وقالت المجلة إن وزارة الاتصالات العراقية منحت عقودًا بدون مناقصة للشركة العامة "المهندس"، وهي تكتل مملوك للدولة، وللهيئة الجامعة لميليشيات مدعومة من إيران تُعرف بـ"هيئة الحشد الشعبي"، من أجل صيانة شبكة الألياف الضوئية الوطنية.
وأشارت المجلة إلى أن هذه الصفقات تمنح هذه المجموعات فرصة لتحقيق أرباح غير قانونية، وفقًا لما ذكره مسؤولون عراقيون ومسؤولون في قطاع الاتصالات، مضيفة أن ذلك قد يتيح لطهران أو حلفائها إمكانية مراقبة الاتصالات العراقية.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت عقوبات هذا الشهر على شركة "المهندس"، متهمة إياها بأنها تتبع ميليشيا كتائب حزب الله المدعومة من الحرس الثوري الإيراني وتحوّل عائدات العقود الحكومية لصالح طهران.
ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر المقبل، دعمَت الحكومة العراقية مشاريع ضخمة للبناء والتنمية بعد عقود من العنف أعقب الغزو الأميركي عام 2003.
ورغم ذلك، عزّز رئيس الوزراء محمد شياع السوداني موقفه السياسي من خلال دمج فصائل مرتبطة بإيران، بما في ذلك قادة ميليشيات ساهموا في معركة وطنية ضد المتشددين الإسلاميين، في منظومة اقتصادية وسياسية موحدة.
وحث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بغداد الأسبوع الماضي على نزع سلاح الميليشيات المدعومة من إيران سريعًا خلال مكالمة هاتفية مع السوداني، متهمًا هذه الجماعات الشيعية بتحويل موارد الدولة العربية لصالح طهران.
ووفقًا للمجلة، فإن امتلاك هذه الميليشيات أو حلفائها الإيرانيين للخبرة التقنية في قطاع الاتصالات يمكن أن يمنحهم القدرة على مراقبة الاتصالات الحكومية والمدنية.
وفي تطور ذي صلة، حاول رئيس الوزراء السوداني منح عقد شبكة الجيل الخامس لشركة أخرى مرتبطة بالهيئة الجامعة لميليشيات الحشد الشعبي. إلا أن قاضيا كبيرًا علق مؤقتًا الصفقة، مشيرًا إلى مخاطر تتعلق بالأمن القومي، رغم أن الخبراء القانونيين يقولون إن التعليق قد لا يستمر.
وقال السفير الإيراني السابق في العراق، حسين كاظمي قمي، يوم الثلاثاء، إن طهران تهدف إلى تعزيز "المقاومة" على نطاق واسع.
وأضاف: "المقاومة ليست قوة وكيلة، بل تتجاوز الزمان والمكان، بمعنى أن مقاومة اليوم ليست محصورة بالجغرافيا أو العقيدة الإسلامية".
وتابع: "الغربيون يدعون أن المقاومة شبكة وكيلة تدعمها إيران، بينما هذا الادعاء لا أساس له، فالمقاومة تشكّلت وفق الهوية الدينية والأيديولوجية مع التهديدات المشتركة".
وقد تعرضت الفصائل المسلحة الإيرانية في غزة وسوريا ولبنان لضربات من إسرائيل، فيما تبرز حركة الحوثيين في اليمن والميليشيات العراقية كحلفاء طهران الأكثر صمودًا.