وأكد أن إجراءات إلغاء هذه الامتيازات قيد التنفيذ.
وفي مقابلة مع موقع "خبر آنلاین"، نُشرت يوم الخميس 11 ديسمبر (كانون الأول)، أجاب محسن حاجي ميرزايي عن سؤال حول من سيُحرم من الإنترنت غير المفلتر بعد تأكيد بزشكيان "تسويد" جميع الخطوط البيضاء، قائلاً: "كل من يستخدم الخط الأبيض؛ والإجراءات التنفيذية جارية."
وعند سؤاله عمّا إذا كان سيتم إلغاء "شرائح الإنترنت البيضاء" الخاصة بأعضاء الحكومة، قال: "سيُطبّق القرار على كل من يمتلك خطًا أبيض."
وكان الرئيس الإيراني، قد تطرّق في 7 ديسمبر الجاري، إلى الجدل الدائر بشأن تخصيص الإنترنت غير المفلتر- والمعروف بالشرائح البيضاء- لأشخاص مقربين من السلطة، قائلاً: "أصدرنا أوامر بتسويد الإنترنت الأبيض أيضًا، كي نبيّن ماذا سيحدث للناس إذا استمر السواد (أي الحجب)."
وأضاف بزشکیان، في ظل الانتقادات الواسعة الموجهة للحكومة بسبب استمرار الحجب في إيران: "ليس كافيًا أن أصدر أوامر برفع الحجب. لو كان الأمر يُحل بالأوامر، لكنا حللناه منذ اليوم الأول."
وقال حاجي ميرزايي، في جزء آخر من حديثه حول من يعارض رفع الحجب: "إن المجلس الأعلى للفضاء السيبراني هو الذي اتخذ قرار الحجب، وعليه أن يتخذ قرار رفعه أيضًا. وقد وضع شروطًا معينة يجري العمل على تنفيذها."
وعن احتمال طرح موضوع رفع الحجب في المجلس الأعلى للأمن القومي، قال: "لا علاقة للأمر بالمجلس الأعلى للأمن القومي. المسألة مرتبطة بقرار المجلس الأعلى للفضاء السيبراني."
وتأتي هذه التصريحات رغم وعود متكررة من بزشکیان ومسؤولي حكومته برفع الحجب، ورغم تناقض التصريحات الحكومية، إلا أن المسؤولين ما زالوا يؤكدون سعيهم لتحقيق "إنترنت حر للجميع".
وفي سياق هذه الوعود، قالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني، التي كانت قد صرّحت في مارس (آذار) الماضي بأنه لم يُوعد أحد برفع الحجب، في 7 ديسمبر الجاري، إن الحكومة تسعى إلى "تحقيق إنترنت حر لجميع المواطنين."
فضيحة شرائح الإنترنت الأبيض للصحافيين
منذ 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كشف تحديث في منصة "إكس" (تويتر سابقًا) متعلق بموقع المستخدمين الجغرافي، أن عددًا من الصحافيين ومسؤولي الحكومة والنواب ومؤيدي النظام الإيراني يستخدمون امتياز الإنترنت غير المفلتر المعروف بـ "الخط الأبيض".
وقد أثار ذلك جدلاً واسعًا بين المستخدمين الإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي.
وكان رفع الحجب كان أحد أبرز وعود بزشکیان خلال حملته في انتخابات الرئاسة لعام 2024، حيث قال آنذاك: "سأضع رقبتي مقابل حل مشكلة الحجب."
وبعد أكثر من عام على بدء عمل حكومته، لم يتحقق هذا الوعد بعد، ولا يزال "إنستغرام" والعديد من الشبكات الاجتماعية الأخرى محجوبة في إيران.
وفي حين تقول الحكومة إن صلاحياتها محدودة، فإن الهيئات العليا خارج السلطة التنفيذية هي التي تحدد السياسات الأساسية للحجب.
ويُعد المجلس الأعلى للفضاء السيبراني، الذي تأسس عام 2011 بأمر من المرشد الإيراني، علي خامنئي، أحد أهم مراكز فرض الحجب والرقابة وتقيد وصول الإيرانيين إلى الإنترنت العالمي.
وقد تم فرض عقوبات أميركية على هذا المجلس عام 2017 بسبب دوره في القمع والرقابة وتقييد حرية الرأي والإنترنت.