وأفاد موقع "حال ووش" الذي يغطي أخبار إقليم بلوشستان، يوم الاثنين 8 سبتمبر (أيلول)، أن رضا قلندري، المزارع البلوشي من قرية لَنك آباد كهَنوج بمحافظة كرمان، انتحر وتوفي احتجاجًا على الضغوط المعيشية والمشكلات الناجمة عن الغرامات والحرمان من الحصول على الوقود.
ونشر "حال ووش" صورة وفيديو من اللحظات الأولى لانتحار المزارع، وأوضح أن قلندري كان يرزح تحت ضغوط مالية ومعيشية خانقة نتيجة عجزه عن تسديد غرامة تجديد رخصة مضخته الزراعية وحرمانه من الحصول على حصته من الوقود من قبل إدارة الجهاد الزراعي، ما دفعه إلى الإقدام على الانتحار داخل ساحة الإدارة بمدينة كهَنوج.
ووفقًا لما كتبه هذا الموقع، فقد أثار انتحار قلندري صدمة وحزنًا عميقًا بين المزارعين وأهالي المنطقة، ورأى كثير من السكان أن خطوته تجسّد تجاهل المؤسسات المسؤولة لوضع المزارعين البلوش، وطالبوا بمعالجة مشكلاتهم المعيشية.
وبحسب ما يقوله ناشطون عماليون، فإن انعدام الأمن الوظيفي، وصعوبة العمل، وطول فترات تأخير دفع الأجور، وتفاقم المشكلات المعيشية، من أبرز العوامل التي دفعت بعض العمال إلى الانتحار، ما زاد المخاوف بشأن استمرار هذه الحالات وتكرارها.
انتحار طبيب
وأفاد موقع "حال ووش" أن أكرم شيري، الطبيب المتخصص في الأمراض الباطنية في مستشفى إيرانمهر سراوان بمحافظة بلوشستان وخريج جامعة أهواز للعلوم الطبية، أنهى حياته في سكن الاستراحة.
وبحسب هذا التقرير، فقد اعتبر زملاء هذا الطبيب والمقربون منه الضغوط المهنية الثقيلة والظروف المرهقة للعمل في مستشفى "إيرانمهر" السبب الرئيسي لهذه الحادثة.
"حال ووش" كتب أن هذه ليست المرة الأولى التي تقع مثل هذه الحوادث في مستشفيات سراوان، موضحًا أنه في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) 2024 أنهى طبيبان في قسم الطوارئ بمستشفيي إيرانمهر ورازي سراوان، هما فاطمة رضايي بور ومهران خسروانيان، حياتهما عن طريق الانتحار.
كما ذكر هذا التقرير أن ممرضة بلوشية في مستشفى إيرانمهر كانت قد أقدمت أيضًا على الانتحار في 20 أبريل (نيسان) 2024.
ووفقًا لما كتبه "حال ووش"، فإن تكرار هذه الحوادث في فترة زمنية قصيرة أثار قلقًا واسعًا بشأن الضغوط النفسية وظروف عمل الكوادر الطبية في مدينة سراوان.
وتحول موضوع انتحار الأطباء والأطباء المتدربين في إيران خلال السنوات الأخيرة إلى أزمة في النظام الصحي.
ففي عام 2024 أنهى ما لا يقل عن 16 طبيبًا متدرباً حياتهم بالانتحار.
ويعد الإرهاق الوظيفي الناجم عن نقص الكوادر وساعات العمل الطويلة، والضغوط الاقتصادية، وانخفاض الرواتب، وتأخر المدفوعات، وغياب آليات دعم نفسي منتظمة، من أهم الدوافع وراء ارتفاع حالات الانتحار بين الكوادر الطبية في إيران.
ففي أبريل (نيسان) الماضي، مُنعت وسائل الإعلام والجامعات الطبية من نشر أخبار انتحار الكوادر الطبية، وطُلب منها إعلان أسباب هذه الوفيات على أنها نوبات قلبية وما شابه.
انتحار طالبة جامعية في أردبيل
كما أفاد حساب "الطلاب المتحدون" على "تلغرام" أن طالبة جامعية أقدمت مساء الأحد 7 سبتمبر (أيلول) على الانتحار في سكن جامعة محقق أردبيلي.
وبحسب هذا التقرير، فإن هذه هي ثالث حالة انتحار بين طلاب جامعة محقق أردبيلي خلال عام واحد، ما زاد المخاوف بشأن الصحة النفسية للطلاب وأجواء الجامعة.
وكتب حساب "الطلاب المتحدون" في تقريره أن الأجواء الأمنية السائدة في الجامعة، والتهديدات، والفبركات التأديبية، والضغوط المنهجية من جهاز الأمن في الجامعة، من بين العوامل التي يُقال إنها لعبت دورًا مباشرًا في بروز موجة الانتحار هذه.
ووفقًا لما كتبه هذا التجمع النقابي، لم يقدم مسؤولو الجامعة حتى الآن أي رد رسمي بهذا الخصوص، لكن الطلاب طالبوا بالتدخل العاجل لمعالجة الظروف التعليمية والأمنية.
انتحار مزارع في كهَنوج، وطبيب في سراوان، وطالبة في أردبيل خلال يوم واحد، دق ناقوس الخطر مرة أخرى بشأن تفاقم أزمة الصحة النفسية في إيران.
وهذه الحالات إلى جانب حوادث مشابهة، تظهر أن عوامل مثل أزمة المعيشة والإرهاق الوظيفي بين العمال والكوادر الطبية ما زالت قائمة.