وبالتزامن مع أزمة العطش الحادّة، أظهر مقطع فيديو وصل إلى قناة "إيران إنترناشيونال" أحد المشاركين في مراسم الأربعين الدينية وهو يرشّ المياه على المارة باستخدام خرطوم.
وذكرت وكالة أنباء "إيلنا" الإيرانية، يوم الخميس 14 أغسطس (آب)، أنّه بعد مرور نحو عامين فقط على الافتتاح الرسمي لمستشفى "قاسم سليماني" بسعة 280 سريرًا في فرديس، والذي وُعِد فيه بتحسين الخدمات العلاجية، يواجه الآن أزمة عطش خطيرة، ما أدى إلى تأجيل العمليات الجراحية للمرضى بسبب انقطاع المياه.
وأضافت الوكالة أنّ هذه الأزمة تُدار حاليًا عبر تزويد المستشفى بالمياه بشكل طارئ بواسطة صهاريج تابعة للإطفاء، حيث تقوم سيارات الإطفاء مؤقتًا بملء خزان المستشفى، لكن هذا الحل لا يكفي إلا لساعات قليلة.
وأوضحت أنّ الانقطاع الكامل للمياه في هذا المركز الطبي عطّل النشاط المعتاد للأقسام كافة، ووضع المرضى المحتاجين للجراحة في حالة من عدم اليقين، مشيرةً إلى أن جميع الأقسام، من الحمامات والمغاسل إلى غرف العمليات، تعاني من انقطاع المياه، وذلك استنادًا إلى مشاهدات ميدانية وتصريحات مرافقي المرضى.
وقال أحد المرضى المصابين في حادث مروري والموجودين في المستشفى لوكالة إيلنا: "منذ مساء الثلاثاء الماضي، 12 أغسطس الجاري، بعد نقلي إلى هذا المستشفى، أبلغونا أن عملية تثبيت الكسر التي أحتاجها لن تُجرى يوم الأربعاء لأن المياه مقطوعة".
وأضاف المريض: "كان من المفترض إجراء العملية إذا عادت المياه يوم الخميس 14 أغسطس، لكن مع استمرار الانقطاع، يجب أن أنتظر حتى الأسبوع المقبل، وأتحمل الألم بمسكنات". وأكد أحد مرافقي المرضى أيضًا أنّ المستشفى لا يوجد به مياه حتى للغسيل.
مهرجان رشّ المياه في "الأربعين"
بالتزامن مع استمرار أزمة العطش في إيران وعجز المسؤولين عن حل مشكلة المياه، أرسل أحد متابعي "إيران إنترناشيونال" مقطع فيديو يوثّق الانقطاعات المتكررة للمياه والكهرباء على مدار اليوم.
كما أرسل مواطن آخر مقطعًا ينتقد فيه انقطاع المياه والكهرباء، مطالبًا بوقف الإنفاق على فعاليات ومراسم الأربعين، وتوجيه هذه الأموال لدفع الرواتب وحل مشكلات المواطنين.
وأظهر مواطن آخر، في مقطع مصوّر يوم الخميس 14 أغسطس، أحد المشاركين في مراسم الأربعين وهو يرشّ المياه على المارة باستخدام خرطوم. وقال هذا المواطن ساخرًا: "يقولون لا توجد مياه، لكنهم يقيّمون مهرجانًا للمياه".
وأرسل عدد من المواطنين أيضًا مقاطع فيديو تظهر انقطاع المياه والكهرباء المتكرر في مناطق مختلفة من البلاد، منتقدين إدارة مسؤولي النظام الإيراني للأزمة.
وشكا مواطنون من الغبار الكثيف، ونقص المياه، وتدمير البيئة، وسوء الأوضاع المعيشية.
واعتبر أحد المتابعين أن مشكلات مثل انقطاع الكهرباء والمياه، وارتفاع الأسعار، ونقص الأدوية، وضغط السكن، هي نتيجة لغياب الإدارة الفعالة في البلاد.
وفي السياق ذاته قالت مديرة حماية المستنقعات في هيئة البيئة، آرزو أشرفي زاده، إن جزءًا كبيرًا من أزمة المياه ناجم عن الإدارة غير المستدامة للموارد والاستهلاك.
وانتقدت الاستغلال المفرط وتجاوز الحصص المائية المحددة، ووصفت ذلك بأنه "نوع من السرقة".