وذكرت أن كثيرات منهن لا يملكن سوى لباس داخلي واحد يرتدينه طوال أيام "الدورة الشهرية".
ونشرت الصحيفة، يوم السبت 30 أغسطس (آب)، تقريرًا ميدانيًا، أشارت فيه إلى أنّ عددًا كبيرًا من النساء والفتيات من الطبقات الفقيرة في مختلف مناطق إيران يعانين مما يُعرف بـ "فقر الدورة الشهرية".
وهذا الحرمان من أبسط المستلزمات الصحية يهدد صحة النساء الجسدية والنفسية، بل ومستقبلهن الدراسي. ونتيجة لذلك، تضطر بعض الفتيات إلى ترك مقاعد الدراسة خوفًا من تسرب الدم أو من سخرية زميلاتهن، ليبقين في المنازل وربما ينقطعن عن التعليم نهائيًا.
شهادات الأسر والعاملين الاجتماعيين
وقالت مرضیة، وهي سيدة تبلغ من العمر 36 عامًا وتعيش في أطراف مدينة مشهد، في مقابلة مع الصحيفة، إنها وابنتها المراهقة تضطران لاستخدام الملابس البالية بدلاً من الفوط الصحية، مشيرةً إلى أنّ دخل أسرتها الذي يقل عن خمسة ملايين تومان شهريًا لا يكفي حتى لشراء الصابون و"الشامبو".
وأوضحت صغری، البالغة 35 عامًا من الأهواز، أنها منذ مراهقتها نادرًا ما استطاعت شراء فوط صحية، ولطالما اعتمدت على أقمشة يعاد استخدامها مرات عديدة.
وتحدثت الأخصائية الاجتماعية الإيرانية، زینب مرتضوي، في حوار مع الصحيفة، عن فتيات يحتفظن بالمناديل الورقية المجمّعة من مناسبات الأفراح والأتراح أو حتى من المقابر؛ لاستخدامها في فترة الحيض، وهو ما يسبب التهابات فطرية وأمراضًا خطيرة.
وفي هرمزغان أيضًا، ذكرت العاملات الاجتماعيات أنّ بعض الفتيات لا يملكن سوى لباس داخلي واحد يستخدمنه طوال فترة الحيض بشكل متكرر.
آراء الخبراء
اعتبرت الطبيبة وعالمة الاجتماع، سیمین کاظمي، أنّ "فقر الدورة الشهرية" انعكاس مباشر للفقر الاقتصادي، محذّرة من أنّ هذا الوضع يعزل النساء ويحول دون مشاركتهن الاجتماعية، ويؤدي إلى الانطواء وترك الدراسة.
واقترحت "رفع الصفة السلعية" عن منتجات النظافة النسائية وتوفيرها مجانًا وبسهولة كحل وحيد لكسر هذه الحلقة.
ومن جانبها، وصفت عالمة الاجتماع، شیرین أحمدنیا، "فقر الدورة الشهرية" بأنه أحد أشكال الفقر الجندري المتجذّر في التمييز البنيوي، معتبرةً فرض ضريبة القيمة المضافة على الفوط الصحية نوعًا من "العنف الاقتصادي" الذي يحوّل جسد المرأة إلى عبء مالي.
الأبعاد الصحية والاجتماعية
يؤدي سوء التغذية بين النساء بسبب الفقر، إلى فقر الدم، ونقص الحديد، وضعف شديد يمنعهن من الدراسة أو العمل، كما تعتبر العزلة والاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس من أبرز الآثار النفسية لهذه الأزمة.
وتزيد الصمت والتابوهات الثقافية حول الحيض من تفاقم الوضع، إذ تُمنع الفتيات من الحديث عن حاجتهن الأساسية.
الحلول المطروحة
شدد الخبراء والعاملون الاجتماعيون على ضرورة: كسر الصمت والتابوهات حول الدورة الشهرية عبر الإعلام والمدارس، وإدراج الفوط الصحية ضمن السلع المعفاة من الضرائب، وتوزيعها مجانًا، خصوصًا في المدارس والأحياء الفقيرة، وتنظيم ورش تثقيفية للطالبات لتمكينهن من مواصلة تعليمهن ومنع التسرب المدرسي.