وبحسب التقرير، ففي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، أصدرت القيادة السياسية الإسرائيلية تعليمات للجيش بالاستعداد لشن هجوم واسع على إيران. وعقب ذلك مباشرة، تم تشكيل فريق خاص في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" يحمل الاسم الرمزي "هيبخا ميستابرا"، وهو فريق سري يتكوّن من خبراء تقنيين تولى مهمة رصد وتحليل التطورات الإيرانية في المجال النووي.
وبعد أسابيع قليلة، حذّر هذا الفريق من أن إيران بدأت مشروعًا منظمًا للوصول إلى المرحلة النهائية في تصنيع صاروخ برأس نووي. وبالتزامن مع ذلك، كشفت وحدة البحوث في "أمان" عن مؤشرات مقلقة حول تطوير سلاح نووي في طهران.
وأوضح التقرير أن بعض العلماء الإيرانيين ركّزوا على مكونات شديدة الحساسية ومتقدّمة لم تُسجّل سابقًا ضمن البرنامج النووي المُعلن لطهران، وهو ما اعتبره المحللون دليلاً واضحًا على تجاوزها للخطوط الحمراء المُعلنة.
وفي مايو (أيار) الماضي، قدم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، شلومي بيندر، تقريرًا إلى كبار المسؤولين الإسرائيليين، حذّر فيه من أن "إيران تقلّص بشكل مقلق الفجوة التقنية والمعرفية للوصول إلى السلاح النووي". ومنذ ذلك الحين، دخلت الاستعدادات العسكرية حيّز التنفيذ العملي.
وتلقى المخططون العسكريون الإسرائيليون تعليمات بوضع خطة لهجوم دقيق ومتزامن على أهداف رئيسة، بما يشمل التصفية الجسدية لعدد من كبار المسؤولين الإيرانيين. وقد وُضِعت عدة سيناريوهات لكل هدف، تشمل مكان العمل، ومقر الإقامة، والمخابئ الآمنة.
وفي الأسابيع الأخيرة التي سبقت الهجوم، طوّرت "أمان" نظامًا تكنولوجيًا يستخدم البيانات الحية لتحديد عدد الأشخاص الحاضرين في كل موقع مستهدف، مما مكّن القادة من اختيار التوقيت الأمثل للهجوم، فجر الجمعة 13 يونيو (حزيران) الماضي، لتحقيق أقصى تأثير.
وأسفرت العملية عن تصفية أكثر من 30 شخصية رفيعة في النظام الإيراني، من بينهم رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، والقائد العام للحرس الثوري، وعدد من كبار المشرفين على البرنامج النووي الإيراني.
ووصفت الصحيفة هذه الضربة بأنها نقطة تحوّل في الاستراتيجية الإسرائيلية الرامية إلى كبح البرنامج النووي الإيراني.