ونقلت الصحيفة، في تقريرها الصادر الأربعاء يوم 13 أغسطس (آب)، عن سكان المدينة أن خوفهم بدأ بعد الهجوم الذي وقع فجر 15 يونيو (حزيران) على عدة خزانات في المستودع، وتساءلوا: "ماذا لو كانت هذه الخزانات تحتوي على البنزين؟"
ووفقاً للتقرير، يفصل جدار خرساني طويل في نهاية الشارع المؤدي إلى المستودع بين المنشآت والمنازل المجاورة، لكن 11 خزاناً داخل هذه المنطقة لا تزال ملاصقة مباشرة للمنازل السكنية.
وأفادت الصحيفة نقلاً عن السكان أن صاروخاً أصاب أحد الخزانات وسمع صوت غريب، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء وخروج العديد من السكان من منازلهم.
وقال أحد السكان إنهم لم يكونوا يعلمون ماذا يفعلون ليلة الهجوم، فقاموا فقط بإخلاء منازلهم وحملوا بعض أغراضهم وغادروا المنطقة لحوالي 15 يوماً.
وأشار السكان إلى أنه حتى اليوم لم تُقدّم لهم أي تدريبات من قبل إدارة الإطفاء أو بلدية طهران بشأن حماية حياتهم في حالات الخطر.
وبقي العديد من المنازل والمجمعات السكنية المحيطة بالمستودع خالية لمدة أسبوع بعد الانفجار.
واستمر احتراق المستودع لبضعة أيام بعد الانفجار، وبعد انتهاء الحرب أعلنت المنطقة "خضراء".
وعاد السكان بعد الحرب، لكنهم ما زالوا يشعرون بالقلق من تكرار حادثة مشابهة، لأن "الحرب لم تنته والمستودع لا يزال في مكانه".
وقال أحد المواطنين لصحيفة "هم ميهن": "محطة الكهرباء القريبة هنا أيضاً خطيرة. لا يمكن نقلها، لكن يمكن تغيير مسار صهاريج المستودع".
وخلال السنوات الماضية، وحتى قبل الهجوم الإسرائيلي، كان سكان هذه المنطقة قلقين من قرب المستودع من المنازل واحتمال انفجار خزاناته.
وقد وقعت عدة حوادث في هذا الموقع خلال السنوات الماضية.
في عام 2008، انقلبت إحدى الشاحنات التابعة للمستودع، والتي كانت تحمل 30 ألف لتر من البنزين، وانسكب الوقود حول المنازل السكنية.
وفي أواخر أبريل (نيسان) 2006 ومارس (آذار) 2007 وقعت حادثتان مماثلتان في منطقة شهران وحول مجمع كوهبايه ومدينة زيبا.
وبحسب السكان، انقطعت فرامل إحدى الشاحنات مرة واصطدمت بأحد المتاجر، وفي حادث آخر انقلبت شاحنة وانسكب البنزين في الشارع.
وتم بناء منشآت مستودع النفط شمال غرب طهران عام 1974، أي قبل حوالي 44 عاماً من سنّ قانون حظر البناء ضمن مناطق الشقوق الجيولوجية في طهران.
ووفقاً لتقرير "هم ميهن"، عند بناء المستودع لم يكن هناك أي بناء حوله، ولم يكن أحد يعلم أن المنشآت تقع على الصدع الزلزالي شمال غرب طهران المعروف باسم صدع مشا، والذي يمكن أن يتحول إلى "قنبلة هيدروجينية".
ووفقاً للشركة المالكة، وهي شركة توزيع وتكرير المنتجات النفطية، بعد سنّ قانون البناء حول الصدوع، تم اتخاذ إجراءات لتقوية المستودع، لكن لم يتم أي تحرك لنقل المستودع أو لمواجهة احتمالات انكسار الصدع الزلزالي.
خلال السنوات الماضية، لم يقتصر قلق السكان على رائحة الغاز القوية أو مرور الشاحنات في الأزقة السكنية أو احتمال الانفجار، بل أصدرت إدارة الطوارئ في طهران ومجلس المدينة تحذيرات من وجود منشأة نفطية وسط منطقة سكنية.
وفي مثال على ذلك، حذر مجيد فراهاني، رئيس لجنة الميزانية السابق في مجلس مدينة طهران، بعد الانفجار الكبير في ميناء بيروت في أغسطس (آب) 2020، من أن وجود مستودع نفط داخل الأحياء السكنية في شهران قد يؤدي إلى "كارثة أكبر من بيروت" في طهران.
وأشار فراهاني إلى أن حوالي 300 شاحنة تحمل 30 ألف لتر من الوقود تمر يومياً عبر شوارع وأزقة شهران إلى هذا المستودع.
وعلى مر السنوات، تم التأكيد مراراً على أن مرور الشاحنات إلى المستودع يحتاج إلى طريق مخصص.
وقال محمد رضا بور يافر، رئيس بلدية المنطقة، لصحيفة "هم ميهن" إنه قبل الحرب التي استمرت 12 يوماً، تم الاتفاق على أن تتجه هذه الشاحنات مباشرة إلى طريق باكري السريع، دون المرور عبر الأحياء السكنية، لكن لم تتخذ الشركة النفطية أي إجراءات عملية.
ويقع أقرب مجمع سكني إلى المستودع على ارتفاع طفيف شمال ساحة شهران الثالثة، على شارع ينحدر إلى منشآت كبيرة ومطاعم وحدائق سياحية.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلنت "اللجنة المائة للأمن" في مدينة طهران أن مستودع نفط شهران خرج من قائمة الممتلكات الخطرة والحرجة في المدينة.
وبعد الحرب التي استمرت 12 يوماً، وخاصة بعد الهجوم على المستودع، بدأت بلدية المنطقة الخامسة متابعة خطة لنقل هذه المنشآت، وطالبت بتدخل مجلس الأمن القومي في هذا الملف.