وقال يكتابرست، في مقابلة مع وكالة "إيسنا" الإيرانية، يوم الأربعاء 3 ديسمبر (كانون الأول)، إنّ الإقبال على التبرّع بالدم في بعض المحافظات، مثل طهران، انخفض بسبب تلوّث الهواء؛ حيث إنّ مخزون الدم في العاصمة يكفي لنحو ثلاثة أيام ونصف اليوم فقط.
ويُذكر أن التعرّض للهواء الملوّث يؤدي إلى عوارض قصيرة الأمد، مثل الخمول والتعب المستمر الناتجين عن استنشاق أول أكسيد الكربون، وحرقة العين والحنجرة وألم الصدر. ولهذا السبب، كما يقول يكتابرست، يُفضّل الناس الخروج من المنزل لقضاء شؤونهم اليومية فقط، في تلك الأيام شديدة الثلوث.
ويبلغ مخزون الدم في البلاد 33 ألف وحدة، ويكفي لـ 4.8 يوم، لكنّ مخزون بعض المحافظات مثل طهران، أقل من المتوسّط.
وبحسب التقارير، فقد وصلت جودة هواء طهران، يوم الأربعاء 3 ديسمبر، إلى الرقم 163 وبلغت الوضعية الحمراء.
كما تجاوز مؤشر تلوّث الهواء في وسط طهران عتبة 200 ودخل في حالة "غير صحي جدًا وبنفسجي".
ويتكوّن مؤشر جودة الهواء من خمس فئات رئيسة: من صفر إلى 50 هواء نقي، ومن 50 إلى 100 هواء معتدل، ومن 100 إلى 150 هواء غير صحي للفئات الحساسة، ومن 151 إلى 200 هواء غير صحي (للجميع)، ومن 201 إلى 300 غير صحي جدًا، ومن 301 إلى 500 يُعتبر مستوى جودة الهواء خطيرًا.
تعطيل المدارس والجامعات في محافظة البرز
أعلنت محافظة البرز، صباح الأربعاء 3 ديسمبر، أن جميع المدارس والجامعات ومراكز التعليم العالي في هذه المحافظة معطّلة؛ بسبب ازدياد حدّة تلوّث الهواء.
ومع ارتفاع تركيز الملوّثات، دخلت جودة هواء مشهد أيضًا في "الوضع البرتقالي" بمؤشر بلغ 149، وصُنّفت بأنها غير صحية للفئات الحساسة.
وتوقّعت منظمة الأرصاد الجوية أنه ابتداء من يوم الجمعة 5 ديسمبر الجاري، سيسود طقس مستقر في معظم المناطق، ما يرفع احتمال زيادة تلوّث الهواء في المدن.
وقد كان هواء كثير من المدن الإيرانية خلال الأسابيع الأخيرة في حالة غير صحية باستمرار، من البرتقالي إلى الأحمر.
وعلى الرغم من استمرار هذه الأزمة، لم يقدّم مسؤولو النظام الإيراني حتى الآن حلًا فعالاً ومستدامًا للسيطرة على مصادر التلوّث وتقليل انبعاثاته، وما زالوا يكتفون بتعطيلات مؤقتة وإجراءات قصيرة الأمد.
صحيفة إيرانية: زيادة التلوث ليست بسبب نقص الميزانية الناتج عن تصنيع الصواريخ
ردّت صحيفة "فرهيختكان" الحكومية على تصريحات المستشار السابق لمنظمة حماية البيئة، إسماعيل كهرم، الذي قال عن أزمة تلوّث الهواء إنه "يمكن عبر أموال عشرة صواريخ جعل المازوت مطابِقًا للمعايير".
وكتبت "فرهيختكان" أنّ معظم المشكلات البيئية ناجمة عن "عيوب السيارات، والاستهلاك المفرط للوقود، وعدم تطبيق القوانين"، لا عن نقص الميزانية بسبب الصواريخ.
وأضافت الصحيفة، في إشارة إلى "حرب الـ 12 يومًا" مع إسرائيل: "الذين يتحدثون اليوم عن كلفة الصواريخ يبدو أنهم نسوا أنه لولا هذا الردع، لكانت كلفة الحرب أثقل بكثير من أي تلوّث هوائي".
وكان كهرم قد انتقد السياسات البيئية للنظام الإيراني، وقال إنّ الحكومة تستطيع، بدلاً من كلفة إنتاج جزء من صواريخها، أن تحلّ مشكلة جودة وقود المازوت في إيران.
السيارات المصدر الأكبر للتلوث
أشار رئيس لجنة البيئة في مجلس بلدية طهران، مهدي بيرهادي، يوم الأربعاء 3 ديسمبر، إلى المصادر المختلفة في تلوّث هواء العاصمة.
وبحسب آخر الإحصاءات المتاحة المتعلقة بحصص المصادر الملوّثة، فإنّ المصادر المتحرّكة، بما فيها السيارات، تنتج أكثر من 57 ألف طن من الملوّثات الغازية وتمثّل 82.7 في المائة من مجمل التلوّث، وهي العامل الأكبر في تلوّث هواء طهران.
كما أن الجسيمات العالقة الناتجة عن المصادر المتحرّكة، بنسبة 60.8 في المائة وبكمية 5328 طنًا، كان لها التأثير الأكبر في تلوّث الجسيمات في العاصمة، ما يشير، بحسب قول بيرهادي، إلى "ضرورة تحديث أسطول المركبات، وتحسين جودة الوقود، وتطوير النقل العام".
وبعد المصادر المتحرّكة، تأتي القطاعات المنزلية والتجارية والإدارية في المرتبة الثانية بـ 3251 طنًا من الملوّثات الغازية وبحصة 5.3 في المائة.
وتُعدّ محطّات توليد الطاقة التي تنتج 3853 طنًا من الملوّثات الغازية (5.7 في المائة)، والمصافي التي تنتج 1715 طنًا (2.9 في المائة)، من أهم المصادر الثابتة الملوِّثة في العاصمة.
وقال بيرهادي إنّ الصناعات، بحصة تقارب 1.3 في المائة، تسجّل أقل نسبة في إنتاج الملوّثات الغازية.
وتشير تقارير عديدة إلى أن جزءًا ملحوظًا من البنزين المنتج في البلاد مصدره مسارات بتروكيميائية، ويُصنّع باستخدام مركّبات كيميائية خارج دورة التكرير المعتادة.
وقد لجأ النظام الإيراني خلال السنوات الأخيرة، لتعويض نقص البنزين، إلى إضافة مركّبات عالية المحتوى الأروماتي وإلى مواد محظورة. وهي مركّبات يمكن أن ترفع تركيز البنزين والمواد المسرطنة الأخرى في هواء المدن إلى أضعاف الحدّ الآمن.