
قطع الإنترنت.. القتل الصامت لشعب إيران في حرب النظام مع إسرائيل
في وقتٍ تجد فيه إيران نفسها مجددًا وسط توترات عسكرية وأزمات أمنية متصاعدة، يعاني شعبها أكثر من أي وقت مضى عواقب لم يكن لهم دور في صنعها، ولا يملكون لأنفسهم منها نفعًا.
في وقتٍ تجد فيه إيران نفسها مجددًا وسط توترات عسكرية وأزمات أمنية متصاعدة، يعاني شعبها أكثر من أي وقت مضى عواقب لم يكن لهم دور في صنعها، ولا يملكون لأنفسهم منها نفعًا.
من أبرز ملامح جلسة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخيرة بشأن الملف النووي الإيراني؛ التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة بقيادة ترامب وثلاث قوى أوروبية هي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. هذا التعاون يتشكل في مواجهة النظام الإيراني.
تكشّفت سلسلة من التطورات والمؤشّرات، في الأيام الأخيرة، والتي تنذر بانسداد في أفق المفاوضات بين النظام الإيراني والولايات المتحدة الأميركية، وتشير إلى تصاعد احتمال وقوع مواجهة عسكرية بين البلدين.
أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بأن أجهزة طهران الاستخباراتية تمكنت من الوصول إلى كميات كبيرة من البيانات "الحساسة والاستراتيجية" من داخل إسرائيل، تتضمن وثائق تتعلق بمشاريع ومنشآت نووية تابعة لتل أبيب.
تجاوزت قضية اتهام ثلاثة رياضيين إيرانيين باغتصاب جماعي في كوريا الجنوبية حدود الرياضة، وتحولت إلى اختبار أخلاقي ودبلوماسي لنظام يُعرف بتغطيته على العنف الجنسي، حين يتورط فيه ممثلوه.
ذكرى وفاة الخميني، في 4 يونيو (حزيران)، تكررت هذا العام أيضًا بالمشاهد المألوفة نفسها..
تُنشر تقارير متضاربة حول مصير المفاوضات النووية بين إيران وأميركا. وقد أفادت "رويترز" أن طهران تعتزم رفض المقترح الأميركي الجديد، في حين ذكر موقع "أكسیوس"، أن الولايات المتحدة سمحت لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 3 في المائة.
بعد خمس جولات من المحادثات، تبدي طهران وواشنطن تفاؤلاً حذرًا، مع تمسك كلٍّ منهما بخط أحمر يدور حول "تخصيب اليورانيوم داخل إيران" من عدمه. لكن يبقى السؤال: هل يستحق البرنامج النووي الثمن الذي دفعه المواطن الإيراني العادي؟
تشير لهجة طهران اللينة في التصريحات المتعلقة بالمفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، بجانب تعليقات غير مسبوقة من محللين إعلاميين، إلى احتمال انفتاح إيران على اتفاق من نوع "تجميد مقابل تجميد" مع واشنطن.
نُشرت، يوم الثلاثاء 27 مايو (أيار)، صور من جلسة محمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مع مجموعة من الوزراء السابقين والحاليين في النظام الإيراني، عبر وكالات الأنباء الإيرانية.
أكد المرشد علي خامنئي، في لقائه مع وزير الداخلية والمحافظين، أن هناك "فرصًا كثيرة" في الأجواء العامة لإيران، وقال: "لا توجد مشكلة في البلاد"!
إذا ألقينا نظرة على أوضاع إيران هذه الأيام، نرى بوضوح أن الحكومة قد انهارت عمليًا؛ لكنها لم تعلن ذلك رسميًا بعد.
جعفر بناهي فاز بسعفة مهرجان "كان" الذهبية عن فيلمه الجديد "حادث بسيط"، وهذا لم يكن إنجازاً شخصياً لبناهي فحسب، بل يُعدّ مكسباً تاريخياً للسينما الإيرانية المستقلة والمعارضة.
على الرغم من العجز الحاد في الطاقة داخل إيران، تُظهر الإحصاءات الرسمية أن صادراتها من الغاز والكهرباء قد شهدت زيادة. فإيران تعاني نقصًا في الكهرباء والغاز طوال أشهر السنة منذ العام الماضي، ومع ذلك، لم توقف الحكومة صادراتها من مصادر الطاقة هذه، بل زادتها.
مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، بات احتمال اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بينهما أكثر جدية من أي وقت مضى، وقد أفادت مصادر موثوقة بأن إسرائيل تُعد لهجوم دقيق يستهدف 12 موقعًا نوويًا إيرانيًا، وهو ما قد يحدث إذا فشلت المفاوضات النووية.
في زمن تتقلّص فيه موائد الشعب الإيراني، وتستمر البطالة وانعدام الأمن الوظيفي، وترتفع معدلات الهجرة بشكل مقلق، قررت السلطات الحاكمة أن تبحث عن حل للأزمة السكانية ليس في الإصلاحات الاجتماعية أو الاقتصادية، بل في نصب لافتات تندد، بطريقة عاطفية، بـ"منع الحمل".
في أحدث موقف رسمي له، شكك علي خامنئي، مرشد النظام الإيراني، بنبرة متشائمة، في جدوى المفاوضات النووية، وقال: "في حكومة رئيسي كانت المفاوضات غير مباشرة لكنها بلا نتيجة؛ ولا أظن الآن أنها ستؤدي إلى نتيجة، ولا أدري ما الذي سيحدث".
في تغيّر المشهد السياسي الإيراني بعد وفاة إبراهيم رئيسي وتولّي مسعود بزشكيان منصب الرئاسة، يمكن ملاحظة تنفيذ المشروع الثاني من مشاريع الهندسة السياسية للنظام الإيراني لإعادة ترميم ذاته؛ بهدفين: ترميم أسس الشرعية، وإعادة بناء منظومة السلطة.
في الذكرى السنوية الأولى لمقتل الرئيس الإيراني المثير للجدل إبراهيم رئيسي، أشاد المرشد خامنئي بأدائه أمام الولايات المتحدة، معلنًا أنه لا يرى أي آفاق واضحة لنجاح المفاوضات مع أميركا. ويُعتبر هذا التصريح إشارة مهمة إلى احتمال فشل المفاوضات.
مرّ عام على مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادثة تُعرف بـ"سقوط المروحية في منطقة ورزقان". ورغم مرور 12 شهرًا، لا تزال أسباب الحادثة غامضة، لكن ربما السؤال الأهم من "كيف قتل رئيسي؟" هو: من استفاد من مقتله؟
وضعت زيارة دونالد ترامب إلى المنطقة والاستقبال الباذخ الذي حظي به من قِبل قادة الدول العربية، النظام الإيراني ومسؤوليه في موقف غير مسبوق من الانفعال والدفاع.
بدأت بوادر التصدع تظهر في الإجماع الأولي بإيران، الداعم للمفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، إذ أعرب بعض المتشددين عن قلقهم إزاء ما يرونه تصاعدًا في لهجة واشنطن.