وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، يوم الأحد 20 يوليو (تموز)، في تصريح لوكالة "ريا نوفوستي"، إن لاريجاني نقل في هذا اللقاء تقييمات مسؤولي النظام الإيراني بشأن تصاعد الأزمة في الشرق الأوسط، والتطورات المتعلقة ببرنامج طهران النووي إلى الجانب الروسي.
وأضاف بيسكوف أن روسيا طرحت مواقف تهدف إلى استقرار الأوضاع في المنطقة، والتوصل إلى حلول سياسية للقضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد قال في 23 يونيو (حزيران) الماضي، خلال حديثه إلى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن الهجوم على إيران كان "غير مبرر".
وجاء هذا اللقاء بين يوتين ولاريجاني، في حين أفادت قناة "سكاي نيوز" الإخبارية بأن مفاوضات إيران مع الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) ستُعقد الأسبوع المقبل في جنيف.
وكانت الدول الثلاث قد حذّرت إيران، يوم الخميس 18 يوليو الجاري، من أنه ينبغي عليه فورًا استئناف المحادثات الدبلوماسية بشأن برنامجها النووي، وأعلنت أنه في حال عدم اتخاذ إجراءات ملموسة خلال شهر ونصف الشهر، سيُعاد فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران.
وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية قد أفادت، في يناير (كانون الثاني) الماضي، بأن مسؤولين في النظام الإيراني، بمن فيهم لاريجاني، قاموا بعدة زيارات سرّية إلى روسيا؛ بهدف تعزيز القدرات العسكرية والدفاعية لإيران، خصوصًا في المجال النووي.
ووفقًا لهذا التقرير، فقد سافر لاريجاني عدة مرات إلى روسيا، في رحلات سرية، وأجرى محادثات خلف الكواليس مع كبار المسؤولين الروس، للحصول على دعم موسكو في البرنامج النووي الإيراني ومنظومات الدفاع الجوي.
وأضافت الصحيفة أن "رحلات لاريجاني السرّية إلى موسكو، وهو ممثل المرشد علي خامنئي، ويتمتع بعلاقات وثيقة مع مسؤولي النظام الإيراني، ومعروف بقدرته على دفع الأمور إلى الأمام وتحريكها، تشير إلى تعمّق العلاقات بين إيران وروسيا وتزايد نفوذهما المتبادل".
وتُعد روسيا شريكًا استراتيجيًا بالنسبة للنظام الإيراني منذ سنوات، لكنها لم تتمكن خلال الحرب، التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، من لعب دور حاسم.
وقبل اندلاع هذه الحرب، كان بوتين قد تلقّى رسالة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، خلال لقائه وزير الخارجية، عباس عراقجي، وقد ردّ عليها، إلا أن أي وسيلة إعلامية لم تنشر حتى الآن تفاصيل هذه المراسلات.
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، في 14 مايو (أيار) الماضي، أن بوتين تلقّى دعوة لزيارة إيران، لكن لم يتم بعد تحديد موعد لهذه الزيارة.
وكان بوتين قد قدّم، في أبريل (نيسان) الماضي، اتفاقية شراكة طويلة الأمد مدتها 20 عامًا مع النظام الإيراني إلى البرلمان الروسي "الدوما"؛ للمصادقة عليها، غير أن النظام الإيراني لم يعلن تفاصيل هذه الاتفاقية، كما هو الحال مع اتفاقيته المبرمة مع الصين لمدة 25 عامًا.
وكانت الاتفاقية طويلة الأمد مع روسيا قد أُبرمت للمرة الأولى في عام 2001 خلال حكومة محمد خاتمي، والاتفاقية الحالية تأتي امتدادًا لتلك الاتفاقية السابقة.