وذكر حساب السجين السياسي المعتقل في "إيفين" أيضًا، مهدي محموديان، على منصة "إكس"، يوم الاثنين 10 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن هذا التحرك الاحتجاجي يأتي ضمن حملة "كل ثلاثاء لا للإعدام"، التي ستستمر يوم الثلاثاء 11 نوفمبر بشكل أوسع.
وأوضح محموديان أن العناصر الأمنية الكلفة بحراسة السجن اقتحمت الجناح، الذي يُحتجز فيه أفرشته، واعتدت عليه بالضرب المبرح، ثم نقلته وهو ينزف من رأسه ووجهه إلى جهة مجهولة، رغم استغاثته ببقية السجناء. وأضاف أن السجناء الآخرين احتجّوا من خلف القضبان مرددين شعارات ضد خامنئي ومسؤولي القضاء والسجن.
وأضاف محموديان أن عددًا من السجناء الآخرين، منهم مهدي فريد وبهزاد بناهي (المحكوم أيضًا بالإعدام)، نُقلوا فجأة من قاعة الزيارة إلى مكان مجهول. وردًا على ذلك، بدأ السجناء إضرابًا عن الطعام وامتنعوا عن تسلّم وجباتهم كخطوة احتجاجية.
وأشار محموديان إلى أن السلطات عادةً ما تنقل المحكومين بالإعدام إلى سجن "قزلحصار" في كرج تمهيدًا لتنفيذ الأحكام، وهو أحد أكثر السجون رعبًا في إيران، حيث تُنفّذ فيه معظم الإعدامات.
ومن جهتها، ذكرت منظمة "هرانا" الحقوقية أن أحد السجناء أصيب بنوبة تشنج خلال عملية النقل، وتم التعامل معه بعنف قبل نقله إلى العيادة، مشيرة إلى أن عناصر أمنية اقتحمت جناح السجناء، صباح يوم الاثنين، بهدف نقل أفرشته، ما أثار احتجاجًا جماعيًا وشعارات غاضبة من النزلاء.
وكان السجناء السياسيون قد نجحوا في الأسابيع الماضية في منع تنفيذ حكم الإعدام بحق أفرشته من خلال مقاومة جماعية داخل السجن.
ويُذكر أن أفرشته اعتُقل بعد عودته من تركيا مطلع عام 2024، وحكم عليه القاضي أبو القاسم صلواتي بالإعدام بتهمة "التجسس لإسرائيل"، وهو الحكم الذي تم تأييده في محكمة النقض، قبل أن يُحال مؤخرًا إلى مرحلة إعادة نظر ثانية في الفرع 29 من المحكمة العليا.
ووفق تقرير "هرانا"، فقد نُفّذ في إيران، خلال العام الماضي، ما لا يقل عن 1537 عملية إعدام، بينها 183 في سجن قزلحصار وحده. كما أكدت المنظمة أن نحو 70 سجينًا سياسيًا حاليًا مهددون بتنفيذ أحكام الإعدام، وأكثر من 100 آخرين يواجهون خطر صدور هذه الأحكام بحقهم.