وأفادت صفحة "خانه سينما" على "إنستغرام" أن مجموعة مكونة من 40 إلى 50 شخصًا مسلحًا اقتحموا منزل أحمد زاده يوم السبت 26 يوليو (تموز) دون تقديم أمر قضائي، وصادروا تحت تهديد السلاح معدات التصوير والأجهزة الإلكترونية ومتعلقاته الشخصية ومتعلقات رفاقه.
ووفقًا للتقرير، كان أحمد زاده يعمل على فيلمه الجديد عندما صادرت قوات الأمن جميع معدات التصوير، واللاب توب، والهواتف المحمولة، والممتلكات الشخصية، والأعمال الفنية، وحتى حقائبه.
وتعرض أحمد زاده خلال الهجوم للضرب والإهانة من قبل المهاجمين الذين لم يكشفوا عن هويتهم، وأبلغوه شفهيًا بضرورة مثوله أمام وزارة الاستخبارات يوم الاثنين 28 يوليو.
وكتبت "خانه سينما" في تقريرها: "هذا الهجوم المسلح والتعامل بهذا الشكل مع مخرج وفنان يأتي في وقت يعد فيه الرئيس مسعود بزشكيان بإجراء حوار مع المعارضة، ويتحدث وزير الثقافة والإرشاد عن تشكيل فريق عمل لعودة الفنانين في المنفى".
ونشر جعفر بناهي، المخرج الحائز على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان "كان"، مقطع فيديو على "إنستغرام" يظهر منزل أحمد زاده بعد هجوم العناصر الأمنية.
وكتب بناهي بهذا الصدد: "هجوم مسلح من 50 شخصًا على منزل علي أحمد زاده، دون أي أمر قضائي، ليس مجرد هجوم، بل وثيقة رسمية لإفلاس وجنون نظام تخلى حتى عن التظاهر بالقانون. هذا الهجوم لم يستهدف فردًا، بل وجود السينما المستقلة في إيران؛ الكاميرا، القصة، نفس الإبداع".
ووصف هذا الفعل ليس فقط بـ"السرقة المسلحة"، بل بـ"الإرهاب النفسي" لتدمير الأمل والإبداع، مضيفًا: "لا يمكن لأي نظام باستخدام البنادق والخوف أن يوقف الحلم".
وأشار بناهي إلى أن "المهاجمين دخلوا منزل فنان بالبنادق، وسرقوا الكاميرا واللاب توب واللوحات وحقائبه، وفي النهاية وقفوا فوق رأسه بالأسلحة وقالوا له: "تعال غدًا إلى وزارة الاستخبارات"، وكتب: "هذا ليس اسمه نظام حكم، بل إرهاب نظام".
وطرح محمد رسولوف، المخرج المعارض للنظام الإيراني، سؤالًا على "إنستغرام": "ما الذي أنتجه كل هذه السنوات من قمع السينمائيين؟" وكتب: "هل كان نتيجة سنوات القمع هو ما أرادوه؟ هل أُطفئت السينما؟ هل لم تضئ شاشات السينما بروايات السينمائيين الذين يتجنبون الرقابة؟ هل أصبحوا هم الرواة الوحيدون؟"
وأشار إلى تاريخ هجمات قوات الأمن على الفنانين، مضيفًا: "لديهم تلك القوة غير الشرعية لاستدعاء الفنانين وسجنهم، لكن قوتهم في مواجهة الإبداع ضئيلة. الإبداع لا يُقيد ولا يُصادر.
السينمائيون الإيرانيون سيصنعون أفلامهم".
وعلي أحمد زاده هو مخرج فيلم "منطقة حرجة" الذي شارك في مهرجان حيفا السينمائي في السنوات الماضية، وحاز على جائزة النمر الذهبي في مهرجان لوكارنو السينمائي.
وله أفلام أخرى مثل "ضيافة كامي"، و"الأم ذات القلب الذري"، و"ظاهرة" لم تحصل على تصريح عرض عام أو تم حظرها.
وكان هذا الفنان المستقل قد اعتقل سابقًا في سبتمبر (أيلول) 2022.