وأفادت الصحيفة الإيرانية، يوم الخميس 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، بأنه بين 23 سبتمبر (أيلول) الماضي وحتى السادس من الشهر الجاري، اختفت فتاتان تُدعيان مرضية البوغبیش وستاره حیدري "بفاصل زمني يقل عن شهر وبطريقة غامضة" بالقرب من متنزه شابور في حي أميري بمدينة عبادان.
وبحسب التقرير، ومع ازدياد الغموض في هذين الملفين، رجّح بعض الأهالي ووسائل الإعلام ومستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي احتمال أن تكون هذه الحوادث قد وقعت بشكل "متسلسل".
وأضافت "شرق" أنّه رغم مرور شهر على اختفاء مرضية وأسبوعين على اختفاء ستاره، لم تقدّم الشرطة ولا النيابة العامة أي تقرير جديد بشأن آخر مستجدات ملفيهما.
وجاء في التقرير: "عائلات هاتين الفتاتين تعيش كل لحظة على أمل وصول خبر جديد؛ ولا سيما أنه بعد قضية إلهه حسين نجاد في طهران، التي أُعلن أولًا عن اختفائها ثم بعد مدة نُشر خبر مقتلها، ازدادت مخاوف هذه العائلات".
وكانت جثة حسين نجاد، البالغة من العمر 24 عامًا، قد عُثر عليها بعد أسبوعين من اختفائها، يوم 5 يونيو (حزيران) الماضي، في صحراء محيطة بالعاصمة طهران. وكان آخر ظهور لها بالقرب من ساحة آزادي في طهران، وقد قُتلت بطعنات سكين.
وصدر حكم الإعدام بحق قاتل هذه الفتاة الشابة، وصادقت عليه المحكمة العليا في سبتمبر الماضي بعد انتهاء المراحل القضائية والنظر في طلب النقض.
النيابة العامة: لا يوجد في هذه المرحلة ما يمكن نشره إعلاميًا
وقال مدير العلاقات العامة في قيادة شرطة عبادان، أمير سام كمايي، في تصريح لصحيفة "شرق"، حول اختفاء الفتاتين، إن قضايا "الفقدان والعثور" ليست ضمن اختصاص قيادة الشرطة، وإن النيابة العامة هي الجهة الوحيدة المخولة بالإدلاء بتصريحات في هذا الشأن.
ومن جهته، قال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في جهاز القضاء بمحافظة خوزستان للصحيفة: "إن المعلومات المتاحة حاليًا هي نفسها التي نُشرت في بداية القضية"، و"لا يوجد في هذه المرحلة أي شيء قابل للنشر إعلاميًا".
وحذّرت "شرق" في تقريرها قائلة: "ليس واضحًا ما إذا كان لم يتم العثور على خيط جديد، أم أن حساسية القضية تمنع وصول الإعلام إلى المعلومات. ومن الواضح أنّ غياب الشفافية والمعلومات يخلق أرضية مناسبة للشائعات".
وأكدت الناشطة في مجال قضايا النساء بمحافظة خوزستان، بونه بيلرام، ضرورة الشفافية في نشر المعلومات، قائلة: "إنّ المواطنين في مثل هذه الظروف بحاجة إلى تلقي معلومات دقيقة وواضحة حتى يشعروا بالأمان".
وأضافت أنّ بعض التقارير تشير إلى أن نشر خبر اختفاء امرأتين قد زاد من أجواء القلق والخوف في "عبادان"، وأثّر بشكل خاص على شعور النساء بالأمن في المدينة.
كما أفادت "شرق" بأنّه إضافة إلى مرضية وستاره في عبادان، هناك أخبار غير مؤكدة عن اختفاء فتاة تُعرف بالأحرف الأولى "ف. ر" في مدينة المحمرة، جنوب غربي إيران.
اختفاء فتاة لا يعني بالضرورة وجود صديق
وانتقد شقيق مرضية، في مقابلة مع "شرق"، مستوى متابعة ملف شقيقته قائلاً: "لم يُعثر على أي أثر لمرضية. نحن لا نعرف أصلاً ما الذي حدث لها.. هل يُعقل ألا يعثر المسؤولون طوال هذه المدة على أي خيط؟".
وأضاف: "قالوا لنا ربما كانت أختكم مخطوبة، أو ربما هربت مع شاب. نحن نعرف مرضية جيدًا. لم يكن هناك خاطب مُلحّ، ولا كانت على علاقة مع شاب. لو كان هناك أمر مريب لكنا أبلغنا الشرطة فورًا، لكن بما أنّ شيئًا لم يكن موجودًا، لا يمكننا الادعاء بعكس ذلك. يبدو أنهم يظنون أنّ أي فتاة تختفي لا بد أنها كانت مع صديق".
وقال سعيد حیدري، والد ستاره، إن النيابة العامة وقوات الشرطة تمكنت من تتبع موقع هاتف ابنته حتى أطراف المدينة، لكن بعد ذلك لم يُعثر على أي إشارة.
وأضاف أن رجال الأمن راجعوا تسجيلات كاميرات المراقبة المحيطة بالمتنزه، لكن حتى الآن لم يُعثر فيها على أي دليل أو خيط.
وكان قد رجّح في مقابلة سابقة أن تكون ابنته قد تعرضت لهجوم من أحد الشبان في تلك المنطقة، وأُجبرت على الصعود إلى سيارة.