وأعلن بزشکیان، يوم الاثنين أول سبتمبر (أيلول)، في مدينة تيانجين الصينية أن إيران وضعت مبادرة ثلاثية المحاور بعنوان "الحسابات والتسويات الخاصة بمنظمة شنغهاي للتعاون"، والتي تهدف إلى "تعزيز التعاون المالي لتقليل آثار العقوبات غير القانونية على التفاعلات الاقتصادية للأعضاء".
وأشار إلى أن المحاور الثلاثة لهذه المبادرة هي:
1- توسيع التسويات بالعملات الوطنية وتقليل الاعتماد على الدولار في معاملات الأعضاء.
2- إطلاق بنية تحتية رقمية مشتركة واستخدام العملات الرقمية للبنوك المركزية لضمان دفعات آمنة وسريعة.
3- إنشاء صندوق تبادل عملات متعدد الأطراف لدعم الدول المعرضة لضغوط العقوبات أو أزمات السيولة.
وأضاف رئيس الحكومة أن هذه المبادرة ستكون قادرة على زيادة القدرة على التحمل الاقتصادي للدول الأعضاء، وجعل منظمة شنغهاي "نموذجًا ناجحًا في خلق نظام مالي متعدد الأقطاب، عادل ومقاوم للضغوط الخارجية".
كما التقى بزشکیان على هامش قمة شنغهاي، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وليست هذه المرة الأولى التي يؤكد فيها بزشکیان ضرورة تقليل الاعتماد على الدولار في المعاملات الدولية. فقد قال في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 في اجتماع مجموعة "بريكس" في تتارستان بروسيا، إن العالم يعرف هذه الكتلة الاقتصادية بمحاولتها تقليل قوة الدولار وزيادة التبادلات بالعملات الوطنية.
وفي ذلك الوقت، لفتت صورة ورقة نقدية تحمل شعار "بريكس" بيد بوتين الانتباه، وأثارت تكهنات حول إمكانية استخدام أعضاء المجموعة عملة مشتركة.
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2024، حذر دونالد ترامب، قبل توليه رئاسة الولايات المتحدة رسميًا، في ولايته الثانية، أعضاء "بريكس" من أنهم سيواجهون تعريفات جمركية بنسبة 100 في المائة، حال استخدام عملة غير "الدولار الأميركي القوي".
غموض بشأن ميناء تشابهار
أكد بزشکیان، في كلمته، أن تنفيذ استراتيجية التنمية العشرية لمنظمة شنغهاي يمثل فرصة تاريخية لتعزيز التعاون والاستثمارات بين الأعضاء في مجالات مختلفة، وأوضح استعداد طهران للعب دور نشط في هذا الصدد.
وأشار إلى أن ميناء تشابهار في المحيط الهندي سيرتبط قريبًا بالشبكة الحديدية الوطنية لإيران، ما سيحدث تحولاً كبيرًا في ربط الصين ودول آسيا الوسطى وأفغانستان بالمحيط الهندي.
وأضاف: "يمكن للمستثمرين الاستفادة من تسهيلات وحوافز مختلفة لتطوير الميناء وإنشاء مراكز لوجستية فيه".
وتأتي هذه التصريحات في وقت لا يزال فيه مستقبل ميناء تشابهار غامضًا؛ بسبب تفاقم التحديات الاقتصادية والسياسية في إيران.
تحديات أمنية واستراتيجية
في مارس (آذار) الماضي، أشار عضو مجلس إدارة رابطة شركات النقل الإيرانية، مسعود دانشمند، إلى بعض التكهنات حول انسحاب الهند من مشروع ميناء تشابهار بسبب الضغوط الأميركية، قائلاً إن نيودلهي "لم تتوصل إلى تفاهم مع طهران لأي سبب من الأسباب، والهند لم تشارك أصلاً لتغادر".
وكانت مؤسسة ستيمسون الأميركية للأبحاث قد ذكرت في يونيو (حزيران) 2024 أن عقد تطوير ميناء تشابهار بين طهران ونيودلهي يواجه تحديات عدة، منها العقوبات الأميركية، وضعف البنية التحتية في إيران، والاعتراض المحتمل من الصين.