وكشفت "ديلي ميل" في تقرير حصري، استنادًا إلى وثيقة مسرّبة، عن تنفيذ خطة مشتركة بين النظام الإيراني ونظام نيكولاس مادورو في فنزويلا، تهدف إلى إصدار جوازات سفر مزورة لأشخاص يشتبه في صلتهم بالإرهاب من دول مثل إيران وسوريا ولبنان.
ووفقًا للتقرير، مكّنت هذه الجوازات المزورة حامليها من السفر من الشرق الأوسط إلى أميركا الجنوبية دون الحاجة إلى تأشيرة، ومن ثم التسلل عبر الحدود الجنوبية المفتوحة للولايات المتحدة، ضمن ملايين المهاجرين غير النظاميين الذين يدخلون أميركا.
وتتضمن القائمة، التي تحتوي على أسماء وتواريخ ميلاد وأرقام جوازات السفر وجنسيات أكثر من 10 آلاف شخص من الأعوام 2010 إلى 2019، بيانات جمعها مسؤول سابق في حكومة فنزويلا، وقد تم تأكيد هويته من قبل جيمس ستوري، السفير الأميركي السابق لدى فنزويلا.
وكتبت "ديلي ميل" أن العديد من هؤلاء الأشخاص حصلوا على الجنسية الفنزويلية رغم عدم استيفائهم للشروط، وبعضهم أطفال حصلوا على جوازات سفر في سنّ عامين فقط.
وقال جوناثان جيليام، محلل في شؤون مكافحة الإرهاب وعميل سابق في مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI)، للصحيفة: "احتمال تنفيذ إيران لهجوم على الأراضي الأميركية بعد ضربات يونيو مرتفع جداً. من الممكن أن تكون هذه الشبكة قد استقرت مسبقاً داخل أميركا وهي الآن مستعدة للتحرك".
وبحسب التقرير، فإن العلاقة بين النظام الإيراني وفنزويلا تعود إلى عهد هوغو تشافيز. ففي عام 2017، كشف ميسائيل لوبيز، المستشار القانوني في السفارة الفنزويلية في العراق، أن جوازات سفر مزورة بهويات وهمية صُدرت لأشخاص عرب.
وقال ثور هالورسن، المسؤول السابق في حكومة فنزويلا والرئيس الحالي لمؤسسة حقوق الإنسان، إن العديد من هؤلاء الأشخاص يتنقلون حالياً بهويات فنزويلية داخل أميركا أو في دول أخرى، مضيفاً: "إنهم موجودون في كل مكان، من سائقي أوبر إلى المصرفيين أو موظفي أمن المطارات. نحن فعلاً لا نعرف أين هم".
كما حذر من خطر تنشيط "الخلايا النائمة" بعد هجوم ترامب، وقال: "خلايا إيران النائمة مستيقظة ونشطة بالفعل الآن".
ووفقاً لما نشرته "ديلي ميل"، فإن وكالات أميركية مثل وزارة الأمن الداخلي ووزارة الخارجية لم تؤكد رسمياً استلامها لهذه القائمة، لكن رسالة إلكترونية داخلية تشير إلى وجود تواصل بين المصدر وممثل في السفارة ضمن جهاز الهجرة والجمارك الأميركي.
وقد أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي أنه كثّف مهام مكافحة الإرهاب بعد هجمات يونيو، وأصدر تعليمات لمكاتبه الإقليمية بمشاركة معلومات الاعتقالات والمهاجرين المشتبه بهم مع وزارة الأمن الداخلي.
وفي الفترة بين يناير (كانون الثاني) 2021 وأكتوبر (تشرين الأول) 2023، دخل أكثر من 380 ألف فنزويلي إلى أميركا عبر الحدود المكسيكية. وخلال الفترة نفسها، دخل 1504 إيرانيين الأراضي الأميركية بشكل غير قانوني، ووفقاً لإحصاءات مكتب التحقيقات الفدرالي، تم التعرف على 382 شخصاً يشتبه في صلتهم بالإرهاب على الحدود.
وفي حين أنكرت السفارة الفنزويلية في سوريا إصدار جوازات سفر مزورة، وادعت أن بلدها هو "أرض السلام والحب"، نقلت "ديلي ميل" عن مصادر مستقلة أن هذه الجوازات صُدرت في الغالب من قبل غازي نصرالدين، القائم بالأعمال الفنزويلي السابق في دمشق، وهو مدرج على قائمة الإرهاب التابعة لـ"إف بي آي" منذ عام 2015 ومتهم بتقديم تمويل مباشر لحزب الله.