وبالتزامن مع ذلك، أكدت منظمة الصحة العالمية أن التطعيم هو الوسيلة الأكثر فاعلية لمواجهة السلالة الجديدة من الإنفلونزا.
وقال نائب وزير الصحة، علي رضا رئيسي، يوم الثلاثاء 16 ديسمبر (كانون الأول)، إن موجة الإنفلونزا هذا العام كانت أشد، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وبدأت في بعض المحافظات في وقت أبكر وبنطاق أوسع.
وأضاف رئيسي أن محافظات: كلستان، وقزوين، وهرمزغان، وبلوشستان (زاهدان)، وخوزستان (الأهواز)، وطهران، وكرمانشاه وهمدان تسجل حاليًا أعلى معدلات الإصابة بالإنفلونزا، وأن مستوى الإصابة في بعض هذه المحافظات يبلغ "عدة أضعاف حد الإنذار في النظام الصحي".
ومن جهته، قال عضو لجنة الصحة والعلاج في البرلمان الإيراني، محمد جماليان، إن الفئة الأكثر إصابة بفيروس الإنفلونزا هي الأطفال، مشيرًا إلى أن الارتفاع الكبير في سعر اللقاح، الذي يصل إلى نحو 920 ألف تومان، حال دون قدرة كثيرين على شرائه.
وأضاف: "هذا اللقاح ليس ضمن سلة التطعيم الإلزامي في البلاد ويُعرض بشكل حر".
وأعرب نائب وزير الصحة عن أمله في أن "تنحسر الموجة الحالية من الإنفلونزا خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة"، موضحًا بشأن مستوى انتقال العدوى: "الإنفلونزا مرض فيروسي تنفسي عالي العدوى، وكل شخص مصاب، ولا سيما في الأماكن المغلقة والتجمعات طويلة الأمد، يمكنه في المتوسط نقل العدوى إلى شخص واحد إلى ثلاثة أشخاص آخرين".
وبالإشارة إلى أعداد الوفيات، قال: "منذ بداية موجة هذا العام حتى الآن، تم الإبلاغ عن نحو 110 إلى 115 حالة وفاة منسوبة إلى الإنفلونزا في البلاد، وغالبية هذه الحالات تعود إلى كبار السن والأشخاص الذين يعانون أمراضًا كامنة، من بينها الأمراض المزمنة، ونقص المناعة، والسرطان، وأمراض الجهاز التنفسي".
وأضاف أن نحو 30 إلى 40 في المائة من المرضى الذين راجعوا العيادات الخارجية كانت نتائج فحوصهم للإنفلونزا إيجابية، وقد انخفضت هذه النسبة حاليًا إلى نحو 24 في المائة، لكنها لا تزال أكثر من ضعف حد الإنذار في النظام الصحي.
وبحسب قوله، فإن الحالات الإيجابية لفيروس "كورونا" خلال هذه الفترة لم تتجاوز واحدًا في المائة.
وقال مسؤولون في وزارة الصحة التابعة للنظام الإيراني إن موجة جديدة من إنفلونزا النوع "إيه- إتش 3 إن 2" بلغت ذروتها منذ أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ووضعت المراكز العلاجية في أنحاء البلاد في حالة تأهب.
ومع الزيادة الملحوظة في أعداد المراجعين، كان رئيس دائرة العلاقات العامة في وزارة الصحة، حسين كرمانبور، قد أعلن في 10 ديسمبر الجاري، أن هذه السلالة "شديدة العدوى" و"بدرجة ملحوظة من التهرب من اللقاحات"، وهو ما تسبب بضغط كبير على المستشفيات.
وشدد نائب وزير الصحة على ضرورة الالتزام بالتوصيات الصحية، داعيًا المواطنين إلى تجنب الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية، والبقاء في المنازل عدة أيام عند ظهور الأعراض، والامتناع عن الذهاب إلى المدارس أو أماكن العمل.
وقال رئيسي: "إن أعلى معدلات دوران الفيروس تُسجل في الفئة العمرية من خمس إلى 14 عامًا، إلا أن أغلب حالات الاستشفاء والوفيات تقع بين كبار السن والفئات الهشة"، مؤكدًا أن الالتزام بالإجراءات الصحية عند التعامل مع هذه الفئات أمر ضروري.
السلالة الجديدة من الإنفلونزا
أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه رغم الانتشار السريع لسلالة جديدة من الإنفلونزا من الفئة الفرعية "AH3N2"، فإن التطعيم لا يزال الوسيلة الأكثر فاعلية لمواجهة هذا الفيروس.
وهذه السلالة، المعروفة باسم "G.2.4.1" أو الفئة الفرعية "K"، جرى رصدها لأول مرة في أستراليا ونيوزيلندا، وتم الإبلاغ عنها حاليًا في أكثر من 30 دولة، غير أن المعطيات الحالية لا تشير إلى زيادة في شدة المرض.
ورغم أن هذه السلالة الجديدة غير مدرجة في تركيبة لقاحات موسم نصف الكرة الشمالي الحالي، فإن البيانات الأولية تُظهر أن اللقاحات المتوفرة لا تزال تقلل من خطر الإصابة الشديدة والحاجة إلى الاستشفاء.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن التطعيم، ولا سيما للفئات المعرضة للخطر، يظل الأداة الدفاعية الأكثر فاعلية، مشددة، في ظل احتمال ارتفاع الأمراض التنفسية خلال موسم العطلات، على ضرورة تعزيز الرصد، وجاهزية النظام الصحي، ومشاركة الدول في الشبكة العالمية لمراقبة الإنفلونزا.