وتؤكد هذه المصادر أن بزشكيان كان قد طلب من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قبل زيارته لواشنطن، أن يتوسط بين طهران وواشنطن لتهيئة الظروف لاستئناف المحادثات بين البلدين.
كما أبلغت الولايات المتحدة، عبر رسالة سرية نُقلت من خلال السعودية إلى إيران، أنها لن تعود إلى طاولة المفاوضات، إلا إذا قبلت طهران بثلاثة مطالب سبق أن طُرحت خلال الجولة السابقة من المحادثات.
وكان المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد طالب إيران سابقًا بالتخلي الكامل عن برنامجها النووي، بما في ذلك التخصيب، وحلّ الميليشيات التابعة لها في المنطقة، والقبول بفرض قيود على برنامجها الصاروخي.
وبعد شهرين من المفاوضات ورفض طهران لهذه المطالب، وفي نهاية المهلة التي حدّدها ترامب، شنّت إسرائيل هجمات واسعة ضد منشآت عسكرية ونووية وشخصيات مرتبطة ببرامج طهران النووية والصاروخية.
وتقول مصادر "إيران إنترناشيونال" إنه بعد الطلب الأخير، الذي قدّمه بزشكيان لولي العهد السعودي للتوسط، أعادت الولايات المتحدة تذكير إيران، بأن الحوار ممكن فقط إذا قُبلت هذه الشروط المسبقة.
الخارجية الأميركية: لا نؤكد ولا ننفي
وفي المقابل، لم تقدّم وزارة الخارجية الأميركية ردًا واضحًا على سؤال مراسل "إيران إنترناشيونال" حول مدى صحة طلب طهران بدء جولة جديدة من المفاوضات عبر الوساطة السعودية، وامتنعت عن تأكيد أو نفي استلام مثل هذه الرسالة.
وجاء في الردّ المكتوب للوزارة: "إن إيران دأبت دائمًا على رفض المفاوضات".
وأشار البيان أيضًا إلى تصريحات ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول استعداده للتفاوض مع طهران، مؤكّدًا: "على الرغم من رفض إيران للحوار، فإن الولايات المتحدة لا تزال تترك الباب مفتوحًا أمام محادثات جدية ومباشرة معها".
وقبل ساعات من مغادرة بن سلمان إلى الولايات المتحدة، في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بوصول رسالة من بزشكيان إليه، دون الكشف عن تفاصيلها.
وبعد نحو أسبوعين على الزيارة، قال النائب السابق في البرلمان الإيراني، مصطفى كواكبيان، في تصريح لموقع "عصر إيران"، يوم الأحد 23 نوفمبر الجاري، إن بزشكيان، وبموافقة المرشد الإيراني، علي خامنئي، نقل عبر ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى ترامب رسالة مفادها أن طهران مستعدة لحوار "دون شروط".
ولكن خامنئي وصف، يوم الخميس 27 نوفمبر، الحديث عن إرسال رسائل إلى واشنطن، عبر دول المنطقة بأنه "محض أكاذيب"، مؤكّدًا أن إيران "قطعًا" لا تسعى للتعاون أو التواصل مع إدارة مثل الإدارة الأميركية.
كما كانت وكالة "رويترز" قد نقلت، في 20 نوفمبر الجاري، عن مصدرين مطّلعين، أن بزشكيان طلب، في رسالة إلى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إقناع ترامب، خلال زيارته للولايات المتحدة، بإحياء المفاوضات النووية.
ولا يزال غير واضح ما إذا كانت رسالة بزشكيان قد وصلت إلى بن سلمان دون علم خامنئي، أم أن طهران قررت إنكار إرسال الرسالة بعد تلقي ردّ واشنطن، الذي تضمّن إعادة التأكيد على الشروط السابقة لبدء التفاوض.