وبحسب التقرير الأول الذي نشرته وكالة "رويترز" يوم الأربعاء 3 سبتمبر (أيلول)، فإنه منذ 13 يونيو (حزيران)، وهو اليوم الذي بدأت فيه إسرائيل هجماتها على المنشآت النووية، لم تتمكن الوكالة من إجراء الأنشطة الميدانية اللازمة للتحقق من مخزونات اليورانيوم المخصب.
وقدّر التقرير مخزونات إيران من اليورانيوم في 13 يونيو بـ9874.9 كغم، أي بزيادة قدرها 627.3 كغم مقارنة بالتقرير الفصلي السابق.
كما أشار التقرير إلى أن مخزونات اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمائة على شكل "هيكسافلوريد اليورانيوم (UF6)" بلغت حوالي 440.9 كغم، أي بزيادة قدرها 32.3 كغم عن الفترة السابقة.
وبحسب تعريف الوكالة، فإن نحو 42 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمائة، إذا خضع لمزيد من التخصيب، تكفي لإنتاج قنبلة نووية واحدة.
وفي 31 مايو (أيار)، أي قبل أسبوعين من بدء الحرب التي استمرت 12 يومًا، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير سري أن إيران أجرت أنشطة نووية سرية في ثلاثة مواقع خاضعة للتحقيق منذ فترة طويلة.
ووفقًا لذلك التقرير، فإن المواقع الثلاثة "لويزان-شيان"، "ورامين" و"مريوان"، وربما مواقع أخرى مرتبطة بها، كانت جزءًا من برنامج هيكلي غير مُعلن للأسلحة النووية، نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من الألفية، واستخدمت فيه مواد نووية غير مُعلنة.
مخزون يكفي لصنع 10 قنابل نووية
وفقًا للتقرير الجديد، فإن المخزونات الحالية لإيران عند مستوى تخصيب 60 بالمائة تعادل نظريًا قدرة إنتاج حوالي 10 قنابل نووية.
وفي المقابل، قدّر التقرير مخزونات اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة في هذا التاريخ بـ184.1 كغم، بانخفاض قدره 90.4 كغم عن الفترة السابقة. ووفقًا لمعايير الوكالة، فإن 125 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة يمكن أن تكفي، إذا خضعت لمزيد من التخصيب، لصنع قنبلة نووية واحدة.
التقرير الثاني للوكالة: خلاف حول المفتشين
ويشير التقرير الثاني للوكالة إلى خلاف وقع في مايو (أيار) الماضي، عندما أخذ مفتشان بعد مهمة في "فردو" عدة صفحات تحتوي على شروح عن المنشآت إلى فيينا بدل تركها في مكتب الوكالة في "فردو".
وقد ألغت طهران على إثر ذلك اعتماد هذين المفتشين ذوي الخبرة، وهو ما اعتبرته الوكالة "غير مبرر"، إذ أكدت أن الحادث لم يتضمن أي انتهاك للسرية.
وأكدت الوكالة في تقريرها الثاني أن هذه الصفحات، رغم أنها تضمنت شروحًا عن الفضاء الداخلي للمنشآت، فإنها لم تحتوِ على أي معلومات تهدد أمن المنشآت.
كما حذرت الوكالة من أنه ما لم تُستأنف الإجراءات الوقائية الكاملة في طهران، فإنها لن تكون قادرة على تقديم أي نتائج أو ضمانات بخصوص البرنامج النووي الإيراني.
ووصفت الوكالة وجود مخزونات من اليورانيوم عالي التخصيب في إيران بأنه "مسألة بالغة القلق" ينبغي معالجتها.
ويوم الأربعاء 3 سبتمبر (أيلول)، حذّر رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، من أن المفاوضات مع إيران بشأن كيفية استئناف عمليات التفتيش في المنشآت النووية التي استهدفتها الولايات المتحدة وإسرائيل "لا يجب أن تستغرق عدة أشهر".
ودعا إلى التوصل إلى اتفاق "بأسرع وقت ممكن، حتى هذا الأسبوع".
وقال غروسي في مقابلة مع وكالة "رويترز": "نسعى إلى عقد اجتماع آخر في فيينا خلال الأيام المقبلة للتوصل إلى اتفاق نهائي وبدء عمليات التفتيش. سيكون من الجيد جدًا إن تحقق هذا الاتفاق قبل الأسبوع المقبل".