النفط العائم... الوجه الخفي للعقوبات على روسيا وإيران

قالت وكالة "رويترز" إن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا وإيران أدت إلى تراكم غير مسبوق من النفط المخزن في ناقلات بالبحر، ما امتصّ فائض الإمدادات ومنع حدوث تخمة عالمية في الأسواق.

قالت وكالة "رويترز" إن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا وإيران أدت إلى تراكم غير مسبوق من النفط المخزن في ناقلات بالبحر، ما امتصّ فائض الإمدادات ومنع حدوث تخمة عالمية في الأسواق.
جاء ذلك في تصريح للرئيس التنفيذي لشركة "Gunvor Group" السويسرية لتجارة السلع، توربيورن تورنكفيست، اليوم الأربعاء.
وقال تورنكفيست خلال مؤتمر الطاقة "أديبك" في أبوظبي: "بسبب العقوبات المفروضة حول العالم، هناك كميات هائلة من النفط عالقة ومتحركة بشكل غير منتظم. هذا أمر غير مسبوق من حيث الحجم. وبالتالي، من الواضح أنه لو اختفت كل العقوبات، فسيصبح السوق في حالة فائض واضح في الإمدادات".
وفرض الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة عقوبات شاملة على موسكو منذ غزوها لأوكرانيا، بما في ذلك إجراءات أميركية جديدة الشهر الماضي استهدفت شركتي "روسنفت" و"لوك أويل"، أكبر منتجين للنفط في روسيا.
كما أبقت واشنطن وحلفاؤها على القيود المفروضة على صادرات النفط الإيرانية بسبب برنامج إيران النووي وأنشطتها الإقليمية.
ويقول التجار والمحللون إن هذه القيود أعادت رسم خريطة تدفقات الطاقة العالمية، إذ دفعت النفط الخاضع للعقوبات إلى ناقلات "الأسطول المظلم" ومسارات أطول وأقل شفافية، ما يبقي كميات كبيرة من الخام في حالة نقل أو تخزين مستمر.
وأوضح تورنكفيست أن السوق يبدو ضيقًا على الورق، لكن المخزونات "الخفية" العائمة في البحر تمثل "احتياطيًا" يمكن أن يضغط على الأسعار بسرعة إذا ما تم تخفيف القيود.
وأضاف: "لدينا فعليًا سوق ظلت تعمل إلى جانب السوق الرسمية"، مشيرًا إلى أن هيكل تجارة النفط العالمية أصبح أكثر تجزؤًا وأقل كفاءة نتيجة العقوبات.
وتتحرك أسعار النفط في نطاق ضيق خلال الأسابيع الأخيرة، حيث استقر خام برنت قرب 84 دولارًا للبرميل، بينما يوازن المستثمرون بين مخاطر الإمدادات من الشرق الأوسط وتأثير العقوبات الغربية المستمرة على المنتجين الخاضعين للعقوبات.
وفي المؤتمر نفسه، قال ماركو دونان، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة "Mercuria Energy Group"، إحدى أكبر شركات تجارة الطاقة المستقلة في العالم، إن المخزونات العالمية لا تزال منخفضة، إلا أن حجم النفط المخزَّن في البحر في تزايد، ما يشير إلى تراكم تدريجي في فائض الإمدادات.
وأضاف أن العقوبات الغربية لا تزال تمثل "عاملًا غامضًا" في تحديد حجم النفط الذي يصل إلى السوق، مقدّرًا أن الفائض المحتمل البالغ نحو مليوني برميل يوميًا قد يتقلص إلى حوالي مليون برميل يوميًا.
وقال دونان: "إن التخمة تتكوَّن ببطء، وربما تبدأ في التأثير على السوق خلال الأشهر القليلة المقبلة".