وبعد أكثر من أربعة عقود على وعد روح الله الخميني بتوفير الماء والكهرباء مجانًا، يواجه الإيرانيون اليوم انقطاعات متكررة في الماء والكهرباء.
ووفقًا لما أعلنته المحافظات الإيرانية، فإن يوم الأربعاء 23 يوليو (تموز) 2025، ستُعلّق الدراسة والعمل في 23 محافظة بسبب "الحرارة وإدارة استهلاك الطاقة"، أو سيتم تنفيذ العمل بنظام العمل عن بُعد.
أما في محافظة سمنان، فستكون ساعات الدوام يوم الأربعاء من الساعة السادسة صباحًا حتى الحادية عشرة ظهرًا فقط.
في المقابل، ستواصل المدارس والدوائر الحكومية عملها كالمعتاد في محافظات أصفهان، أردبيل، زنجان، همدان، كردستان، وآذربيجان الغربية.
ورغم الإغلاقات، ستواصل الأجهزة الطبية، وخدمات الطوارئ، والخدمات المدنية في البلديات عملها بشكل طبيعي.
وقد وصف متابعو قناة "إيران إنترناشيونال" هذا القرار الحكومي بأنه عديم الجدوى ومضلل، مشيرين إلى أن جذور أزمة المياه لا تكمن في الاستهلاك اليومي للمواطنين، بل في سوء الإدارة والسياسات الفاشلة للنظام.
من جانبها، صرحت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية للإعلام قائلة: "إذا استمرت ظروف أزمة المياه، فهناك احتمال لاستمرار الإغلاقات"، مضيفة أن تقريرًا سيُعد حول تأثير هذه الإغلاقات على إدارة استهلاك المياه.
وتُظهر مقاطع فيديو وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" أن مساء يوم الثلاثاء 22 يوليو 2025، تظاهر عدد من المواطنين لليلة الثانية على التوالي أمام مبنى قائمقامية مدينة سبزوار.
وردد المحتجون شعارات مثل: "لا تخافوا، لا تخافوا، نحن جميعًا معًا"، "لن نغادر، لن نغادر حتى نحصل على حقوقنا"، "حقوقنا لا تُنتزع إلا من الشارع"، "الماء، الكهرباء، الحياة... حقوقنا الأساسية".
وقد أرسل مواطنون من مختلف أنحاء إيران رسائل إلى "إيران إنترناشيونال" في الأيام الماضية تفيد بانقطاعات الكهرباء والماء لساعات طويلة يوميًا.
تجدر الإشارة إلى أنه بعد 46 عامًا من وعود روح الله الخميني، مؤسس النظام الإيراني الحالي، بـ"الكهرباء والماء مجانا"، بات المواطنون الإيرانيون اليوم يواجهون فواتير باهظة، وانقطاعات مستمرة، وأزمة طاقة خانقة.
ويعكس واقع صيف 2025 في إيران، مقارنة مع وعود أوائل الثورة عام 1979، صورة واضحة عن تدهور جودة الحياة في البلاد.
وقد أصبحت انقطاعات الكهرباء أزمة وطنية يومية، حيث يعيش ملايين المواطنين ساعات طويلة دون كهرباء.
أما على صعيد المياه، فقد وصلت الأزمة إلى مستوى غير مسبوق. فسدود البلاد تجف، والارتباك في إدارة الموارد المائية بلغ ذروته، وأزمة مياه الشرب تهدد الآن سبل عيش ملايين الإيرانيين.
ويؤكد خبراء الطاقة أن سوء إدارة النظام الإيراني، إلى جانب وجود مافيات المياه والمشاريع الفاشلة ونهب الموارد، لم يسهم فقط في تفاقم الأزمات بل زادها سوءًا.
وبات وعد "الكهرباء والماء مجانا" في أذهان الإيرانيين تذكارًا مريرًا لخداع دام 46 عامًا. وهو واقع يتجلى اليوم بوضوح تحت وطأة الحر، والعطش، والظلام اليومي.