في الخميس 18 سبتمبر (أيلول)، سألت "إيران إنترناشيونال" مواطنين: إذا كان بإمكانكم القيام بعمل واحد فقط لمواصلة مسار حركة مهسا، فما الذي ستفعلونه؟
عدد من المشاركين أكدوا أن دماء مهسا والضحايا الآخرين في حركة "المرأة، الحياة، الحرية" لن تُهدر، وأنهم سيواصلون طريقهم حتى النهاية.
آخرون، في إشارة إلى الشعار "لن نغفر ولن ننسى"، وصفوا "فجر النصر" بأنه قريب، وتعهدوا بمحاسبة من أمروا ونفذوا قتل مهسا وأمثالها.
بعض الرسائل ركز على الرمزية التي باتت تمثلها مهسا، فوُصفت بأنها "نور لا ينطفئ" و"قلب الحركة". وأكد أصحابها أن أفعالًا رمزية ويومية مثل "ترك الشعر للريح" و"رفع صوت الحرية" هي أشكال لمواصلة النضال.
مهسا أميني، شابة في الـ22 من مدينة سقز، توفيت في 16 سبتمبر (أيلول) 2022 بعد اعتقالها من قبل دورية "شرطة الأخلاق" في طهران، وهو الحدث الذي أشعل احتجاجات واسعة في البلاد تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية".
أحد المواطنين كتب في رسالة بمناسبة الذكرى الثالثة لمقتلها: "اسم مهسا تحول إلى رمز خالد للمقاومة والحرية؛ صوت انطلق من شوارع إيران وأصبح اليوم مصدر إلهام لحركة عالمية".
رسائل إلى خامنئي ونقد الحجاب الإجباري
بعض المشاركين خاطبوا المرشد علي خامنئي مباشرة، مؤكدين أن البنية الأيديولوجية لحكمه قد ضعفت، وأن سياسة "الحجاب الإجباري" قد تراجعت عمليًا.
آخرون رووا مشاركتهم في الاحتجاجات، ومنهم مواطن ذكر أن أبناءه أصيبوا بالرصاص خلال "انتفاضة مهسا"، بينما مواطن آخر أشار إلى إصابته بعيار ناري في ساقه عام 2022، وقال مخاطبًا مهسا: "أختي الصغيرة العزيزة، سامحيني لأنني لم أعتنِ بنفسي بما يكفي كي أستطيع أن أواصل النضال مع شباب بلدي من أجل الحرية".
وأكد أنه سيواصل النضال "حتى آخر قطرة دم" رغم إصابته.
الكثير من الرسائل تكررت فيها صورة "سيل الشعب" الذي سيجرف النظام الفاسد، ووعود بإقامة "احتفال كبير في كل أنحاء البلاد" يوم سقوط النظام.
بعض المواطنين شددوا على ضرورة البدء بالعمل من الذات والمحيط القريب: "يجب أن نبدأ من أنفسنا ومن مدينتنا".
إحدى المشاركات استحضرت كلمات نرجس محمدي التي قالت: "من خاوران إلى مهسا، عائلات الضحايا هم أعمدة حركة المطالبة بالعدالة".
مواطن آخر كتب: "كل فعل يقوم به هذا النظام ضد الشعب، هو بمثابة فأس يضرب في جذوره المتعفنة، وما يُسمع من أصوات الآن ليست سوى آخر ضربات الفؤوس".
غالبية الرسائل تمحورت حول:
•الحفاظ على ذكرى الضحايا.
•المطالبة بالعدالة والمحاسبة.
•الاستمرار في الشارع والنضال اليومي الرمزي.
•الإصرار على الوصول إلى الحرية.
وعلى الرغم من اختلاف الأساليب بين لغة الأمل، أو رواية المعاناة الشخصية، أو النقد الحاد، فقد اتفقت جميعها على أن طريق الحرية مستمر، وأن النصر على النظام الإيراني بات قريبًا.