وفي أحد مقاطع الفيديو المنتشرة لهذا الاحتجاج الثنائي، الذي وقع يوم الأربعاء 12 نوفمبر (تشرين الثاني) في إحدى محطات مترو طهران، يُسمع أحد المحتجين يردّ بصوت عالٍ على أحد الركاب الذي يسأله بشكّ: "هل هذه حركة كاميرا خفية؟"، فيجيبه قائلًا: "لا يا سيدي، إنها مقاومة ضد نظام ولاية الفقيه المجرم".
وفي منتصف الفيديو، يحاول أحد المارة الذي يبدو بملابس تشبه لباس عناصر الأمن بزي مدني، انتزاع العلم من أيدي المحتجين، لكنه لا ينجح في ذلك.
وبحسب المقاطع المصورة، تصل في النهاية قوات الأمن إلى الموقع، وتقوم باعتقال الشخصين رغم اعتراض عدد من المارة.
ويُظهر جزء من الفيديو شرطية تفصل بين مشهد الاعتقال والنساء اللواتي حاولن منع القبض على هذين الشخصين.
وقد انتشر هذا التحرك الاحتجاجي بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد وقت قصير من نشر الفيديو، وحظي بتفاعل واسع.
وكالة أنباء جماران أعلنت اعتقال هذين الشخصين على يد "شرطة المترو"، وادعت أن الزي العسكري الذي كانا يرتديانه يعود إلى قوات الدفاع الجوي للجيش، وأنه "زيّ مقلّد".
الدعوة إلى مسيرة احتجاجية
في الوقت نفسه، انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لشخص آخر يرتدي الزي العسكري، يدعو فيه الناس إلى المشاركة في مسيرة احتجاجية يوم الأحد 15 نوفمبر.
وقد عرّف هذا الشخص نفسه باسم إبراهيم آقائي، عقيد في الجيش، وكان قد نشر في السابق عدة مقاطع فيديو يظهر فيها حاملًا علم "الأسد والشمس"، موجّهًا انتقادات حادة للنظام ومدافعًا عن النظام الملكي.
وفي أحدث مقاطعه قال: "أدعو جميع أبناء الأمة الإيرانية العظيمة، في الداخل والخارج، إلى الخروج يوم الأحد القادم، حاملين علم "الأسد والشمس"، لبدء مسيرة مليونية من أجل تجاوز اسم مجرم وغير مقدس يُدعى ولاية الفقيه".
وقد ربط بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بين احتجاج الشخصين في مترو طهران وهذه الدعوة إلى المسيرة.
ويُقال إن العقيد إبراهيم آقائي كمازاني كان قد واجه خلال خدمته في الجيش تهديدًا بالفصل بسبب انتقاداته للوضع السياسي في البلاد، وتم في النهاية نقله إلى قسم الأمراض العصبية والنفسية في مستشفى الجيش، ثم أُحيل إلى التقاعد تحت عنوان "تقاعد طبي" عام 2018.
وتُعدّ إحدى الطرق المعروفة في الأنظمة السلطوية لتشويه سمعة المعارضين ونزع الشرعية عن احتجاجاتهم هي وصمهم باضطرابات نفسية، مما يسمح لتلك الأنظمة بإسكات أصوات معارضيها وإقصائهم من المجال العام.