وأوضح الاتحاد الأوروبي، في بيان صدر يوم الاثنين 21 يوليو (تموز)، أن حسين شمخاني، المعروف بنشاطه البارز في تجارة النفط الإيراني، أُدرج ضمن قائمة العقوبات لدوره الواسع في تصدير النفط الروسي، وتعاونه مع الشبكة المعروفة بـ "أسطول الظل".
وأشار البيان إلى أن "شمخاني ينشط في قطاع اقتصادي يمثل مصدر دخل كبيرًا للحكومة الروسية".
ويمارس شمخاني نشاطاته من خلال شركتين مقرهما دبي، وهما: مجموعة "أدميرال" ومجموعة "ميلاووس"، ويلعب دورًا محوريًا في تصدير النفط لكل من إيران وروسيا.
"بلومبرغ" تكشف عن إمبراطورية نجل "شمخاني" النفطية
أفاد تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ"، في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، استناداً إلى مصادر ووثائق اطلعت عليها، أن صندوق الاستثمار "أوشن لئونيد"، الذي تم تسجيله في العاصمة البريطانية لندن، في يونيو (حزيران) 2022، يعمل تحت إشراف حسين شمخاني.
كما أن صندوق الاستثمار هذا، المعروف في الأوساط المالية كشركة خاصة تركز على مجال الطاقة، لديه أيضًا مكاتب في جنيف ودبي وسنغافورة. وخلال السنوات الأخيرة، قام "أوشن لئونيد" بتوظيف عدد من الخبراء ذوي الخبرة في تجارة السلع، بمنفي ذلك أعضاء سابقون في شركات مثل "غانفور"، و"كوخ إندستريز"، و"سيتادل".
وذكر موقع الشركة أن "أوشن لئونيد" هو منصة متعددة الاستراتيجيات تعمل في جميع مجالات تجارة السلع.
ورغم أن هوية الداعم وراء هذا الصندوق ظلت غير معروفة لفترة طويلة، إلا أن تحقيقات استمرت لعام كامل أجرتها "بلومبرغ" كشفت أن "أوشن لئونيد" هو جزء من إمبراطورية حسين شمخاني.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الربط بين اسم حسين شمخاني وتجارة النفط الإيرانية والروسية، الخاضعة للعقوبات. ففي تقرير سابق صدر في سبتمبر (أيلول) الماضي، كشفت "بلومبرغ" أن مجموعة "ميلاووس" في دبي، التي يديرها حسين شمخاني، قد حققت مليارات الدولارات من بيع السلع من إيران وروسيا ودول أخرى.
ونقلاً عن أربعة مصادر مطلعة، ذكرت الوكالة أن "أولوية (أوشن لئونيد) هي الاستثمار في مجموعة واسعة من الأوراق المالية، بما في ذلك قطاعات النفط والغاز والمعادن". وأضافت هذه المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها خوفاً من الانتقام، أن "الصندوق يتلقى تمويله من شركات النفط التي يديرها شمخاني، والتي تقوم بنقل الأموال عبر عدد من الشركات الوهمية إلى حسابات يسيطر (أوشن لئونيد) عليها".
وفي تقرير آخر، ذكرت بلومبرغ أن الحكومة البريطانية وجّهت إنذارًا إلى إحدى الشركات التابعة لشمخاني بضرورة الإفصاح عن معلوماتها، وإلا سيتم حلّها.
خفض سقف أسعار النفط الروسي
ترافقت العقوبات على نجل شمخاني مع خفض سقف سعر النفط الخام الروسي من قبل الاتحاد الأوروبي، في محاولة لتقييد مصادر تمويل الكرملين، ضمن إطار العقوبات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا.
ورغم العقوبات الغربية، فلا تزال الصين والهند تستوردان كميات ضخمة من النفط الروسي، ويعد شمخاني يُعد من الوسطاء الرئيسين في هذه الصفقات.
دور حسين شمخاني في التسليح الإيراني لروسيا
وفي يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، كشفت "بلومبرغ" أن حسين شمخاني يؤدي دورًا محوريًا في بيع الأسلحة الإيرانية لروسيا، حيث تساهم شبكته من الشركات في نقل الطائرات المُسيّرة، والصواريخ، وقطع الغيار ذات الاستخدام المزدوج إلى موسكو، خاصة عبر بحر قزوين، ويساعد موسكو في حربها على أوكرانيا.
ووصفت "بلومبرغ" نجل شمخاني بأنه "ملياردير نفطي" تمكّن من اختراق النظام المالي الغربي بسرّية تامة. ويُعرف داخل الأوساط الأمنية الغربية باسم "هيكتور" أو بالحرف "H".