وقال رئيس منظمة الغابات في إيران، رضا أفلاطوني، يوم السبت 22 نوفمبر (تشرين الثاني) إن النتائج الأولية "تشير بقوة إلى سبب بشري". وأضاف لوسائل الإعلام الرسمية أن "الفرق المتخصصة موجودة في المنطقة، والأدلة تشير إلى عمل متعمّد أو إهمال".
وتابع: "نقوم أيضًا بفحص الروابط المحتملة بين الحريق وجهود تغيير تصنيف الأراضي الغابية والزراعية لصالح البناء الخاص".
كما قال محافظ مازندران، مهدي یونسي رستمي، إن التقييمات الأمنية تؤكد أن الحريق في منطقة "إليت" كان بسبب نشاط بشري.
ويأتي التحقيق وسط جدل متصاعد في محافظة مازندران، حيث يتهم خبراء البيئة بعض المسؤولين المحليين والمطورين بتحويل الأراضي الزراعية المحمية وحواف الغابات إلى قطع مخصصة لبناء الفيلات.
وامتد الحريق المتركز في منطقة إليت قرب مدينة "تشالوس" عبر تضاريس شديدة الانحدار وغابات كثيفة، وتغذّيه الرياح القوية والظروف الجافة.
وقال مسؤولو الإطفاء إن ثماني مروحيات تابعة لوزارة الدفاع والشرطة والهلال الأحمر تعمل في المنطقة، إضافة إلى طائرتي "إليوشن" تابعتين للحرس الثوري، تستطيع كل منهما حمل 40 ألف لتر من المياه في الرحلة الواحدة.
تركيا ترسل طائرات.. وإيران تدرس طلب مساعدة روسية
من المتوقع وصول طائرتي إطفاء تركيتين ومروحية وثمانية أفراد من الطواقم، يوم السبت 22 نوفمبر، لدعم الفرق المحلية، وقال مسؤولون إن إيران قد تطلب دعمًا إضافيًا من روسيا إذا استلزم الأمر.
وقالت رئيسة منظمة البيئة، شینا أنصاري: "إذا لزم الأمر، سنطلب من الحكومة الروسية التعاون للمساعدة في احتواء حرائق غابات إليت".
وقالت السلطات إن التضاريس الوعرة تبطّئ جهود إنشاء خطوط عازلة والوصول إلى النقاط المشتعلة المعزولة.
وحذرت أنصاري من أن "خطر توسع الحريق ما زال مرتفعًا"، مؤكدة أن الفرق تعمل على مدار الساعة لمنع وصول النيران إلى القرى القريبة.
وتُعدّ غابات "هيركاني"، المدرجة على قائمة التراث العالمي لـ "اليونسكو" والواقعة على ساحل إيران المطل على بحر قزوين، من أقدم الغابات المعتدلة في العالم، وتضم آلاف الأنواع النباتية والحيوانية، بما في ذلك الفهود الفارسية والدببة البنية المهددة بالانقراض.
ووصف مدير معهد جامعة الأمم المتحدة للمياه والبيئة والصحة، كاوه مدني، حريق إيليت بأنه "مفجع"، وقال إن الإيرانيين "يفقدون إرثًا طبيعيًا أقدم من الحضارة الفارسية".
وقالت السلطات إن حجم الأضرار والسبب النهائي للحريق سيُعلَن بعد انتهاء التحقيقات.