وجاء في الرسالة، التي نُشرت الثلاثاء 16 سبتمبر (أيلول)، أنّ السلطات الإيرانية تمتنع عن تقديم العلاج اللازم لها رغم ظهور أعراض خطيرة تُهدّد حياتها، بل وشرطت حصولها على العلاج بتوقیع "إقرار بالتوبة".
واعتبر الموقعون على الرسالة هذا النهج جزءًا من "نمط واسع" قائم على ربط العلاج بالصمت أو إعلان الندم السياسي، مؤكدين أنّ جلالیان قاومت هذه الضغوط.
جلالیان، التي تقضي عقوبتها في سجن "یزد" دون مراعاة مبدأ فصل السجناء بحسب نوع الجریمة، قالت في تسجیل صوتي بتاريخ 13 سبتمبر (أيلول) إنّها على وشك إنهاء عامها الثامن عشر في السجن، لكنها لم ولن تندم على مسیرتها. وأكدت: "لا یهم أین یكون المناضل، المهم أن یظل ثابتًا في الطریق الذي اختاره".
وأشار الموقعون إلى أنّ جلالیان تعاني من أمراض بالكلى والجهاز الهضمي، ومشكلات بصرية، وآلام في الأطراف، والتهابات أسنان. كما أنّها منذ یونیو (حزيران) 2024 تعاني من آلام شدیدة في البطن، ومن عشرة أورام لیفیة رحمیة (میوم) تسببت لها في نزيف دموي حاد.
وأكد أحد الأطباء الذین فحصوها ضرورة إجراء جراحة عاجلة لاحتمال إصابتها بسرطان الرحم، غير أنّ السلطات لم توفر لها إمكانية الفحوصات التشخیصیة اللازمة.
ومن أبرز الجهات الموقعة على الرسالة: مؤسسة عبد الرحمن برومند، ومنظمة حقوق الإنسان الأهواز، وحملة النشطاء البلوش، ومنظمة حقوق الإنسان في إيران، ومركز توثیق حقوق الإنسان في إيران، والمنظمة العالمیة لمناهضة التعذیب، إضافة إلى شخصیات بارزة مثل محمود أميري مقدم، ونازنین بنیادی، ولادن برومند، ورؤیا برومند، وشیرین عبادي، وكارین كارلكر، وریتشارد راتكلیف ونازنین زاغري- راتكلیف.
وكانت جلالیان قد اعتُقلت في 26 فبرایر (شباط) 2008، وحُكم علیها بالإعدام عام 2009 بتهمة "الحرابة من خلال عضویة في حزب حیات كردستان (بیجاك)"، قبل أن یُخفَّض الحكم إلى السجن المؤبد عام 2011.
وخلال سنوات اعتقالها، أنكرت جلالیان مرارًا هذه التهم، وأكدت أنّها تعرضت للتعذیب بوسائل عدیدة، من بينها الضرب على باطن القدم، اللكم في البطن، ضرب الرأس بالحائط، والتهدید بالاغتصاب.
كما جرى نقلها بین عدة سجون، منها خوی، وقرتشك ورامین، وإیفین، وكرمان، ودیزل آباد بكرمانشاه، وأخیراً یزد، من دون منحها أي إجازة مؤقتة طوال فترة حبسها.
وكانت منظمات حقوقیة دولیة قد وثقت سابقًا أسالیب التعذیب التي تعرضت لها جلالیان لانتزاع اعترافات قسریة.