ويأتي ذلك في ظل أزمة انخفاض جودة الإنترنت، وتعطل خدمة الـ"GPS" في إيران، التي اشتدت أثناء حرب الـ 12 يومًا مع إسرائيل، وحتى بعد مرور شهرين على انتهائها.
وأوضح رفيعي أن استهلاك الإنترنت يزداد باستمرار، بينما بقيت التعريفات ثابتة لسنوات.
وأشار إلى أن الشبكة بحاجة لتحسين الجودة، في حين أن تكاليف المشغلين، بما في ذلك الكهرباء والمعدات، تضاعفت عدة مرات.
وأكد المدير التنفيذي لـ "إيرانسل" أنه إذا لم تُعدّل التعريفات، فلن تتمكن الشركة من الاستثمار، ولن يكون من الممكن رفع جودة الإنترنت. وأضاف: "بهذا الوضع، يجب أن نتوقع انقطاع الإنترنت ثلاث ساعات يوميًا، في المستقبل القريب، كما يحدث مع انقطاع الكهرباء".
انقطاع الكهرباء يزيد من مشكلات الإنترنت
أكد المدير التنفيذي لـ "إيرانسل" أن المشغلين لا يحصلون على فرصة لشحن بطاريات المواقع؛ بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء.
وأوضح رفيعي: "البطاريات التي نستخدمها، حتى في أفضل حالاتها وبأحدث التكنولوجيا، تعمل عادة لمدة 45 دقيقة إلى ساعة واحدة. لذلك، لا تعد البطاريات حلًا مناسبًا لانقطاع الكهرباء، ومع هذا الحجم من الانقطاعات، غالبًا لا نجد فرصة لشحن البطاريات".
وأضاف أن تراكم ساعتين من انقطاع الكهرباء يوميًا يعادل إيقاف نحو 2 في المائة من المواقع على مدار الساعة، مما يسبب استياءً واسعًا.
وفي الأسابيع الماضية، بعث عشرات المواطنين برسائل إلى "إيران إنترناشيونال"، أبلغوا فيها عن مشكلات وتعطل وبطء الإنترنت في إيران وتأثير ذلك على حياتهم اليومية ومعيشتهم، وأكدوا أن محدودية الإنترنت تضيف ضغطًا إضافيًا على المواطنين، إلى جانب أزمات أخرى، مثل انقطاع الكهرباء والماء، الغلاء والبطالة.
وقبل نحو أسبوعين، نشرت لجنة الإنترنت والبنية التحتية التابعة لجمعية التجارة الإلكترونية في طهران تقريرًا يشير إلى أن إيران تحتل المرتبة 97 من بين 100 دولة من حيث جودة الإنترنت، مع ثلاث سمات رئيسة: "تعطل متكرر، ومحدودية، وبطء".
وأشارت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، في 15 يوليو (تموز) الماضي، إلى أن زيادة الوصول إلى الإنترنت الحر للمواطنين كانت نتيجة للحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، مع أن مشروع "الإنترنت الوطني" كان مطروحًا على جدول أعمال الحكومة منذ فترة طويلة.
وأكد تقرير لجنة الإنترنت والبنية التحتية أن هناك اضطرابات متنوعة بشبكة الإنترنت في إيران، كانت موجودة قبل الحرب وما زالت قائمة حتى الآن.
المسؤولون يعزون سوء جودة الإنترنت للحرب
أكد وزير الاتصالات الإيراني، ستار هاشمي، في 10 أغسطس (آب) الجاري، سوء جودة الإنترنت، وأرجع السبب، مثل غيره من أعضاء الحكومة، إلى الحرب التي استمرت 12 يومًا و"قرار أمني". وقال إن بعض الجهات أبلغت عن اضطرابات في الـ"GPS" و"توجيه الطائرات الصغيرة"، مما أدى إلى مشكلات في البيانات.
قال الأمين السابق للمجلس الأعلى للفضاء السيبراني الإيراني، أبو الحسن فيروز آبادي، عبر مقابلة في 17 أغسطس الجاري: "أجد صعوبة في تصديق أن العدو سيستخدم GPS المدني لصواريخه".
وأضاف أن التشويش الحالي على الشبكة غير احترافي وذو تأثير محدود، مؤكدًا أن الطائرات المُسيّرة الحديثة تعمل عبر الألياف الضوئية ولا تعتمد على "GPS"، ما يجعل هذا التشويش غير فعال في مواجهة هذه التقنيات.
وقال خبير الشبكات، أمير حسين دهقان، إن المشكلة الحالية في "GPS" ناجمة عن استخدام أنظمة جماعية مخلة بالإشارة، مما يؤدي إلى فقدان دقة تحديد المواقع.
وخلال الحرب، التي استمرت 12 يومًا، انقطعت الاتصالات والإنترنت على نطاق واسع في إيران، وهو إجراء نفذه المسؤولون الأمنيون في إيران بذريعة "الحفاظ على الأمن القومي".
ومع هذه الاضطرابات، تظهر مواقع المستخدمين أحيانًا على بُعد مئات الكيلومترات، ما أدى إلى تعطّل أعمال، مثل سيارات الأجرة عبر الإنترنت.