ونقل موقع "كلمه"، يوم الأحد 10 أغسطس (آب)، عن رهنورد، قولها في رسالة لها، من مقر إقامتها الجبرية: "كان الشعب يأمل بعد الحرب، التي استمرت 12 يومًا، أن يتخلى النظام الحاكم عن السياسات الخارجية المدمرة والنهج الاستبدادي الداخلي ضد الشعب الإيراني، وأن يستجيب لنصائح المخلصين للشعب، ويتخذ كخطوة أولى الإفراج عن السجناء السياسيين، وتنظيف ساحة الفكر والقلم من سواد الرقابة".
وفي بيانها الأخير، أشارت رهنورد إلى ضرب وسحل عدد من السجناء السياسيين، أثناء نقلهم إلى سجن "إيفين"، قائلة: "إن الشعب كان يأمل بعد الأضرار التي خلفتها الحرب، أن يضع النظام الحاكم البلسم على الجراح، بدلاً من ممارسة الضغط".
واستدركت: "لكن النظام الحاكم زاد من العنف والظلم والقمع، وإعدام أبناء الشعب من المعارضين، وفي الوقت نفسه قمع وتقييد السجناء السياسيين بالأغلال والأصفاد والضرب والسحل، كما قاموا بنقل هؤلاء الأحرار الشرفاء من سجن إلى آخر، وغطوا وجوههم النبيلة بالدماء، وأصابوا أيديهم وأرجلهم بالجراح".
وبحسب المعلومات، التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، فقد أًعيد فجر الجمعة 8 أغسطس الجاري مئات المعتقلين السياسيين الرجال، إلى العنبر السابع في سجن "إيفين" بطهران، بعدما نُقلوا منه، إثر تعرضه لهجوم إسرائيلي، إلى سجن طهران الكبير.
وتقول المصادر إنّ العناصر الأمنية حاولوا أثناء عملية النقل فصل السجناء السياسيين المحكومين بالإعدام عن باقي السجناء، الأمر الذي واجه احتجاج السجناء الآخرين، ما أدى إلى الاعتداء بالضرب على عدد منهم.
وردًا على قمع وتهديد المعارضين، كتبت رهنورد، موجهة كلامها للمسؤولين: "يجب على الآمرين والمنفذين لهذه الكارثة الاعتذار من السجناء الصامدين ومن الشعب"، والإفراج عن جميع السجناء السياسيين.
وقال حسين رزاق، وهو سجين سياسي سابق، على منصة "إكس" إنّه خلال إعادة السجناء إلى "إيفين"، تعرض كل من: أبو الفضل قدیانی، ومصطفى تاجزاده، ومحمد باقر بختیار، ومطلب أحمديان، ومهدي محموديان، وخشايار سفيدي، للضرب من قِبل عناصر الأمن؛ بسبب رفضهم وضع القيود والأغلال في اليدين والقدمين.
وبحسب قول رزاق، فإن كلًا من: بابك شهبازي، وبويا قبادي، ووحيد بني عامريان، ومحمد تقوي، وبابك علي بور (علي زاده)، وأكبر دانشور كار، وجميعهم محكومون بالإعدام، تم فصلهم عن بقية السجناء بعد ضربهم وسحلهم، ونُقلوا إلى سجن "قزلحصار" في كرج.
وأكدت رهنورد، في بيانها، أنه على نظام طهران، بدلاً من "العناد مع الشعب الإيراني العظيم"، أن يسلك "طريقًا مليئًا بالتعاطف والتواضع" ويقف إلى جانب الشعب، لا في مواجهته.
وكان الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، قد أكد، صباح السبت 9 أغسطس، ضرورة "انسجام قوى النظام الإيراني رغم اختلاف وجهات النظر"، قائلًا: "إنّه في سياق هذه الحرب، حتى الذين كانوا في السجن، وقفوا للدفاع عن إيران".
وفي 21 يونيو (حزيران) الماضي، نشرت وسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام الإيراني بيانًا وقّعه 500 ناشط سياسي، وكانوا من السجناء السابقين، أدانوا فيه الهجمات الإسرائيلية. كما أدان بعض الشخصيات، بينهم الناشط والسياسي الإصلاحي البارز، مصطفى تاج زاده، بشكل منفصل من داخل سجن "إيفين" هذه الهجمات.
وقالت الناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، نرجس محمدي، في رسالة صوتية، يوم 8 أغسطس الجاري، تعليقًا على ضرب السجناء السياسيين أثناء إعادتهم إلى سجن "إيفين"، إن السجناء السياسيين هتفوا في وجه قوات الحرس: "الموت لخامنئي" و"الموت للديكتاتور".
وكان مير حسين موسوي، زوج رهنورد، قد أشاد سابقًا في بيان بـ "صمود" الشعب خلال الحرب، التي استمرت 12 يومًا بين النظام الإيراني وإسرائيل، ومع تأكيده على حق المواطنين في تقرير مصيرهم، دعا إلى إجراء استفتاء في البلاد.