وقالت محافظة خوزستان، يوم الأربعاء 12 نوفمبر (تشرين الثاني)، في بيان، إنّ رضا أميني، رئيس بلدية الأهواز، قدّم استقالته من منصبه، وأُقيل كلٌّ من نائب رئيس البلدية لشؤون الخدمات، ورئيس بلدية المنطقة الثالثة، ونائبه، ومسؤول التنفيذ في البلدية.
وأكدت وكالة الأنباء الرسمية "إيرنا" الخبر، مشيرة إلى أنّ وزير الداخلية، إسکندر مؤمني، وافق على الاستقالة، موضحة أن القرار جاء بناءً على توجيهات مباشرة من الرئيس الإيراني، مسعود پزشكيان، بعد تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الحادث، وأن تغييرات واسعة في إدارة البلدية قد أُقرت لاحقًا.
وكان مجاهد بالدي، والد أحمد، قد طالب في مراسم تشييع نجله، مساء الثلاثاء 11 نوفمبر، بإقالة المسؤولين المعنيين، مهددًا بأنّ أفراد عائلته سيحرقون أنفسهم واحدًا تلو الآخر، إذا لم تتم إقالتهم. وقال في مقطع فيديو انتشر عبر وسائل الإعلام المحلية: "لن نستلم الجثمان، ولن نقرأ الفاتحة ما دام أميني (رئيس البلدية) وشمس (أحد مديري البلدية) لم يغادرا منصبيهما".
تفاصيل الحادث
أقدم الشاب الإيراني، أحمد بالدي، على إحراق نفسه، في 2 نوفمبرالجاري، أمام أعين موظفي بلدية المنطقة الثالثة في الأهواز بعد أن قاموا بهدم كشك عائلته. ونُقل إلى مستشفى طالقاني، وهو يعاني حروقًا بنسبة 70 في المائة، لكنه فارق الحياة صباح الثلاثاء 11 نوفمبر.
وأثارت الحادثة موجة واسعة من الغضب في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي أوساط الناشطين المدنيين وسكان الأهواز، حيث نظّم عدد من الأهالي وأقارب الضحية وقفة احتجاجية أمام مستشفى طالقاني في المدينة.
وعقب ذلك، اعتقلت الأجهزة الأمنية ثلاثة ناشطين إعلاميين ومدنيين من عرب الأهواز، وهم: حسن سلامات، وجواد ساعدي، وصادق آلبوشوكة، بعد تغطيتهم خبر الحادث.
وكان المدّعي العام في الأهواز، أمير خلفيان، قد أعلن في وقت سابق توقيف رئيس بلدية المنطقة الثالثة ومسؤول التنفيذ بشكل مؤقت، وإصدار أوامر اعتقال بحق ثلاثة أشخاص آخرين على صلة بالقضية.
وقال محامي عائلة بالدي لصحيفة "اعتماد" إنّ موظفي بلدية المنطقة الثالثة تصرفوا "بشكل غير قانوني ودون أمر قضائي"، إذ نفّذوا عملية الهدم "منفردين ومن دون وجود الشرطة"، ما أدى إلى إقدام أحمد على إحراق نفسه وإصابة والدته بجروح.
ومن جهته، أوضح والد الضحية لصحيفة "هم میهن" الإيرانية أنه ذهب صباح يوم الحادث إلى دائرة الخدمات البلدية لطلب تمديد مهلة إخلاء الكشك إلى ما بعد ذكرى وفاة زوجته، لكن رئيس بلدية المنطقة الثالثة رفض قائلًا: "يجب هدم الكشك اليوم". وأضاف أنّ بعض الموظفين استفزوا ابنه قائلين: "أنعطيك قداحة؟ أو عود ثقاب؟".
أول رد رسمي على الغضب الشعبي
تُعد استقالة رئيس بلدية الأهواز وإقالة عدد من مسؤوليها أول استجابة رسمية لموجة الغضب الشعبي والضغط الواسع الذي أثاره حادث انتحار الشاب الإيراني، أحمد بالدي في الأهواز.