وأظهرت الصور الواردة من أصفهان أن قوات الأمن، بدأت بتفتيش سبع وحدات تجارية مملوكة للبهائيين في المدينة، صباح يوم 20 أغسطس (آب)، ثم داهمت منازل أصحاب هذه الوحدات.
وجدير بالذكر أن المواطنين، الذين تعرضت منازلهم أو وحداتهم التجارية أو كلاهما للتفتيش، هم: بيمان مخمور، كوروش صادقي، أميد فيروزمندي، نويد مقربين، سعيد مقربين، بهنام جانميان، منوشهر رضائي، سبهر ترابي، شهاب ترابي، بابك بابكان، وريّاض جمشيدي.
ومن بين هؤلاء، خضع منوشهر رضائي للاستجواب من قِبل قوات الأمن حتى الساعة الخامسة مساءً، إضافة إلى تفتيش منزله ومكان عمله، قبل أن يُفرج عنه.
ووفقًا للمعلومات المتوفرة، فقد جرى أيضًا تفتيش منازل ما لا يقل عن ثلاثة مواطنين بهائيين آخرين أثناء هذه المداهمات.
وقال مصدر مقرّب من عائلات هؤلاء المواطنين لـ "إيران إنترناشيونال"، إن العناصر الأمنية لم يقدّموا أي إذن قضائي، وعندما اعترض السكان، ردّوا بالقول إنهم يعملون وفقًا لـ "إذن هاتفي" أو "إذن متنقل".
وبحسب المصدر، فقد شملت المصادرات كتبًا وصورًا وأجهزة إلكترونية، مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية، إضافةً إلى ممتلكات ثمينة، مثل الذهب والعملات.
وأكدت التقارير الواردة أيضًا أن العناصر الأمنية في أحد المنازل قاموا بضرب أحد الشبان المقيمين بعنف شديد، وفي منزل آخر حطّموا جميع الآلات الموسيقية.
وفي إحدى الحالات، رافق التفتيش شتائم وإهانات، بينما في حالة أخرى قاموا بكسر باب المنزل لاقتحامه.
وقد عرّف العناصر أنفسهم خلال عمليات التفتيش بأنهم تابعون لـ "منظمة استخبارات الحرس الثوري"، وأبلغوا المواطنين البهائيين بأنه في حال وجود اعتراض أو مشكلة فعليهم الاتصال بالرقم 114.
ويتعرض البهائيون، الذين يُعدّون أكبر أقلية دينية غير مسلمة في إيران، منذ ثورة عام 1979 لاضطهاد ممنهج، وقد تصاعدت ضغوط الأجهزة الأمنية والقضائية عليهم خلال العام الماضي.
وبحسب مصادر غير رسمية، يُقدّر عدد البهائيين في إيران بأكثر من 300 ألف نسمة، لكن الدستور الإيراني لا يعترف سوى بالديانات: الإسلام والمسيحية واليهودية والزرادشتية.
وكان المجتمع البهائي العالمي قد أصدر، في وقت سابق، بيانًا وصف فيه مصادرة منازل وأملاك ووسائل نقل تعود لأكثر من 20 مواطنًا بهائيًا في أصفهان بأنها "غير قانونية وتمييزية"، مؤكدًا أنهم تعرضوا للمصادرة فقط بسبب معتقداتهم الدينية.
ووفقًا للبيان، لم يتلقَ هؤلاء سوى إشعار عبر رسالة نصية قصيرة، خارج أي أطر قانونية، لإبلاغهم بالأمر.
كما أفاد موقع "هرانا" الحقوقي، عبر تقرير له، في 10 أغسطس الجاري، بأن البهائيين شكّلوا أكثر من 70 في المائة من مجمل انتهاكات حقوق الأقليات الدينية في إيران خلال السنوات الثلاث الماضية.