ووفقًا لما نقلته وكالة "إيلنا" وعدد من النقابات العمالية، فقد تم الإبلاغ عند الساعة السابعة تقريبًا من صباح الثلاثاء 4 نوفمبر عن تسرب محدود لغاز الكلور في أحد خطوط العمليات بشركة بتروكيماويات أروند.
وفي هذا السياق، ذكر مجمّع "أروند" في بيان نُشر على موقع الشركة أنه حدث "تسرب جزئي" للغاز، وبسبب اتجاه الرياح انتقل غاز الكلور إلى الشركة المجاورة.
وفي الوقت نفسه، نقلت "إيلنا" عن محسن أديبي، المتحدث باسم إدارة الطوارئ في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالبتروكيماويات، قوله إن عددًا من الموظفين أصيبوا بـ"جروح طفيفة"، وتم نقلهم فورًا إلى المركز الطبي في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالبتروكيماويات لإجراء الفحوص والعلاج، كما نُقل ثلاثة عمال إلى مستشفى النفط.
وأضاف أديبي، رغم تأكيده أن "الوضع تحت السيطرة"، أن تسرب غاز الكلور، بسبب مجاورة شركة بتروكيماويات "رجال"، قد امتد إلى جزء من ذلك المجمّع أيضًا.
ورغم أنه لم يقدّم تفاصيل عن آثار الحادث في هذا المجمّع، فقد قال إن "الوضع في بتروكيماويات (رجال) أيضًا تحت السيطرة ولم يتأثر الإنتاج".
غير أن هذه التصريحات جاءت في وقتٍ أشار فيه البيان الرسمي لشركة بتروكيماويات "رجال" إلى أن حادثة التسرب وقعت قرابة الساعة السادسة صباحًا، وأدت إلى "ظهور أعراض تنفسية واسعة بين العاملين"، ما أسفر عن إصابة 54 شخصًا بالتسمم والجروح، نُقل بعضهم إلى مستشفى النفط.
وكتبَت قناة "بجواك كار إيران" على "تلغرام" أن سلطات المنطقة الخاصة ومديري الشركتين شددوا جميعًا على "استقرار الوضع الأمني" و"استمرار الإنتاج"، وهو ما يُظهر بوضوح أن "اهتمام المديرين ليس بصحة العمال، بل بضمان استمرار دورة الأرباح، وأن حياة البشر تُعدّ أقل قيمة من توقف خط إنتاج صناعي واحد".
من جهته، تساءل "الاتحاد الحر لعمال إيران"، مشيراً إلى أن المصادر الرسمية أعلنت أن تسرب غاز الكلور كان "محدودًا" وتمت السيطرة عليه بسرعة، قائلاً: "إذا كان التسرب فعلًا محدودًا، فكيف تمكن من الانتقال إلى المجمّع المجاور أيضًا؟".
وفي خبر آخر، أعلن المدير العام لإدارة الأزمات في محافظة سمنان عن استمرار عمليات إطفاء الحريق في شركة تكرير النفط "بارسيان" في المدينة الصناعية جنت آباد بإيوانكي، مشيرًا إلى إصابة ثلاثة أشخاص واختفاء شخص واحد.
وبحسب ما نقلته "إيلنا"، قال كمال طاهريان إن ثلاثة عمال أُصيبوا في هذا الحريق، نُقل أحدهم إلى المستشفى فيما تلقى الآخران العلاج في موقع الحادث. وأضاف أن عمليات البحث عن العامل المفقود ما تزال جارية.
وأوضح طاهريان أن فرق دعم من محافظة طهران، خصوصًا من قاعدة "ثامن" في باكدشت، تم إرسالها إلى المنطقة لمواصلة عمليات السيطرة على الحريق بالتعاون مع فرق الإطفاء في سمنان.
وأشار إلى أن فرق الإطفاء والهلال الأحمر والإسعاف والشرطة موجودة في الموقع، وتعمل على منع امتداد النيران إلى الوحدات الأخرى.
وأضاف المدير العام لإدارة الأزمات في سمنان أن سبب الحادث لا يزال غير معروف، وأن التحقيق الفني سيجري بعد إخماد الحريق بالكامل. ووفقًا للتقارير، وقع الحريق في خزان القار بالمصفاة، وبعد السيطرة الأولية عليه، اشتعلت النيران مجددًا.
ويتسبب العدد الكبير من الحوادث أثناء العمل في إيران سنويًا بسقوط قتلى ومصابين كُثر. فقد ذكرت وكالة "إيسنا" في تقرير بتاريخ 21 سبتمبر (أيلول) من هذا العام أن 1400 شخص يفقدون حياتهم سنويًا نتيجة الحوادث المهنية، مضيفة أن حوادث العمل تأتي في المرتبة الثانية بعد حوادث المرور من حيث عدد الحوادث القاتلة.
وتشير التقارير إلى أن أغلب هذه الحوادث تقع في قطاع البناء أكثر من غيره من القطاعات.
وتأتي هذه الإحصاءات في وقتٍ أعلن فيه عليرضا رئيسي، نائب وزير الصحة، في مايو (أيار) من هذا العام أن 10 آلاف عامل يُقتلون سنويًا بسبب الحوادث المهنية.
ويؤكد النشطاء والنقابات العمالية المستقلة في إيران مرارًا أن الإحصاءات الرسمية لا تشمل العمال غير المشمولين بقانون العمل الذين يُصابون أو يُقتلون في هذه الحوادث.
كما يشير هؤلاء النشطاء والنقابات إلى أن الحوادث المهنية تحدث بسبب غياب معايير السلامة، خصوصًا من جانب أصحاب العمل، وإهمال الأجهزة الحكومية، بما فيها وزارة التعاون والعمل والرفاه الاجتماعي، في فرض قواعد السلامة، إضافة إلى غياب تدريب العمال على إجراءات الأمان.