وأوضح البرلماني الإيراني، يوم الاثنين أول سبتمبر (أيلول)، أن حرس الحدود الإيرانيين أبلغوا عن مشاهدة الطائرات المُسيّرة تعبر من الأراضي الأذرية.
وقال عزيزي، في مقابلة مع وسائل الإعلام الحكومية: "أفادت قوات حرس الحدود الإيرانية صراحة بأن النظام الصهيوني (إسرائيل) استخدم حدود أذربيجان لعبور الطائرات المُسيّرة إلى إيران".
وأضاف أن هذا الموضوع قد أثير من قِبل رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية الإيرانية مع الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، الذي طلب الحصول على الوثائق، التي تثبت ذلك.
وقال عزيزي: "الآن، مسألة تقديم الوثائق أمر آخر، لكن الواقع نفسه لا يمكن إنكاره. حرس حدودنا قالوا بوضوح: كنا هناك ورأينا بأعيننا دخول الطائرات الإسرائيلية المسيرة إلى إيران من الأراضي الأذرية".
وتأتي هذه التصريحات عقب مكالمة هاتفية في أواخر يونيو (حزيران) دعا خلالها الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، نظيره الأذربيجاني، إلهام علييف للتحقيق في التقارير، التي أفادت بدخول الطائرات الإسرائيلية والطائرات الصغيرة المُسيّرة إلى إيران من أذربيجان خلال الحرب.
وبحسب ما أوردته إيران عن المكالمة، فقد نفى علييف أن تكون أذربيجان قد سمحت باستخدام أراضيها في هجمات ضد إيران، واصفًا مثل هذه الإجراءات بأنها "خط أحمر".
ولطالما أعربت إيران عن قلقها مما تعتبره وجودًا أمنيًا واستخباراتيًا لإسرائيل في أذربيجان.
وفي فبراير (شباط) الماضي، قال كمال خرازي، مستشار السياسة الخارجية للمرشد الإيراني، علي خامنئي، إن الدول "يجب أن تأخذ في الاعتبار حساسية جيرانها"، معبرًا عن القلق بشأن أنشطة إسرائيل في دولة جنوب القوقاز.
ومن جانبها، نفت أذربيجان مرارًا مزاعم استضافة قواعد عسكرية إسرائيلية أو السماح باستخدام أراضيها ضد إيران. كما اتهم مسؤولوها أحيانًا رجال دين إيرانيين ووسائل إعلام مرتبطة بالنظام بنشر خطاب تحريضي.
وفي يناير (كانون الثاني)، استدعت أذربيجان القائم بأعمال إيران في باكو للاحتجاج على محتوى مزعوم معادٍ لأذربيجان في وسائل الإعلام الإيرانية.
وعلى الرغم من الخلافات المتكررة، فقد حافظت طهران وباكو على التعاون في مجالات مثل التجارة عبر الحدود، وتبادل الطاقة، ومشاريع البنية التحتية، بما في ذلك خط سكة حديد رشت- أستارا.
ولكن عدم الثقة لا يزال قائمًا، خصوصًا حول ممر زنغزور، الذي يربط أذربيجان بجمهورية نخجوان عبر الأراضي الأرمينية، وهو مشروع تخشى إيران أن يقوّض نفوذها الإقليمي.
ومنح اتفاق سلام برعاية الولايات المتحدة، في شهر أغسطس (آب) الماضي، بين أرمينيا وأذربيجان، واشنطن حقوق التأجير لتطوير ممر زنغزور التجاري، الذي أُعيدت تسميته باسم "ممر ترامب للسلام والازدهار الدولي".
وفي حين يواصل المسؤولون الإيرانيون اتهام باكو بالتعاون الضمني مع إسرائيل، قال السفير الأذربيجاني لدى إسرائيل في 2023 إن بلاده "لن تسمح لإسرائيل باستخدام أذربيجان كقاعدة لهجوم محتمل ضد إيران".