وأشار التقرير إلى مقتل هيثم علي طباطبائي، الرجل الثاني في حزب الله اللبناني ورئيس أركانه، موضحًا أن إيران تواجه اختبارًا استراتيجيًا أمام إسرائيل، وأنها- رغم الخسائر الكبيرة- مصممة على الحفاظ على محورها وإعادة بناء قدرات حزب الله وحلفائه في المنطقة.
وأضافت القناة أن طهران، إلى جانب تركيزها على نقل السلاح بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، خصصت جهدها أيضًا لإعادة بناء المنشآت، وتوسيع شبكة التجسس، والسعي لتنفيذ هجمات خارج البلاد.
وبحسب التقرير، فقد أُصيبت طهران بصدمة بعد مقتل هيثم طباطبائي، القائد المسؤول عن إدارة العلاقة بين حزب الله والنظام الإيراني، الذي يبدو الآن عازمًا على الحفاظ على نهجه الاستراتيجي في مواجهة إسرائيل عبر حزب الله وسائر الجماعات الموالية له.
ويُعد مقتل طباطبائي أول عملية اغتيال إسرائيلية تستهدف أحد القادة الكبار في حزب الله، منذ وقف إطلاق النار، ويمثل ضربة قاسية جديدة للتنظيم الذي يواجه ضغوطًا متزايدة لنزع سلاحه.
وأثار اغتياله ردود فعل غاضبة من مسؤولين إيرانيين؛ إذ دعا أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني، إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
وأشار تقرير "القناة 14" إلى أن إيران، كما في السابق، تواصل تسليح حزب الله وتفعيل أذرعها في سوريا والعراق والحفاظ على الردع في مواجهة إسرائيل، لكنها بعد سلسلة الهجمات الأخيرة تركز على أربعة محاور رئيسة: استكمال مخزونات الصواريخ لدى قواتها الوكيلة، وإعادة بناء المواقع النووية ومخازن الصواريخ المتضررة، وتعزيز شبكات التجسس داخل إسرائيل، والسعي لتنفيذ هجمات ضد إسرائيليين ويهود حول العالم.
وبحسب التقرير، فقد تسببت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران في أضرار كبيرة لمنشآت حيوية، وتعمل طهران الآن على استعادة قدراتها النووية والصاروخية بالكامل.
وبحسب القناة 14، فإن النظام الإيراني يسعى كذلك لتجنيد مزيد من الأفراد للتجسس من داخل إسرائيل، بهدف تحسين وضعه المعلوماتي والعملياتي.
إلى جانب ذلك، تخطط طهران- وفق التقرير- للرد بشكل غير مباشر على الهجمات الإسرائيلية عبر تنفيذ عمليات ضد إسرائيليين ويهود حول العالم. وقد أعلنت الأجهزة الأمنية في عدة دول حالة التأهب بعد تلقي معلومات عن محاولات إيرانية لاستهداف هؤلاء.
وفي الأيام الماضية، ذكرت صحيفة "جويش نيوز سينديكيت"، المعنية بأخبار اليهود وإسرائيل، أن أجهزة الاستخبارات الغربية رصدت زيادة كبيرة في دخول مواد ذات استخدام مزدوج إلى إيران، وهي مواد يمكن استخدامها في تصنيع الوقود الصلب للصواريخ الباليستية.
وأوضح تحقيق لشبكة "سي إن إن" الأميركية أن 10 إلى 12 شحنة غادرت موانئ الصين في الأشهر الأخيرة متجهة إلى بندر عباس، محمّلة بما يزيد عن ألفي طن من المواد اللازمة لإنتاج الوقود، في واحدة من أكبر عمليات النقل المسجلة في السنوات الأخيرة.
وفي الأسابيع الأخيرة، صدرت تقارير عن اعتقال أفراد بتهمة التجسس لصالح إيران، حيث أعلنت الشرطة وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) اعتقال ثلاثة مواطنين إسرائيليين، بينهم جندي نظامي وآخر في الاحتياط، قالوا إنهم نفذوا "مهام أمنية" لصالح إيران، خلال الأشهر الماضية، وكشفوا عن محاولة طهران التسلل إلى مواقع عسكرية حساسة، خاصة قاعدة حتسريم الجوية.