وقال وظيفه، يوم الاثنين 1 ديسمبر (كانون الأول)، إن مثل هذا الخريف القليل الأمطار يُعد "نادر الحدوث" في السجلات الإحصائية، موضحًا أنه بعد مرور نحو 70 يومًا من الخريف، لم تهطل أي أمطار أو ثلوج في العديد من مناطق البلاد.
وأضاف وظيفه: "عملت قرابة ثلاثة عقود في الأرصاد الجوية، لم أرَ مثل هذا الوضع، والبيانات الإحصائية للخمسين عامًا الماضية تؤكد الأمر نفسه”.
وأكد هذا المسؤول في منظمة الأرصاد الجوية أن الجفاف غير المسبوق لا يقتصر على إيران وحدها، بل تواجه دول المنطقة أيضًا ظروفًا مماثلة.
وتُظهر بيانات منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية أن متوسط هطول الأمطار في البلاد منذ بداية الموسم حتى 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لم يتجاوز 3.9 ملم، وهو رقم يشير إلى انخفاض بنسبة 88.3 في المائة مقارنة بمتوسط السنوات الطويلة.
احتمال هطول أمطار الأسبوع المقبل وفي الشتاء
توقّع رئيس المركز الوطني للمناخ وإدارة الأزمات في منظمة الأرصاد الجوية، مستندًا إلى النماذج المتوفرة، هطول أمطار على إيران بدءًا من الأسبوع الجاري.
وأوضح وظيفه أن الهطولات، التي تبدأ من 1 ديسمبر في السواحل الشمالية ومناطق الشمال الغربي والغرب، ورغم أنها ليست شديدة، فإنها تُعدّ تغيرًا قياسًا بالوضع الحالي.
وأضاف أن موجة أخرى ستدخل البلاد منتصف الأسبوع المقبل، ومن المتوقع حتى نهاية ذلك الأسبوع هطولات مناسبة في الغرب والجنوب الغربي والمرتفعات الجنوبية لجبال البرز، بما في ذلك طهران، بحيث "تتغطى مرتفعات شمال طهران بالكامل بالثلوج”.
وأشار وظيفه إلى أن الهطولات الشتوية ستكون "ضمن المعدل الطبيعي"، مع احتمال هطولات "فوق المعدل" في الجنوب الغربي.
وبحسب التوقعات، سيكون الهطول في المرتفعات على شكل ثلوج، ويُنظر إلى هذا الوضع على أنه مناسب لتخزين المياه مستقبلاً.
وكان عدد من المسؤولين والخبراء قد حذّروا في وقت سابق من أن إيران تقف على أعتاب أحد أكثر أعوامها المائية خطورة.
ويقول الخبراء إن المشكلة الأساسية تكمن في سياسات النظام الإيراني، من بناء السدود المتسارع إلى الزراعة غير الفعّالة والإدارة المجزأة للموارد، وهو ما أوصل البلاد إلى حافة "الإفلاس المائي".
وذكرت وكالة "إيسنا" الإيرانية، يوم الاثنين 1 ديسمبر، استنادًا إلى أحدث البيانات، أن دخول المياه إلى خزانات السدود في البلاد تراجع بنسبة 38 في المائة مقارنة بالعام الماضي.
وكانت الوكالة ذاتها، قد أشارت، يوم السبت 29 نوفمبر الماضي، إلى أن إيران تعيش في واحدة من أكثر الفترات تعقيدًا في تاريخها في مجال المياه، وأن جفاف الأهوار، والانخفاض غير المسبوق في رطوبة الهواء، وتراجع الغطاء السحابي، وتفاقم الهبوط الأرضي، ترسم جميعها صورة مقلقة لمستقبل مناخ البلاد.
ويشكّل حجم المياه المخزّنة حاليًا في سدود إيران ما نسبته 32 في المائة فقط من القدرة الإجمالية لها، فيما تقل نسبة امتلاء 16 سدًا في البلاد عن 10 في المائة.
وفي الأيام الأخيرة، ظهرت أبعاد جديدة لأزمة شحّ المياه في إيران، ما دقّ ناقوس خطر جدّي على الحياة اليومية للناس واستمرار نشاط العديد من الصناعات.