وشددت الإدارة على ضرورة أن تكون أجهزة الإغاثة والإنقاذ، وخاصة قطاعي الصحة والعلاج، مستعدة للتعامل مع الوضع.
وأرفقت الإدارة تحذيرها بتوصيات بـ "تجنب التنقل غير الضروري لجميع الفئات خلال ساعات ذروة تلوث الهواء، واستخدام الكمامات الصحية للتنقلات الضرورية في المناطق المزدحمة من المدينة".
واستمرارًا لأزمة تلوث الهواء المزمنة، وعجز الحكومة الإيرانية عن السيطرة على مصادر الانبعاثات، لا تزال جودة الهواء في بعض المدن الكبرى في إيران، بما في ذلك طهران وأصفهان ومشهد، في حالة "حمراء" و"غير صحية" لجميع المواطنين.
في الوقت نفسه، أعلنت منظمة الأرصاد الجوية أن التلوث سيستمر في المدن الصناعية حتى يوم الأحد 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
وذكرت شركة مراقبة جودة هواء طهران، صباح الجمعة 28 نوفمبر، أن متوسط جودة الهواء في العاصمة، بناءً على مؤشر الجسيمات الدقيقة (PM2.5)، بلغ 160 نقطة، وهو ما يندرج تحت فئة "غير صحي للجميع". كما بلغ متوسط جودة الهواء خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية 176 نقطة، ما يعكس استمرار التلوث بمستويات مرتفعة وثابتة طوال اليوم السابق.
ويُصنف مؤشر جودة الهواء إلى خمس فئات: من 0 إلى 50: هواء نقي، من 51 إلى 100: هواء صحي، ومن 101 إلى 150: غير صحي للفئات الحساسة، ومن 151 إلى 200: غير صحي للجميع، ومن 201 إلى 300: شديد التلوث، ومن 301 إلى 500: خطير.
وفي مقطع فيديو أرسله أحد المواطنين إلى "إيران إنترناشونال"، انتقد صاحبه الانقطاع المتكرر للكهرباء، وشكل من الوضع الحالي، مؤكدًا أن شدة التلوث بلغت حدًا "يخنق الصوت".
وفي يوم الخميس 27 نوفمبر، وبعد نحو أسبوع من تدهور جودة الهواء، قال محمد جعفر قائم بناه، المساعد التنفيذي للرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إن "لا يمكن مطالبة الناس بعدم مغادرة منازلهم"، مضيفًا: "هذا الوضع المخجل هو نتيجة فشل الحكومات الإيرانية لسنوات طويلة في توفير الحد الأدنى من الرفاه للمواطنين". وحذّر من أن التلوث المتزايد والذي وصفه بـ "قاتل الأرواح" يؤدي إلى خسائر بشرية.
وتُظهر الإحصاءات منذ بداية العام صورة مقلقة: لم تسجّل طهران في عام 2025 سوى ستة أيام من الهواء النقي، بينما كانت أكثر من نصف أيام العام "غير صحية للفئات الحساسة"، التي تشمل الأطفال وكبار السن ومرضى القلب والجهاز التنفسي والنساء الحوامل.
وبحسب شركة مراقبة جودة الهواء، فقد شهدت العاصمة منذ مطلع العام: 6 أيام من الهواء النقي، و123 يومًا من الهواء المقبول، و106 أيام غير صحية للفئات الحساسة، و12 يومًا غير صحية للجميع، ويومين شديدة التلوّث، ويومين في حالة "خطرة".
وتُظهر مراجعة التقارير الرسمية والبيانات المالية للجهات الحكومية إلى أن السياسات الخاطئة المستمرة للحكومة الإيرانية أدّت إلى حرمان المواطنين من هواء نظيف، ووصف البعض الوضع بـ "أوشفيتز إيران"، في إشارة إلى المعسكرات النازية التي كانت تستخدم غرف الغاز لقتل اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
الوضع "الأحمر" في مشهد وأصفهان
في مشهد، سجل مؤشر جودة الهواء اللحظي يوم الجمعة 28 نوفمبر، 153 نقطة، وهو في حالة "حمراء وغير صحية" لجميع الفئات. وخلال الأربع وعشرين ساعة السابقة، بلغ المؤشر 160 نقطة، ما يعكس استمرار التلوث المرتفع.
ولا يزال الهواء في مدينة أصفهان الكبرى، استنادًا إلى بيانات من 13 محطة مراقبة نشطة حتى الساعة العاشرة صباحًا ليوم الجمعة 28 نوفمبر، بمتوسط 152، وهو ما يُظهر حالة حمراء وغير صحية لعامة الناس.
كما تراوحت ألوان الطقس في 14 مدينة بمحافظة خوزستان، صباح الجمعة، بين الأرجواني والأحمر والبرتقالي.
وبحسب إعلان منظومة مراقبة جودة الهواء في البلاد، وصل مؤشر جودة الهواء في مدينة هويزة إلى 232، ما وضع المدينة في وضع "أرجواني"، أي "غير صحي للغاية".
وكان مؤشر تلوث الهواء في مدن أنديمشك وخرمشهر وشادكان وماهشهر وملاثاني في النطاق الأحمر وغير الصحي لجميع الفئات، وفي عبادان وأغاجاري وأهواز وبهبهان ودزفول وكارون وشوشتر ولالي كان في النطاق البرتقالي وغير الصحي للفئات الحساسة.
تحذيرات الأرصاد الجوية
أصدرت الأرصاد تحذيرًا من المستوى البرتقالي لتلوث الهواء في مدن طهران، كرج، أصفهان، أراك، مشهد، تبريز، وأورمية وأهواز.
وقالت خبيرة منظمة الأرصاد الجوية، كبرى رفيعي، إن مناطق السواحل على بحر قزوين وشمال خراسان ستشهد أمطارًا متفرقة، فيما ستبقى باقي مناطق البلاد مستقرة حتى الأحد 30 نوفمبر، ما سيؤدي إلى زيادة تركيز الملوثات وانخفاض جودة الهواء في المدن الصناعية.
في الأسابيع الأخيرة، ظل تلوث الهواء في العاصمة والمدن الأخرى في إيران ثابتًا في مستوى البرتقالي أو الأحمر.
ورغم استمرار الأزمة، لم تجد السلطات الإيرانية حتى الآن حلولًا فعّالة ومستدامة لتقليل تلوث هواء طهران وبقية المدن الكبرى، مكتفية بالإغلاقات المؤقتة وقرارات قصيرة المدى.