استقالة مساعد وزير الصحة لشؤون العلاج في إيران بعد الكشف عن فضيحة "رشوة"

قدّم مساعد وزير الصحة لشؤون العلاج في إيران، جليل حسيني، استقالته بعد انتشار رسالة تتهمه بتلقي "دفعات تحت الطاولة" (رشوة).

قدّم مساعد وزير الصحة لشؤون العلاج في إيران، جليل حسيني، استقالته بعد انتشار رسالة تتهمه بتلقي "دفعات تحت الطاولة" (رشوة).
وجاءت الاستقالة بعدما نشرت والدة أحد المرضى في مدينة بندرعباس، جنوب إيران، رسالة قالت فيها إن حسيني طلب منها خمس عملات ذهبية من نوع "بهار آزادي" مقابل إجراء عملية جراحية لابنها. وبحسب الأم، قال لها حسيني: "إذا لم يكن لديكِ الذهب، فعليكِ الانتظار ثلاث إلى أربع سنوات في مستشفى تجريش الحكومي للحصول على موعد لإجراء العملية".
وجليل حسيني هو جرّاح متخصص في جراحة الكلى وحاصل على زمالة في جراحة المسالك البولية، وأستاذ في جامعة العلوم الطبية بهشتي، وظلّ في منصبه، حتى يوم السبت 29 نوفمبر (تشرين الثاني).
وقالت الناشطة والمحللة الاجتماعية، آسيا أميني، في حديث مع "إيران إنترناشيونال"، إن استقالة حسيني بعد كشف قضية "الدفعات تحت الطاولة" تعكس "انهيارًا أخلاقيًا" تعتبره "أحد حصاد 47 عامًا من حكم النظام الإيراني".
وأضافت: "الاستقالة عند مواجهة الفساد الاقتصادي ليست من سلوك مسؤولي النظام الإيراني".
وأشارت إلى أن هذه الاستقالة ربما تكون نتيجة صراعات داخل السلطة، أو محاولة للتغطية على "ذلك المستند الصغير" الذي كشف الفساد.
وبعد استقالة حسيني، عيّن وزير الصحة، محمد رضا ظفر قندي، مستشاره ونئبه الأول، علي جعفريان، في منصب معاون الوزير الشؤون التعليمية. وكتب جعفريان على منصة "إكس" يوم الأحد: "سأواصل العمل في المجال التعليمي بوزارة الصحة حتى تعيين معاون جديد".
"الرشوة".. ظاهرة في النظام الصحي الإيراني
وتسببت الدفعات غير القانونية للأطباء، أو ما يُعرف محليًا بـ "الزيرميزي" (الدفع تحت الطاولة)، في إثارة الجدل مرارًا خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت واحدة من أبرز مشكلات قطاع الصحة.
وفي 5 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال أمير باشا طبائيان، معاون التعليم في نقابة الأطباء بطهران، إن المشاكل المالية في نظام الدفع هي السبب الرئيس لهجرة الأطباء. وأضاف أن أقل من 5 في المائة من الأطباء يتلقون أموالًا تحت الطاولة، معتبرًا أن "الجدل حول الأطباء غالبًا ما يُثار عبر شائعات غير واقعية".
وفي 25 نوفمبر الماضي، دعا عضو اللجنة القضائية في البرلمان، محمد تقي نقدعلي، إلى التحقيق في ملف الدفعات السرية للأطباء وقال: "الوضع الحالي لهذه الظاهرة في قطاع الصحة والضمان الاجتماعي غير مقبول."
كما صرّحت سلام ستوده، عضوة لجنة الصحة في البرلمان، في 15 سبتمبر (أيلول) الماضي بأن ظاهرة "الزيرميزي" جعلت النظام الصحي "فاقدًا للمصداقية" وزادت من مخاطر تهديد حياة المرضى. وأوضحت أن سوء السياسات الحكومية تسبب في نقص الأطباء المتخصصين في المستشفيات، وهو أحد الأسباب الرئيسة لانتشار الظاهرة.
وكان الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، قد قال في مناظرة خاصة بالانتخابات الرئاسية، في 20 يونيو (حزيران) 2024، منتقدًا أوضاع القطاع الصحي: "عندما تكون تكلفة زيارة الطبيب دولارًا أو دولارين فقط، فلا يمكن لوم الأطباء على تقاضي دفعات تحت الطاولة".