارة مع أفراد وشركات إيرانية غير خاضعة للعقوبات، حذروا من أن هذا الإجراء يمكن أن یساعد الحرس الثوري الإيراني في الالتفاف علی العقوبات.
وذكر هؤلاء الأعضاء أنه نتيجة لإعادة إحیاء الاتفاق النووي، سيتوافر حوالي ألف مليار دولار لإيران في غضون عقد من الزمن، وهذا سيزيد من مخاطر تهديدات الحرس الثوري الإيراني والقوات التي تعمل بالنیابة عن طهران ضد أمن الولايات المتحدة ودول المنطقة.
وعبرت هذه الرسالة عن القلق بشأن البنود التي قد تسمح لروسيا بلعب دور في قدرة إيران النووية، محذرة: "يجب ألا نسمح لبوتين مجرم الحرب بأن يكون الضامن للاتفاق النووي الإيراني".
وفي إشارة إلى جهود إيران لاستهداف مواطنين أميركيين في الولايات المتحدة، أعرب هؤلاء الممثلون عن قلقهم من إمكانية رفع العقوبات عن البنك المركزي وصندوق التنمية وشركة النفط الوطنية الإيرانية فيما يتعلق بدعم الإرهاب.
تأتي رسالة أعضاء الكونغرس في حين أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في الثاني من سبتمبر أن إيران أرسلت تعلیقاتها على رد الولايات المتحدة على نص مسودة الاتفاقية بشأن إحياء الاتفاق النووي، إلی منسق الاتحاد الأوروبي.
وقال إن "النص المقدم له نهج بناء بهدف إنهاء المفاوضات".
من ناحية أخرى، وصفت سفيرة إسرائيل لدى المملكة المتحدة، تسيبي هوتوفيلي، في مقال نشرته صحيفة التلغراف، اتفاقية إحياء الاتفاق النووي بأنها "خطيرة" وطالبت الحكومة البريطانية بعدم قبول هذه الاتفاقية.
وكتبت: "سيكون من التهور أن نثق في نظام ما زال يكذب بشأن طموحاته النووية".
وفي وقت سابق أمس الخميس، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أمله في التوصل إلى اتفاق محتمل لإحياء الاتفاق النووي في الأيام المقبلة.
وقد أجرى ماكرون محادثة مع رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، حول الجهود الدبلوماسية لفرنسا وشركائها لإيجاد حل لإحياء الاتفاق النووي، بما في ذلك التحقق من الأنشطة النووية الإيرانية والسيطرة عليها من قِبل الوكالة.
ويوم الأربعاء، ناقش الرئيس الأميركي جو بايدن، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، تهديد إيران، وأكد عزم الولايات المتحدة على منع طهران من امتلاك أسلحة نووية.
في غضون ذلك، طلب أكثر من خمسة آلاف مسؤول عسكري إسرائيلي في رسالة إلى جو بايدن، عدم التوقيع على الاتفاقية المحتملة لإحياء الاتفاق النووي، وحذروا من أن الاتفاق التفاوضي سيسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية.
وحذر مسؤولون عسكريون إسرائيليون بايدن من أن إحياء الاتفاق النووي سيؤدي إلى منافسة نووية في الشرق الأوسط، وستسعى دول المنطقة لامتلاك أسلحة نووية لمواجهة التهديد الإيراني.
وعلى الرغم من أن تحدي إيران للوكالة الدولية قد أخذ أبعادًا مختلفة، إلا أن السلطات الإيرانية تؤكد على ضرورة إغلاق ملف التحقيق الخاص بالوكالة تزامنا مع الاتفاق المحتمل لإحياء الاتفاق النووي.
وقال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في مؤتمره الصحفي يوم الإثنين، إنَّ إحياء الاتفاق النووي يتطلب "ضمانات مطمئنة، وتحقق موضوعي وعملي من رفع العقوبات، وإلغاء دائم لها، وإغلاق ملف تحقيق الوكالة".