وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن إيران تشهد تراجعًا مقلقًا في مواردها المائية نتيجة خمس سنوات من الجفاف المتواصل، وسوء الإدارة المزمن، وتفاقم آثار التغير المناخي.
وذكرت الصحيفة أن مخزونات السدود الأربعة الرئيسة، التي تغذي طهران بالماء، تراجعت إلى نحو 14 في المائة فقط من طاقتها، ما دفع الحكومة الإيرانية إلى إصدار قرار استثنائي بإغلاق جميع الدوائر الحكومية في طهران، وأكثر من 24 مدينة أخرى لتقليل استهلاك الماء والكهرباء. وقد اقترحت المتحدثة باسم الحكومة أن "يذهب المواطنون في عطلة" لتقليل الاستهلاك.
ويشير التقرير إلى أن ضغط المياه في بعض أحياء طهران انخفض إلى حدّ عدم وصوله إلى الطابق الثاني في كثير من العمارات. وتحدث بعض سكان العاصمة عن انقطاع الماء لمدد تصل إلى 48 ساعة، وعجزهم عن القيام بالأعمال اليومية، مثل غسل الأواني والملابس أو حتى استخدام المراحيض.
وشدد التقرير على أن السياسات الخاطئة للنظام الإيراني، مثل بناء السدود المفرط، وتحويل المياه إلى الصناعات الثقيلة في المناطق الجافة، والسحب المفرط من المياه الجوفية، كلها ساهمت في تفاقم الأزمة. ففي بعض المناطق، أدى استنزاف المياه الجوفية إلى هبوط الأرض، وسُجّل في بعض أحياء طهران هبوط يصل إلى 30 سنتيمترًا سنويًا.
وأضافت الصحيفة أن المواطنين لجأوا إلى شراء خزانات مياه وزجاجات كبيرة لتخزين المياه. ونقل التقرير عن مدير أحد الأبراج السكنية شمال طهران قوله إنهم، بعد ثلاثة أيام من انقطاع المياه، تمكّنوا بصعوبة من الحصول على صهريج ماء، لكن الكمية لم تدم أكثر من ساعتين، وفي المحاولة التالية اشتروا ماءً ملوثًا وغير صالح للاستخدام من بائع متجول.
ونقلت الصحيفة عن رئيس معهد المياه والبيئة التابع للأمم المتحدة، كاوه مدني، قوله: "الوضع الحالي يمثل نوعًا من الإفلاس المائي. ردود الحكومة مشتتة ومتسرعة ومربكة، كما أن غياب العدالة يفاقم الأزمة؛ فالأثرياء يمكنهم شراء الماء أو تخزينه، أما الفقراء فهم الأكثر تضررًا".
كما ذكرت الصحيفة أن مواطنين في مدن، مثل سبزوار، شمال شرق إيران، خرجوا خلال الليالي الأخيرة إلى الشوارع، وتجمعوا أمام مباني المحافظات مرددين شعار: "الماء والكهرباء والحياة.. حقوقنا".
وفي ختام التقرير، أكدت "نيويورك تايمز" أن أزمة المياه في إيران ليست مجرد أزمة بيئية أو بنيوية، بل تمثل رمزًا لفشل عميق في إدارة الدولة داخل النظام الإيراني، الذي يفتقر- برأي كثير من المواطنين- إلى القدرة والإرادة لمواجهة الأزمات المعقدة التي تمر بها البلاد.