وفي الرسالة التي كتبوها يوم الاثنين 11 أغسطس (آب)، ووصلت نسخة منها إلى "إيران إنترناشيونال"، وصف السجناء السياسيون كيفية اقتحام عناصر النظام الإيراني للعنبر السياسي في السجن والانتهاكات الواضحة لحقوق السجناء في ذلك اليوم.
وجاء في الرسالة: "كان ذلك اليوم ليس فقط دمويًا، بل كان غير مسبوق في قسوته وإذلاله وانتهاكه الصارخ لحقوق الإنسان في تاريخ إيران المعاصر. في ذلك اليوم تمّ انتهاك كل حقوقنا الأساسية، من حق الحياة إلى حق الكرامة والصحة والمحاكمة العادلة، بطريقة فجّة وعنيفة".
وبحسب رواية السجناء، دخل عناصر النظام الإيراني المرتدون ملابس مدنية أولًا بحجة "التحقق من وضع المياه"، وبعد مدة قصيرة دخل أكثر من 50 عنصراً مقنعًا مع عدد من العناصر غير المقنعين إلى القاعة.
وذكروا أن قيادة العملية كانت تحت إشراف إسماعيل فرج نجاد، نائب مدير الصحة في سجن "قزل حصار"، وقائد قوات القمع قاسم صحرايي، الضابط البديل لوحدة 3 في السجن، والذي كان دائمًا يُظهر ولاءه لمرشد النظام الإيراني، وكان منذ اللحظة الأولى لدخوله يطلق الشتائم الجنسية الفاحشة ويحرض العناصر على ضرب السجناء السياسيين وحتى قتلهم.
ووفقًا لتقارير السجناء، هاجم العناصر المقنعون السجناء باللكم والركل والهراوات والسباب، وقيدوا أيديهم من الخلف وضربوهم بعنف.
كما تحدث السجناء عن الأضرار الجسدية والنفسية الشديدة التي لحقت بهم.
وكان 20 سجينًا سياسيًا، وهم حُفاة الأقدام وملابسهم ممزقة ومليئة بالدماء أثناء نقلهم إلى أقسام أخرى، هدفًا لتهديدات أكثر عنفًا من قبل العناصر.
وقد تم إعدام بهروز إحساني ومهدي حسني، وهما سجينان سياسيان محكومان بالإعدام، بسرعة بعد نقلهما إلى القسم الخاص بوحدة 1 في سجن "قزل حصار".
وبعد إعدامهما، عاد باقي السجناء السياسيين إلى القاعة، لكنهم شهدوا المزيد من الإهانات.
وكتب السجناء في رسالتهم: "عندما عدنا إلى القاعة، كانت نسخ القرآن لبعضنا ممزقة وملقاة على أرض الزنزانة. لكن حتى هذه الإهانة لم تكن مثل سلب حق الحياة وإذلال اللحظات الأخيرة لبهروز ومهدي".
وحذر السجناء السياسيون بأن الجرائم التي وقعت كانت بتوجيه من كبار المسؤولين الأمنيين والقضائيين في النظام الإيراني، مؤكدين: "الصمت تجاه السبت الدموي في قزل حصار هو مقدمة لإعدامات أوسع؛ السجناء السياسيون وسجناء الرأي وحتى المواطنون الذين جُرموا فقط بالتقاط الصور أو النشاط المدني، يواجهون الآن اتهامات خطيرة وأحكامًا بالإعدام".
وأعلنوا أنهم في 12 أغسطس، خلال الأسبوع الواحد والثمانين من حملة "ثلاثاء لا للإعدام"، سيشرعون في إضراب عن الطعام إحياءً لذكرى حسني وإحساني، ودعوا جميع الضمائر الحية للوقوف إلى جانبهم.