وفي الوقت نفسه، طالب الاتحاد الأوروبي بالإفراج عن نرجس محمدي، الناشطة السياسية والحائزة على جائزة نوبل للسلام، والتي كانت من بين المعتقلين خلال هذه المراسم يوم الجمعة.
وقال حسن همتيفر، المدعي العام في مشهد، إن جواد عليكردي، شقيق خسرو عليكردي، اعتُقل أيضًا، مدعيًا أن تجمع يوم الجمعة "تشكّل بإدارته".
في المقابل، قال جواد عليكردي في مقطع فيديو نشره عقب انتهاء المراسم والتدخل العنيف لقوات الأمن، إنه كان داخل المسجد منشغلًا بالتحضيرات الخاصة باستقبال ضيوف المناسبة، قبل أن يُبلَّغ بأن "المسجد حُوصِر من قبل القوات الحكومية".
وأضاف أنه بعد خروجه من المسجد شاهد انتشارًا واسعًا لقوات مكافحة الشغب، وآليات الشرطة، وعناصر الأمن في محيط المكان.
واتهم المدعي العام في مشهد كلًا من جواد عليكردي ونرجس محمدي وسبيده قليان بـ"تحريض الحاضرين على ترديد شعارات وُصفت بأنها مخالِفة للمعايير المعتمدة، والتشجيع على الإخلال بالنظام العام".
ويأتي ذلك في وقت كان فيه قائمقام مشهد قد صرّح يوم الجمعة بأن "النيابة العامة تدخلت عقب ترديد الشعارات، وتم توقيف عدد من الأشخاص الذين وُضعوا قيد الاحتجاز بشكل وقائي، وكان الهدف من ذلك في الأساس حمايتهم".
وفي رد فعل على اعتقال عدد من النشطاء السياسيين في مشهد، دعا المتحدث باسم السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، في بيان صدر يوم السبت 13 ديسمبر، سلطات النظام الإيراني إلى الإفراج الفوري عن نرجس محمدي، ولا سيما بالنظر إلى وضعها الصحي، إلى جانب "سائر الأشخاص الذين اعتُقلوا بشكل غير عادل".
وأعرب البيان عن "قلق عميق"، مؤكدًا أن المعتقلين "مارسوا حقهم في حرية التعبير"، وهو حق "يُعد من الحقوق الأساسية للإيرانيين ويتعين احترامه دائمًا".
كما أعلن المدعي العام في مشهد عن "إصابة قائد شرطة مشهد وأحد العناصر الآخرين بجروح نتيجة طعن بسكين"، وقال إن هذه الوقائع أسفرت عن اعتقال 38 ناشطًا مدنيًا كانوا حاضرين في المراسم.
ولم تنشر قيادة الشرطة حتى الآن أي توضيح أو تقرير بشأن إصابة هذين الشخصين. وبحسب قول المدعي العام، جرى اعتقال جواد عليكردي مساء الجمعة، بعد أن نشر مقطع فيديو احتج فيه على الاعتقالات وسلوك عناصر الأمن، وقال إنهم "لم يدّخروا أي قذارة ضد مراسم إحياء ذكرى شقيقه".
ويُذكر أن جواد عليكردي، وهو أيضًا محامٍ، يقضي حكمًا قضائيًا مع وضع سوار إلكتروني. وقد شدد، منذ وفاة شقيقه مساء الجمعة 5 ديسمبر داخل مكتبه، على أن سبب الوفاة "مثير للشكوك"، معتبرًا أن قيام عناصر أمنية بجمع كاميرات المراقبة يُعد أحد الأدلة على ذلك.
في المقابل، تقول الجهات الرسمية إن سبب وفاة خسرو عليكردي هو "نوبة قلبية".
وكان خسرو عليكردي، الذي سبق أن أمضى فترة في السجن، قد تولى في السنوات الأخيرة الدفاع عن عدد من السجناء السياسيين وعائلات المطالبين بالعدالة. وأثار خبر وفاته موجة من ردود الفعل التي شككت في الرواية الرسمية لسبب موته.
وأُقيمت مراسم إحياء اليوم السابع لوفاته يوم الجمعة 12 ديسمبر في مشهد، بمشاركة حشد كبير، إضافة إلى عدد من الشخصيات الحقوقية المعروفة وعائلات المطالبين بالعدالة، قبل أن تنتهي بتدخل أمني واعتقالات واسعة.
ولم يحدد المدعي العام في مشهد مكان احتجاز المعتقلين أو موعد الإفراج عنهم، مكتفيًا بالقول إنهم "محتجزون في مركز احتجاز قانوني".
وقد حظي اعتقال نركس محمدي، بصفتها حائزة على جائزة نوبل للسلام، إلى جانب عدد من النشطاء المدنيين الآخرين، بتغطية وردود فعل واسعة.
وكانت لجنة نوبل النرويجية قد أصدرت، مساء الجمعة، بيانًا مقتضبًا دعت فيه سلطات النظام الإيراني إلى "توضيح مكان احتجاز نرجس محمدي، وضمان أمنها وسلامتها، والإفراج عنها فورًا ودون قيد أو شرط".
كما وصفت اللجنة التوجيهية لتحالف "حرية نرجس" اعتقالها واعتقال نشطاء مدنيين آخرين في مشهد بأنه "هجوم صارخ على حرية التجمع، وحرية الصحافة، والمدافعين عن حقوق الإنسان في إيران".
وأكدت اللجنة أن "الاعتقال العنيف لنرجس محمدي، وعالية مطلبزاده، وسبيده قليان، وهستي أميري، وبوران ناظمي، يشير إلى بداية جولة جديدة من قمع النشطاء المدنيين عقب وفاة خسرو عليكردي".