وأفادت منظمة حقوق الإنسان "كارون"، يوم السبت 9 أغسطس (آب)، أن ما لا يقل عن 80 من المعتقلين، الذين نُقلوا إثر الاعتقالات الواسعة بعد الحرب، التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، أُودعوا في العنبر الخامس من سجن شيبان بالأهواز.
وهؤلاء الأشخاص، بعد تحملهم للتعذيب الجسدي والنفسي والاعترافات القسرية، حُكم عليهم بأحكام سجنٍ قاسية، مما زاد بشكل كبير من عدد نزلاء هذا العنبر.
الاكتظاظ وظروف المكان غير المناسبة
على الرغم من أن مساحة العنبر الخامس في سجن "شيبان" صُممت لاستيعاب ما لا يزيد على 100 شخص، فإن الاكتظاظ جعل الظروف الصحية والإنسانية في حالة تدهور شديد.
وكانت الغرف في هذا العنبر، والتي تبلغ مساحة كل منها أقل من 20 مترًا مربعًا، مخصصة لـ 12 إلى 15 شخصًا، لكن بسبب التكدس السكاني أصبحت بعض الغرف تضم أكثر من 20 شخصًا.
ولا تتجاوز مساحة ساحة هذا العنبر 60 مترًا مربعًا، وبسبب عطل في نظام الصرف الصحي، تجمّعت مياه ملوثة ومخلفات الصرف في تلك الساحة، وانتشر العفن والروائح الكريهة في أنحاء السجن.
وتحجب الجدران العالية لهذا السجن، ذات الارتفاع الذي يبلغ 12 مترًا، وبسُمك ستة أمتار، تدفق الهواء والتهوية الطبيعية في الساحة، لذا لا تتوفر للسجناء إمكانيات التنقل أو المشي أو ممارسة الرياضة فيها، ويُنقلون مرة كل أسبوعين إلى عنبر آخر كي يتمكنوا من ممارسة بعض الرياضة.
انتشار الأمراض وحالات صحية حرجة
ذكرت منظمة "كارون" أن الحالة الصحية في العنبر الخامس من سجن شيبان "شديدة الخطورة"، وأن أمراضًا متعددة انتشرت بين النزلاء.
وإلى جانب بعض الأمراض المحددة، ازدادت بشكل حاد أمراض جلدية، مثل الجرب، كما ارتفعت حالات الإنفلونزا.
ومن المخاوف أيضًا أن الطهي يتم في ساحة العنبر بجوار مياه ملوثة ومخلفات الصرف، مما يعرض صحة النزلاء لمخاطر إضافية.
ويقتصر العنبر على مرحاضين فقط، ويضطر النزلاء للانتظار في طوابير طويلة لاستخدامهما. كما يتوفر حمّامان فقط للنزلاء، وبسبب الاكتظاظ تصل فترة الانتظار لاستخدامهما إلى ساعتين أو ثلاث ساعات، بالإضافة إلى أن أجهزة التبريد المتوفرة غير فعّالة، ويزيد من معاناة النزلاء حرّ الأهواز الشديد.
التهديد بالإضراب عن الطعام
ردًا على هذه الظروف الحرجة واللاإنسانية، هدد السجناء السياسيون في هذا العنبر بخوض "إضراب جماعي عن الطعام" إذا لم تُتخذ إجراءات فورية لتحسين أوضاعهم. وأعلنوا أن هذا الإضراب سيكون احتجاجًا على "الظروف غير الإنسانية الموجودة في السجن".
ويلجأ كثير من السجناء في إيران إلى الإضراب عن الطعام كملاذ أخير لتحقيق مطالبهم، معرضين بذلك حياتهم للخطر، وغالبًا ما يُستخدم الإضراب اعتراضًا على تأخّر البت في قضاياهم أو عدم مراعاة حقوقهم كسجناء.
المحكومون بالإعدام والأحكام الطويلة
يُعدّ العنبر الخامس في سجن شيبان بالأهواز واحدًا من أكثر أقسام السجناء السياسيين اكتظاظًا في إيران، ويحتوي على مجموعة من السجناء المحكومين بالإعدام وبأحكام طويلة الأمد.
ومن بين المحكومين بالإعدام المحتجزين في هذا العنبر: سید سالم موسوي، وحبیب دریس، ومحمد داورشناس، ومهدي شریفي، ومحمد أمین عبیات، ومرتضی مهنابور، ومسعود جامعي، وعلی رضا مرداسي، وفرشاد اعتمادي فر.
كما يقبع في هذا العنبر عدد من السجناء السياسيين المحكومين بالسجن المؤبد أو بأحكام طويلة، من بينهم: غلام حسین کلبي، وعبدالإمام زائري، وعبدالزهرا هلیجي، ویحیی ناصري، وناظم بریهي، ومحمد علي عموري نجاد، وسید یابر البوشوکه، وسید مختار آلبوشوکه، وعلي حلفي، وأيوب برکار، وفارس رماحي (عموري)، وسامان حرمت نجاد، وداود حرمت نجاد.
وقد أعربت منظمة حقوق الإنسان "كارون" في تقريرها عن قلق بالغ إزاء أوضاع السجناء، ودعت الهيئات والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان إلى التحرك الفوري لتحسين الظروف وحماية حياة وصحة السجناء السياسيين في سجون الأهواز.
وطالبت هذه المجموعات الدولية بمراقبة دقيقة لوضع السجناء، وظروف السجون لمنع وقوع أي انتهاكات لحقوق الإنسان.