وقال نصيري، يوم الأربعاء 24 ديسمبر (كانون الأول)، في حديث لوكالة "إيسنا" الإيرانية، إن الزلزال هو "أخطر وأشدّ تهديد يواجه طهران"، مضيفًا أنه سيكون أكثر تدميرًا للعاصمة حتى من الحرب، إذ إن حجم الخسائر البشرية في حال وقوع زلزال قوي قد يتجاوز مجموع ضحايا الحروب والحوادث الكبرى السابقة.
ونفى نصيري الشائعات المتعلقة بـ "إحداث الزلازل بفعل الإنسان"، مؤكدًا أن الزلازل الكبرى لا يكون لها بأي حال من الأحوال منشأ بشري، وأن الادعاءات حول التسبب بالزلازل عبر التجارب العسكرية أو النووية تفتقر إلى أي أساس علمي.
وأضاف أن مثل هذه الروايات لا تؤدي إلا إلى صرف انتباه الرأي العام عن الضرورة الأساسية، وهي الوقاية والاستعداد.
وقد أفادت وسائل إعلام إيرانية، في 13 ديسمبر الجاري، نقلاً عن مسؤولي الإغاثة في طهران، بحدوث هبوط أرضي في مدينة وليعصر السكنية جنوب العاصمة، وعزت السبب إلى "استخراج الرمل والحصى وجفاف القنوات المائية".
وقال المتحدث باسم منظمة الإطفاء في طهران، جلال ملكي، إن الهبوط الأرضي بلغ نحو 10 أمتار عرضًا ونحو متر ونصف المتر عمقًا، وتسبب في احتجاز ثلاث سيارات لم تتمكن من الخروج.
كما قال مدير قسم الزلازل والمخاطر في مركز أبحاث الطرق والإسكان والتنمية العمرانية، علي بيت اللهي، إن هذا الهبوط وقع فجر الجمعة 12 ديسمبر الجاري، بالتزامن مع بدء هطول الأمطار في طهران، وكان من نوع "الهبوط المفاجئ" (انهيار أرضي).
انهيار مستشفى يعني انهيار الأمل
أشار رئيس منظمة الوقاية وإدارة الأزمات في طهران إلى وضع المستشفيات، قائلاً إن انهيار مستشفى لا يعني تدمير مبنى فحسب، بل "انهيار أمل الناس".
وأوضح أن المستشفيات تمثل رمزًا للأمن النفسي للمواطنين، وأن تضررها في الأزمات لا يؤدي فقط إلى خسائر إنشائية، بل إلى فقدان رؤوس أموال بشرية تشمل الكوادر الطبية والمرضى.
وقال مهدي زارع، أستاذ المعهد الدولي لبحوث الزلازل، في 5 ديسمبر الجاري لموقع "خبرآنلاين": "إن الضخ المفرط للمياه الجوفية في سهول طهران والري والمناطق المحيطة، وما ينجم عنه من هبوط أرضي، يؤثر في تحفيز الصدوع النشطة في المنطقة".
وأكد زارع أن "الاستخراج المفرط للمياه الجوفية، ولا سيما في السهول الرسوبية، يؤدي إلى انضغاط طبقات التربة والرواسب، ومن ثم إلى هبوط الأرض".
الوقاية أقل كلفة
وشدّد نصيري على أن الوقاية يجب أن تسبق الاستجابة بعد وقوع الكارثة، مشيرًا إلى أن كلفة تدعيم المباني أو حتى تجديدها بالكامل أقل في كثير من الحالات من سلسلة التكاليف التي تُفرض بعد الأزمة، من إزالة الأنقاض والإيواء الطارئ، إلى السكن المؤقت وإعادة الإعمار لسنوات طويلة.
وأضاف أن حياة البشر لا يمكن تسعيرها، قائلاً: "تُظهر التجربة أن الوقاية أوفر كلفة من الناحيتين الإنسانية والاقتصادية".
وأكد نصيري أن الميزانية العامة وعائدات النفط لم تعد قادرة على تحمّل العبء الثقيل لعمليات السلامة الشاملة، وأن الإدارة الحضرية مضطرة إلى التوجّه نحو أساليب حديثة ومستدامة ومولّدة للموارد.
وقال نائب مدير الوقاية والحماية من الحرائق في منظمة الإطفاء، كامران عبدولي، في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إن 80 ألف مبنى غير آمن جرى تحديدها في مدينة طهران.
وأوضح أن نتائج نظام التفتيش في منظمة الإطفاء تُظهر أن من بين هذه المباني، هناك 3 آلاف منخفضة الخطورة، و50 ألفًا متوسطة الخطورة، ونحو 27 ألف مبنى عالية الخطورة.
وكان نائب منظمة تجديد مدينة طهران قد أعلن في وقت سابق، أن قروض تجديد الأحياء المتهالكة في طهران لم تُصرف منذ نحو ثلاث سنوات.
وتقع طهران بين عدة صدوع نشطة، من بينها صدع شمال طهران القادر على إحداث زلزال بقوة 7.2 درجة، وصدوع جنوب الري وكهريزك بقدرة تصل إلى 6.7 درجة، وهو ما يضاعف المخاوف من خسائر واسعة محتملة في حال وقوع زلزال في العاصمة.