وقالت السجينات في الرسالة، التي وصلت نسخة منها إلى "إيران إنترناشيونال"، يوم الجمعة 22 أغسطس (آب)، إنهنّ لا يعتبرن أنفسهنّ في سجن قرجك، بل في "زاوية مظلمة من الظلم"، وكتبن: "نحن لسنا في سجن قرجك؛ نحن في ركن من الأركان صُمّم لمحو وجودنا".
وأضفن، في مخاطبتهن رئيس السلطة القضائية: "في قرجك أُغلقت أبواب العدالة علينا بأقفال حديدية من الحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية، وأُسرنا في ظلمات من الظلم والتمييز".
ومن بين الموقّعات على الرسالة: زهرة سرو، كلاره عباسي، محبوبة رضائي، بريوش مسلمي، مهناز طراح، مرجان ديبا، وفرزانة محمدي بارسا.
وأشارت السجينات إلى أن السلطات الإيرانية لم تفِ بأبسط واجباتها، فكتبن: "سلبتم منّا الحياة فقط؛ لأننا لا نؤمن بما تؤمنون به. واجبكم كحكومة أن توفّروا الحد الأدنى من مقومات الحياة، لكنكم لم تفشلوا فحسب، بل سلّمتمونا إلى ظروف أكثر قسوة من سجن قرجك نفسه".
وتابعن: "سنوات وأنتم تلوّحون بالحرب، لكن في ظروف الحرب هذه لم تتمكنوا حتى من تأمين أبسط احتياجات السجناء. حرمتمونا من ورش العمل في قرجك، ومن مياه الشرب، ومن الكهرباء وأحيانًا حتى من الطعام؛ هذا هو الظلم الممنهج".
وأضافت الموقّعات: "لم يعد النقاش حول كوننا سجينات سياسيّات أم أمنيّات ذا معنى. نحن في هذا النظام لا نُعتبر بشرًا. لو ضربتم بؤس قرجك في عشرة، فلن تصلوا إلى عمق معاناتنا في هذا الركن المظلم. أنتم لا تعتبروننا بمستوى القاتل المتسلسل، بل أقل من الكائنات الحيّة، كأننا أخطر من القنابل والصواريخ".
وقالت السجينات في رسالتهن: "مضى شهران ونحن نعيش على وعود كاذبة بالحرية أو بالنقل إلى إيفين، حتى سخرتم من حياتنا بعبارة "ستبقين هنا". مضى شهران ونحن نسمع أصداء القنابل والصواريخ في آذاننا، فتتجدد أمنياتنا بانتهاء هذا الكابوس الأسود".
وختمت السجينات رسالتهن بمخاطبة إيجئي: "يجب أن يُحسم وضعنا على الفور. هذا الكابوس الأسود يجب أن ينتهي. نحن بشر، ونصرخ بأعلى صوت بحقنا في الحياة وكرامتنا الإنسانية".
وكانت تقارير سابقة قد كشفت أن إدارة سجن قرجك تطلب المال مقابل تقديم الخدمات الطبية أو السماح بنقل السجينات المريضات إلى المستشفيات، كما ذكرت "إيران إنترناشيونال" أنّ السجينات السياسيات اللواتي نُقلن إلى "قرجك" بعد الهجوم الإسرائيلي على سجن "إيفين"، يواجهن ظروفًا قاسية للغاية.